دخلت العديد من دول العالم أمس مرحلة جديدة على طريق العودة إلى حياتها الطبيعية بعد أسابيع من العزل فرضها فيروس كورونا المستجد، في حين تحولت الأزمة الصحية الى إضرابات سياسية في دول أخرى.
فقد عاودت بريطانيا فتح المدارس أمس لأول مرة منذ إغلاقها قبل 10 أسابيع، لكن حوالي نصف أولياء الأمور فضلوا إبقاء أولادهم في المنازل وسط مخاوف من أن الحكومة تسرعت بتخفيف الحجر.
وأعيد فتح الأسواق واستئناف بعض الأنشطة الرياضية بدون جمهور وسمح لأكثر من مليوني شخص من الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس بقضاء بعض الوقت خارج المنازل.
لكن مع تسجيل بريطانيا واحدا من أعلى معدلات الوفيات الناجمة عن كوفيد-19، يخشى كثيرون من أن تخفيف إجراءات العزل العام سابق لأوانه ومن بينهم علماء نصحوا الحكومة وحذروها من أن ذلك قد يؤدي إلى موجة ثانية من الإصابة بالعدوى.
وقالت الحكومة إن تخفيف الإجراءات ما هو إلا تخفيف محدود لكن لاتزال هناك مخاوف من أن البلاد مازالت غير مستعدة لهذه التغييرات وأن كثيرا من السكان بدأوا في تجاهل الإرشادات الخاصة بالتباعد الاجتماعي.
كذلك فتحت المدارس الابتدائية والخاصة ودور الحضانة في اليونان أبوابها أمس. وذكرت وكالة الأنباء اليونانية أنه سيتم تمديد الدراسة إلى 26 يونيو التي كان مقررا أن تنتهي في 15 من الشهر نفسه تعويضا عن فترة الإغلاق.
وأشارت إلى اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية على كافة مستويات المدارس، والتي تشمل شغل الفصول الدراسية بنسبة 50% فقط من طاقتها الاستيعابية.
وتضمنت الإجراءات الاحترازية المحافظة على مسافة 1.5 مترا بين المقاعد بالفصول، بحيث لا يزيد عدد التلاميذ في الفصل الواحد على 15 تلميذا، وتشغيل الفصول بالتناوب مع إغلاق المقاصف المدرسية.
تركيا بدورها، بدأت خطت خطوة أخرى على مسار العودة للحياة الطبيعية.
وذكرت وكالة (إخلاص) للأنباء التركية أن عشرات الآلاف من المطاعم والمقاهي فتحت أبوابها، فيما أزيلت القيود المفروضة على الحدائق العامة والسواحل والمسابح وغيرها من الأماكن الترفيهية وحظر التنقل بين المدن حيث سيبدأ القطاع السياحي بالعمل.
وفتحت السلطات مطار اسطنبول أمام المسافرين المحليين وانطلقت أولى الرحلات الداخلية من مطار اسطنبول إلى مطار أنقرة.
من جانبها، قالت بلدية إسطنبول أمس، إنها ستعمل بكامل طاقتها في الحافلات والمترو وغيرهما من وسائل النقل من أجل عدم حدوث أي اضطرابات في اليوم الأول من عودة الحياة لطبيعتها.
وعاد ملايين الأشخاص إلى العمل في العاصمة الفلبينية مع تخفيف واحدة من أشد وأطول إجراءات العزل العام في العالم في محاولة لإنعاش اقتصاد عصف به الإغلاق.
وسمحت السلطات بتشغيل المواصلات العامة مثل القطارات والحافلات في مانيلا لكن على نطاق محدود مما أدى إلى اصطفاف الركاب في طوابير طويلة لساعات وتقطع السبل بمئات العاملين.
كما سمحت الفلبين بإعادة فتح المزيد من الشركات وأتاحت للمواطنين مغادرة منازلهم دون الحاجة إلى الحصول على تصاريح حكومية.
أما أميركا اللاتينية التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية البؤرة الرئيسية الجديدة لانتشار الفيروس، فقد تجاوزت عتبة المليون إصابة مؤكدة.
وتحولت الأزمة في البرازيل، الدولة الأكثر تضررا في القارة بأكثر من نصف مليون إصابة و30 ألف حالة وفاة، إلى أزمة سياسية حول كيفية مواجهة الوباء.
واندلعت اشتباكات مساء أمس الأول في ساو باولو بين أنصار ومعارضي الرئيس البرازيلي جاير بولسونار، الذي يصر على التقليل من خطورة الوباء ويعارض تدابير الاحتواء التي أقرتها مختلف السلطات المحلية.
وانخرط بنفسه وسط الحشود المؤيدة له في برازيليا، متحديا قواعد التباعد الاجتماعي التي تم إقرارها من أجل الحد من انتشار العدوى.
وفي ساو باولو، اصطدمت تظاهرة «ضد الفاشية» بتظاهرة أخرى لمؤيدي الرئيس الذين خرجوا احتجاجا على إجراءات الاحتواء.
واشتبك المئات في الشارع، على الرغم من تدخل الشرطة التي أطلقت الغاز المسيل للدموع واعتقلت ما لا يقل عن 3 أشخاص.
وأحدث البيت الأبيض مفاجأة بإعلانه عن إرسال شحنة من مليوني جرعة من هيدروكسي كلوروكين إلى البرازيل، وهو دواء مضاد للملاريا أثار استخدامه الجدل.
إلى ذلك، قالت وزارة الصحة الهندية امس إن حالات الإصابة تجاوزت 190 ألف حالة لتتخطى الأعداد في فرنسا وتصبح سابع أكبر دولة من حيث عدد الإصابات في العالم بعد الولايات المتحدة والبرازيل وروسيا وبريطانيا وإسبانيا وإيطاليا، في حين تخفف الحكومة أغلب القيود بعد مرور شهرين على فرض العزل العام.
وتزايدت الانتقادات في الأيام القليلة الماضية من أن إجراءات العزل العام التي فرضها رئيس الوزراء ناريندرا مودي على سكان البلاد البلاغ عددهم نحو 1.3 مليار نسمة في مارس الماضي لم تنجح في وقف تفشي الجائحة في حين دمرت سبل العيش لملايين من السكان الذين يعتمدون على أجر العمل اليومي.
وأمس تكدس آلاف الأشخاص في 200 قطار استأنفت الخدمة في أرجاء البلاد. وأغلب الركاب من العمالة المهاجرة العائدة مع أسرها من المدن الكبرى إلى القرى.
وقال الخبراء: «العمالة العائدة تنقل المرض الآن لكل ركن في البلاد خاصة لمناطق الريف.. ولمناطق نظم الصحة العامة فيها ضعيفة نسبيا».