يواصل «سونامي» فيروس كورونا المستجد تفشيه في العديد من الولايات المتحدة بينما يتربص بعدد كبير من رؤساء ومسؤولي أميركا اللاتينية، بينما تجاوز عدد الإصابات الـ 12 مليونا و533 ألفا والوفيات ارتفعت فوق الـ 562 ألفا على مستوى العالم.
هذا، ووصل خبيران من منظمة الصحة العالمية إلى بكين أمس في مهمة استكشافية قبل بدء تحقيق تريد هذه الهيئة الدولية إجراءه حول منشأه الذي ظهر في مدينة ووهان الصينية في نهاية 2019.
وتأتي زيارة الخبيرين وهما عالم أوبئة ومتخصص في الصحة الحيوانية، بعدما أطلقت منظمة الصحة العالمية نداء إلى الحذر في مواجهة الارتفاع الكبير في عدد الإصابات، خصوصا في الولايات المتحدة والبرازيل، حيث تجاوز عدد الوفيات السبعين ألفا.
وعند إعلانها عن توجه الخبيرين إلى الصين، قالت الناطقة باسم المنظمة ماغريت هاريس إنهما سيجريان محادثات مع مسؤولين صينيين وسيحددان الأماكن التي ينبغي على بعثة التحقيق المقبلة زيارتها.
وأضافت هاريس «أحد الأسئلة الكبرى هو تحديد ما إذا كان الفيروس انتقل إلى الإنسان من حيوان، وإذا كان الأمر كذلك، فمن أي حيوان؟».
ورحبت الولايات المتحدة بالإعلان عن تحقيق المنظمة في الصين. وقال السفير الأميركي في الأمم المتحدة في جنيف أندرو بريمبرغ «نعتبر هذا التحقيق العلمي مرحلة ضرورية للحصول على فهم كامل وشفاف للطريقة التي انتشر فيها هذا الفيروس في العالم». وجاء هذا التصريح إيجابيا على غير العادة، من قبل الولايات المتحدة التي بدأت رسميا إجراءات انسحابها من منظمة الصحة العالمية.
والولايات المتحدة هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء، حيث سجلت نحو ربع عدد الإصابات في العالم بتجاوزها حاجز الـ 3 ملايين و190 ألف إصابة، وفقا لبيانات جامعة جونز هوبكنز، حيث تسجل منذ أيام معدلات يومية قياسية. وفاق عدد الوفيات الـ 134 ألف وفاة.
وأودى الوباء بحياة أكثر من 4100 شخص في فلوريدا وحدها، حيث قلل الحاكم الجمهوري رون ديسانتيس من نسبة تفشي المرض في البدء إلا أنه اضطر لاحقا إلى التوقف عن رفع تدابير العزل.
وكانت فلوريدا من بين سبع ولايات على الأقل سجلت حصيلة يومية قياسية إلى جانب تكساس وألاباما وإيداهو وميسوري ومونتانا وأوريغون. كما سجلت فلوريدا وتكساس أعلى معدلات وفاة يومية بلغت 120 و105 على التوالي.
وقال ريتشارد كورتيز وهو مسؤول في مقاطعة هيدالغو في جنوب تكساس بعد تأكيد 1274 إصابة خلال 24 ساعة «وصل سونامي كوفيد-19 إلى هنا». وعلى سبيل المقارنة، أعادت ملبورن في أستراليا وهي مدينة يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، فرض إجراءات الإغلاق بعد تسجيل 191 إصابة في يوم واحد.
ويواصل وباء كوفيد-19 انتشاره في أميركا اللاتينية أيضا، التي أصيب قادة عدد من دولها بالفيروس.
ففي بوليفيا أعلنت الرئيسة الانتقالية جانين أنييز المرشحة للانتخابات الرئاسية في سبتمبر أنها مصابة بالمرض. من جهتها، أعلنت رئيسة البرلمان البوليفي إيفا كوبر التي تأتي في المرتبة الثانية في هرم السلطة في البلاد، أنها مصابة بكورونا أيضا.
في فنزويلا، أعلن الرئيس نيكولاس مادورو تمديد حالة الطوارئ التي فرضت لمنع انتشار الوباء شهرا واحدا، بينما قال وزير النفط طارق العيسمي إنه مصاب بكوفيد-19. والأمر نفسه ينطبق على نائب الرئيس ديوسدادو مابيلو الذي أعلن ذلك الخميس.
في البرازيل، أعلن الرئيس جاير بولسونارو بنفسه أنه مصاب بالفيروس.
والبرازيل هي الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أميركا اللاتينية، والثانية في العالم. وقد تجاوز عدد الوفيات فيها عتبة السبعين ألفا بعد تسجيل 1214 وفاة إضافية. وبذلك يرتفع عدد الإصابات إلى 1.8 مليون.
ورفعت بوغوتا البؤرة الرئيسية للوباء في كولومبيا، مستوى التأهب في مواجهة انتشار الفيروس وستعزز إجراءات عزل السكان. وسجلت في كولومبيا 133 ألفا و973 إصابة بما فيها 4717 وفاة.
وتعتزم الهند استخدام مدرج إيدن غاردنز الشهير لرياضة الكريكيت في مدينة كالكوتا القادر على استيعاب 80 ألف متفرج، كموقع لفرض حجر صحي على شرطيين تثبت إصابتهم بالفيروس على ما أعلنت أمس سلطات هذا البلد المتضرر بشدة جراء الوباء.
وقال رئيس اتحاد الكريكيت في منطقة البنغال أفيشيك دالميا «من واجبنا المساعدة ودعم الإدارة في لحظات الأزمة هذه. سنستضيف طواقم الشرطة المصابين الذين يكافحون ضد كوفيد-19 لتمضية فترة الحجر الصحي».
وأصيب حوالي 550 شرطيا في كالكوتا بفيروس كورونا المستجد الذي أودى باثنين منهم. وستنشر مئات الأسرة في المدرج، في ظل الضغط الكبير الذي تتعرض له مستشفيات المدينة.