عبر أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أمس عن تضامنه مع المتظاهرين الذين خرجوا إلى الشوارع في الولايات المتحدة ضد العنصرية وعنف الشرطة، في خطوة يتوقع ان تثير حفيظة ادارة الرئيس دونالد ترامب. وأضاف غوتيريش - في تغريدة على موقع تويتر - أن الحرب ضد العنصرية هي في صميم اختصاص الأمم المتحدة لكن إذا كانت العنصرية موجودة في كل مكان فهي موجودة داخل الأمم المتحدة.
كما أصدر مجموعة من 66 خبيرا في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، إدانة لاذعة لـ «عمليات القتل الإرهابية العنصرية المعاصرة» التي قالوا إن الأميركيين من أصول أفريقية ما زالوا يواجهونها في الولايات المتحدة.
ونشرت المجموعة بيانين مشتركين ردا على الاحتجاجات ضد وحشية الشرطة والعنصرية المنهجية التي تجتاح البلاد في أعقاب العديد من عمليات القتل ضد السود، ومن بينهم جورج فلويد، الذي توفي أثناء اعتقال الشرطة له بمدينة مينيابوليس الأسبوع الماضي.
وقال الخبراء إن هذه الحوادث، التي شوهدت في مقاطع فيديو يتم نشرها على نطاق واسع عبر الإنترنت، «تصدم الضمير وتثير الرعب ذاته الذي يهدف نظام الإعدام في الولايات المتحدة في إثارته».
وتابعوا «نظرا لسجل الإفلات من العقاب على العنف العنصري من هذا النوع في الولايات المتحدة، فإن السود لديهم سبب وجيه للخوف على حياتهم».
وقال مراقبو الأمم المتحدة أيضا إن الشرطة الأميركية مازالت ملوثة بـ «إرث الإرهاب العرقي» الذي بدأت أصوله بـ «دوريات العبيد والسيطرة الاجتماعية».
ودعت المجموعة حكومة الولايات المتحدة إلى معالجة «العنصرية المنهجية والتحيز العنصري في نظام العدالة الجنائية في البلاد من خلال إجراء تحقيقات مستقلة وضمان المساءلة في جميع حالات الاستخدام المفرط للقوة من جانب الشرطة».
وتزامنا مع الاحتجاجات اليومية في الولايات المتحدة، يخرج مئات الآلاف في العديد من دول العالم تضامنا مع المحتجين الاميركيين.
ففي استراليا خرج عشرات الآلاف، وذلك بعد أن رفعت السلطات في إحدى المناطق الأسترالية حظرا على التجمع كان مفروضا بموجب قواعد التباعد الاجتماعي الذي فرضه فيروس كورونا.
وسمحت محكمة الاستئناف في نيو ساوث ويلز بتجمع في سيدني، حيث شارك آلاف في مسيرة وسط وجود شرطي مكثف مرددين «حياة من مهمة؟ حياة السود مهمة» وهي الشعارات التي يحملها المتظاهرون الاميركيون.
ودعا المحتجون أيضا إلى كف الشرطة في أستراليا عن إساءة معاملة السكان الأصليين.
وجاءت الاحتجاجات رغم أن السلطات دعت في وقت سابق إلى البقاء بالمنازل والالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي لاحتواء انتشار فيروس كورونا. ولا تسمح هذه القواعد إلا بتجمع أعداد صغيرة في أماكن مفتوحة.
وبعد حكم المحكمة، حثت شرطة نيو ساوث ويلز الناس عبر تويتر على «الحفاظ على مسافة آمنة فيما بينهم»، وقالت إنها ستكون موجودة «لتسهيل» حركة الناس.
واحتشد أكثر من عشرة آلاف في برزبين وفقا لتقديرات الشرطة والتف كثير من المحتجين بعلم السكان الأصليين. ووضع كثيرون على وجوههم أقنعة كتب عليها «لا أستطيع التنفس»، وهي آخر كلمات نطق بها فلويد.
وفي ملبورن تجمع أكثر من خمسة آلاف شخص وتلا المنظمون قائمة أسماء طويلة لسكان أصليين ماتوا على أيدي الشرطة في أستراليا أو أثناء احتجازهم.
أما في باريس، فقد حظرت الشرطة الفرنسية مظاهرات كان مقررا تنظيمها أمام السفارة الأميركية وفي الحدائق القريبة من برج إيفل أمس مع تصاعد موجة الاحتجاجات في أنحاء العالم على موت جورج فلويد في منيابوليس.
من جهته، انضم رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى آلاف المتظاهرين في أوتاوا جاثيا على ركبته لمناهضة العنصرية وعنف الشرطة بعد وفاة جورج فلويد في الولايات المتحدة.
وقد جثا ترودو مرات عدة امتدت آخرها لثماني دقائق و46 ثانية، الوقت الذي استمر فيه بقاء جورج فلويد تحت ركبة الشرطي الأبيض ديريك شوفين، ما أدى إلى اختناقه.
وانضم رئيس الوزراء الذي كان يضع كمامة سوداء إلى الحشود التي تجمعت أمام البرلمان تكريما لهذا الوالد الأسود الذي أثارت حادثة وفاته حركة عالمية من الاحتجاجات، وكان برفقته الوزير أحمد حسين.
وحمل ترودو بين يديه قميصا أسود كتب عليه «حياة السود تهم» قدمه له متظاهرون.