أقر نواب المجلس التشريعي بهونغ كونغ امس، مشروع قانون تدعمه بكين «يجرم» إهانة النشيد الوطني الصيني، في خطوة يشير معارضوها إلى أنها ستزيد قمع المعارضين في المدينة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي.
وبدأت الجلسة امس بصورة اعتيادية، ورفع الكثير من النواب لوحات تحيي الذكرى السنوية الحادية والثلاثين لمذبحة ساحة «تيانانمين»، التي وقعت في بكين في الرابع من يونيو من عام 1989 وتم التصويت على مشروع القانون، بأغلبية 41 صوتا، بينما امتنع نائب واحد عن التصويت، لكن الكتلة المدافعة عن الديموقراطية في البرلمان رفضت التصويت وهتفت شعارات منددة به.
وقال النائب عن الحزب الديموقراطي باري تيد هوي، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، متحدثا من المجلس، إن القانون الجديد «غامض» ويمكن التلاعب به.
وأوضح أن المقصود بـ «الإهانة» ليس واضحا، وبسبب هذا الغموض فإنه يمكن استخدام القانون كأداة من قبل السلطات لسجن المعارضين لسنوات.
وجرت الجلسة في أجواء هادئة، على النقيض من الاجتماعات الأخيرة التي كانت تشهد حالة من الفوضى بين معسكرات المعارضة، وذلك رغم الخلافات الشديدة بين النواب بشأن تفاصيل القانون الجديد.
ووجه النائب المؤيد للديموقراطية راي تشان انتقادات لرئيس المجلس التشريعي لإجرائه التصويت بالتزامن مع ذكرى مذبحة تيانانمين. وقال: «أود أن أقول لأندرو ليونج، تهانينا. بسبب إدارتك، سنصوت اليوم دون كل الأيام على مشروع قانون النشيد الوطني».
وأكد نائب آخر أن هذه هي المرة الأولى منذ التسليم (من بريطانيا عام 1997) التي لا يتمكن فيها سكان هونغ كونغ من إضاءة الشموع في فيكتوريا بارك، مشددا على أنه لا يمكن إجبار شباب المدينة على حب الصين بالإكراه المعنوي للقانون الجديد.
وأثار سكان هونغ كونغ، وخصوصا جماهير كرة القدم، الذين أصدروا أصواتا للتشويش لدى عزف النشيد الوطني في مؤشر على عدم رضاهم عن حكم الصين، حفيظة بكين.
الى ذلك، أحيت هونغ كونغ امس، ذكرى قمع تظاهرات ساحة تيانانمين قبل 31 عاما فيما يعد تحديا من قبل المتظاهرين لقرار السلطات منع التجمع السنوي الذي ينظم في المدينة ودخلوا متنزها من معالم المدينة متجاوزين الحواجز التي وضعت حوله.
وفي كل سنة تنظم هذه الوقفة في المستعمرة البريطانية السابقة بمشاركة حشود هائلة في ذكرى تدخل الجيش الصيني الدموي ضد المتظاهرين ليل الثالث إلى الرابع من يونيو 1989 في محيط هذه الساحة الشهيرة بوسط بكين، لكنها منعت هذه السنة بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد كما قالت السلطات.
وبحسب فرانس برس دخل نحو 100 شخص فيكتوريا بارك بعد إزالة الحواجز حوله وبدأوا يحتشدون في ملاعب كرة القدم بداخله مرددين شعارات وحاملين الشموع.