يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنصاره في تجمع انتخابي جديد ينظمه الأسبوع المقبل في ولاية نيو هامشير، لكن هذه المرة في الهواء الطلق بعد الفشل الذريع الذي مني به تجمعه الأخير في مدينة تولسا بسبب وباء «كورونا» والاحتجاجات ضد العنصرية والتمييز وسياساته تجاه المحتجين الذين يتظاهرون منذ مقتل جورج فلويد الأميركي من أصول أفريقية على يد شرطي ابيض.
ويبدو أن ترامب جعل من الهجوم العنيف والمستمر على هؤلاء المحتجين احدى ركائز حملته الانتخابية، وسط انقسامات غير معهودة تشهدها اميركا.
ومخاطرا بخسارة قسم كبير من الأصوات، قال الرئيس الجمهوري أمس إنها «لم تعد تظاهرات سلمية على الإطلاق، انها أصبحت غضبا وعنفا، وسيطرة من قبل العصابات الاجرامية على مدن محددة يديرها الديموقراطيون». واعتبر في تغريدة على تويتر امس ان ذلك مرده الى «نقص القيادة في تلك المدن».
وأضاف في تغريدة أخرى: «لقد أصبحت نيويورك وشيكاغو ملاذين آمنين يحظى فيهما المجرمون بالحماية».
وكانت الحملة الانتخابية للرئيس الجمهوري أعلنت في بيان أن تجمع «فلنعد لأميركا عظمتها» سيجري السبت المقبل في بورتسموث.
وأضافت انه: «سيتم توزيع كمامات على جميع المشاركين وسيتم تشجيعهم بشدة على وضعها» خلافا للتجمع السابق في تولسا، حيث لم يرتد احد الكمامات وسط أرقام قياسية للإصابات بـ«كورونا» التي طالت حتى الفريق المنظم.
وكان الملياردير الجمهوري الساعي للفوز بولاية ثانية مدتها 4 سنوات في انتخابات الثالث من نوفمبر استأنف تجمعاته الانتخابية في 20 يونيو في مدينة تولسا بولاية أوكلاهوما.
لكن عدد المقاعد الكبير الذي ظل فارغا في القاعة المغلقة، حيث أقيم التجمع أعطى صورة معاكسة لتلك التي أرادها مرشح عرف على الدوام كيف يؤمن زخما لحملته.
ويبدو ترامب مهووسا بالحشود الكبيرة، إذ إنه يتباهى على الدوام بحجم التجمعات التي ينظمها بالمقارنة مع تلك التي ينظمها جو بايدن، منافسه الديموقراطي الذي تؤكد كل استطلاعات الرأي أنه يتقدم في نوايا التصويت على المستوى الوطني على الرئيس الجمهوري.
وإذا كان المراقبون جميعا يدعون إلى الحذر من هذه الاستطلاعات، لاسيما لأن الانتخابات لاتزال على بعد 4 أشهر، إلا أنه لا يسعهم في الوقت نفسهم إلا أن يشيروا إلى أن بايدن متقدم على ترامب في نوايا التصويت بعدد نقاط أكبر بكثير مما كانت عليه حال هيلاري كلينتون مع خصمها الجمهوري في مثل هذا الوقت قبل 4 سنوات.