للأسبوع الثاني على التوالي، أضاف فيروس كورونا المستجد أكثر من مليون الى قائمة المصابين به، ليتجاوز تعدادهم الـ 11 مليونا ونحو 100 ألف على مستوى العالم، في حين فاق عدد الوفيات الـ 525 ألف وفاة في أكثر من 188 دولة وإقليما، بحسب جامعة جونز هوبكنز الاميركية.
ومنذ الأسبوع الماضي تناشد منظمة الصحة العالمية دول العالم بإعادة النظر او التريث في قرارتها حول رفع العزل، بعد التفشي القياسي للوباء الذي يسببه «كوفيد-19».
وقال المسؤول عن الطوارئ الصحية في المنظمة الدولية مايكل راين إن: «الوقت حان فعلا لأن تنظر الدول إلى الأرقام. أرجوكم، لا تتجاهلوا ما تقوله لكم الأرقام». وأضاف ان «على الناس الاستفاقة. الأرقام لا تكذب والوضع الميداني لا يكذب».
وتابع أن «منظمة الصحة العالمية تدرك تماما وجود أسباب وجيهة لدى الدول التي تريد إعادة اقتصاداتها للمسار الصحيح. لكن لا يمكن تجاهل المشكلة أيضا، إذ إنه (الفيروس) لن يختفي بطريقة سحرية».
وبانتظار إحصائيات هذه الأسبوع التي لا يبدو انها تبشر بالخير، قالت المنظمة إن الأسبوع الماضي كان الأسوأ في عدد الإصابات منذ ظهور الفيروس التاجي في الصين في أواخر العام 2019، و60% من الإصابات الموجودة حتى الآن سجلت في الشهر المنصرم.
ومازالت الولايات المتحدة صاحبة الأرقام القياسية الأعلى في كل المقاييس، حيث تجاوزت الإصابات اليومية 57 ألف إصابة يوم الجمعة وحده، وفاق إجمالي عدد الإصابات الـ 2.800 إصابة الى جانب عدد الوفيات الذي تجاوز الـ 130 ألف وفاة، وفق تعداد جامعة جونز هوبكنز المرجعية.
وسجل العدد الأكبر من الإصابات الجديدة في جنوب البلاد وغربها، الأمر الذي «يعرض البلاد بأسرها للخطر»، وفق قول مدير المعهد الأميركي للأمراض المعدية أنتوني فاوتشي.
لكن الولايات المتحدة ليست البلد الوحيد الذي يتجاهل تحذيرات منظمة الصحة العالمية، إذ إن الحانات والفنادق ومحال تصفيف الشعر ودور السينما والمتاحف أعادت فتح أبوابها أمس في انجلترا، في خطوة يعتبر البعض في بريطانيا أنها سابقة لأوانها.
حيث توجه ملايين الإنجليز إلى الحانات خلال عطلة نهاية الأسبوع التي وصفت بأنها «تاريخية»، وفق قول مسؤول في القطاع. وشبهت الشرطة اكتظاظها بيوم رأس السنة. وفضلت اسكتلندا وويلز وايرلندا الشمالية من جهتها اعتماد جدول خاص بها لرفع تدابير العزل.
وأمرت سلطات كاتالونيا بفرض تدابير عزل على مدينة كاملة تضم حوالي 200 ألف نسمة في محيط مدينة ليريدا في شمال شرق إسبانيا، بسبب تزايد عدد الإصابات بالفيروس.
وتأتي تلك الإجراءات مع بدء العطلة الصيفية في إسبانيا واستئناف استقبال الزوار الأجانب من 12 دولة من خارج الاتحاد الأوروبي.
وكانت إسبانيا قد أعادت فتح حدودها أمام مواطني الاتحاد الأوروبي من فضاء شنغن وبريطانيا، في 21 يونيو.
وقال الزعيم الكاتالوني الانفصالي كيم تورا أمام الصحافة: «قررنا عزل منطقة ديل سيغريا (في محيط مدينة ليريدا)، استنادا إلى قاعدة بيانات تؤكد ارتفاعا كبيرا في عدد الإصابات بكوفيد-19»، مضيفا أنه لن يسمح لأي شخص بالدخول والخروج من هذه المنطقة.
من جهتها، قالت وزيرة الصحة في منطقة كاتالونيا ألبا فيرجيس إنه سيتم حظر التجمعات لأكثر من 10 أشخاص، والزيارات إلى دور المسنين.
وذكرت صحيفة «لا فانغارديا» الإسبانية إن إجمالي عدد الإصابات بالفيروس في منطقة «سيجريا»، حيث تقع مدينة «لليدا»، وصل إلى حوالي 200 ألف حالة.
وسمحت المفوضية الأوروبية باستخدام عقار رمديسيفير المضاد للفيروسات في الاتحاد الأوروبي الذي أعطى بعض النتائج في معالجة المصابين بالفيروس بحال خطيرة.
وفي الصين، أعلنت بلدية بكين التي شهدت في منتصف يونيو قفزة في عدد الإصابات بكوفيد-19، رفع معظم القيود عن مغادرة المدينة منتصف ليل أمس، مؤكدة أنها تمكنت من السيطرة على العدوى الجديدة التي ظهرات في سوق شينفادي الضخم، لبيع المنتجات الزراعية بالجملة في العاصمة التي تعد 21 مليون نسمة وسجلت فجأة ارتفاعا في عدد الإصابات الشهر الماضي تجاوزت 331 شخصا، بعد شهرين من دون تسجيل أي إصابة بكورونا.
وقد تعهدت الصين بأن تلغي تدريجيا ذبح وبيع الدواجن الحية في أسواق المواد الغذائية. ويشتبه بأن تكون سوق لبيع الحيوانات الحية في مدينة ووهان في وسط البلاد، المنشأ الرئيسي للوباء.
وللمرة الأولى منذ بدء تفشي الفيروس، تجاوزت أميركا اللاتينية أمس الأول أوروبا في عدد الإصابات مع أكثر من 2.7 مليون مصاب، رغم أن أوروبا لاتزال القارة الأكثر تضررا جراء الوباء لناحية الوفيات مع قرابة 200 ألف وفاة. وتقوم السلطات المحلية بحفر مقابر جماعية في جبانات عبر بوليفيا لاستقبال موجة جديدة من ضحايا مرض كوفيد-19 ما أشاع قلقا بين البوليفيين مع تفشي الفيروس.
وسجلت بوليفيا 35500 حالة إصابة بالفيروس و1200 حالة وفاة. وعلى الرغم من أن هذه المحصلة منخفضة مقارنة ببيرو وتشيلي والبرازيل المجاورة فقد ارتفعت حالات الإصابة الجديدة في الأسابيع الأخيرة لترهق نظام الرعاية الصحية البوليفي الهش في بعض المناطق.
وقالت راكيل لويزا ممثلة دور دفن الموتى بالمنطقة إن السكان الذين يموتون نتيجة أسباب طبيعة يدفنون ولكن وضع المتوفين نتيجة كوفيد-19 معلق.
واضافت للصحافيين «لم يدفن أحد». وأضافت أن هناك 135 جثة في انتظار الدفن.