أدى ضيوف الرحمن طواف الإفاضة بالمسجد الحرام وسط أجواء إيمانية، بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات، وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج، ثم قضوا الليل في مشعر مزدلفة وقاموا برمي جمرة العقبة الكبرى بمنى في أول أيام عيد الأضحى المبارك وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة.
وأدى الحجاج أغلب مناسك الحج، وهي: رمي جمرة العقبة، والحلق أو التقصير، وطواف الإفاضة، والسعي، ونحر الهدي لمن عليه هدي من الحجاج.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» في بيان أن رجال الأمن قاموا بجهود مميزة من أجل التسهيل على حجاج بيت الله الحرام لوصولهم للمسجد الحرام.
وجهزت الرئاسة العامة لشؤون المسجدين الحرام والنبوي صحن المطاف والممرات ومداخل الأبواب ومرافق المسجد الحرام بوضع مسارات افتراضية بالملصقات الأرضية المؤقتة التي تهدف إلى تنظيم مسارات دخول حجاج بيت الله الحرام وأداء مناسكهم لتضمن من خلالها تطبيق التباعد المكاني بين الحجيج، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة الحج والعمرة والقيادات الأمنية.
وتأتي هذه التدابير حرصا من المملكة على أن يتم الركن الخامس من أركان الإسلام في ظل أزمة كورونا مع تطبيق الإجراءات الصحية والوقائية حفاظا على صحة وسلامة ضيوف الرحمن وليتمكنوا من أداء الحج بأمن وسلام.
وقد شرع ضيوف الرحمن في رمي جمرة العقبة، وذلك بعد اكتمال وصولهم إلى مشعر منى بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، ثم أدوا طواف الإفاضة في المسجد الحرام، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكنية والخشوع وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية.
وتوزعت أفواج الحجيج على أدوار جسر الجمرات بشكل متباعد، حيث تمكن الحجيج من الرمي والعودة لمواقع إقامتهم في يسر وسهولة.
ورمى الحجاج جمرة العقبة الكبرى في منى قرب مكة المكرمة في أول أيام عيد الأضحى، مستخدمين حصوات معقمة قدمتها لهم السلطات السعودية في إطار تدابير غير مسبوقة للوقاية من ڤيروس كورونا المستجد.
وارتدى الحجاج ملابس الإحرام البيضاء ووضعوا كمامات طبية بينما حافظوا على التباعد الاجتماعي.
وكانت سلطات الحج السعودية قدمت للحجاج حصوات مغلفة ومعقمة لحمايتهم من ڤيروس كورونا المستجد.
وبعد الانتهاء من رمي جمرة العقبة الكبرى، تولى الحجاج ذبح الهدي ثم حلق شعر الرأس أو التقصير.
ثم توجه الحجاج الى مكة المكرمة حيث أدوا طواف الإفاضة وهو ركن من أركان الحج، قبل العودة إلى منى للمبيت فيها أيام التشريق التي يقوم خلالها برمي جمرات ثلاث.
واجتمع لحجاج بيت الله الحرام في أول أيام عيد الأضحى المبارك فرحتان لا شيء يعدلهما، فرحة وصولهم إلى مشعر منى، وفرحة حلول العيد، لتكتمل الصورة بقبول العمل في أجواء إيمانية مفعمة بالخشوع والخضوع والإنابة، وسط منظومة من الإجراءات الصحية والتدابير الوقائية والخدمات المتكاملة.
وخالجت دموع الحجاج دعاءهم، رافعين أكف الضراعة إلى الله تعالى ابتهالا في هذا الموقف، وتهللت دموعهم طلبا للرحمة والمغفرة، في منظر مليء بكل صور الروحانية والرجاء برب كريم رحيم.
الى ذلك، أعلنت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية نجاح خطتها الاحترازية الوقائية في مشعر المزدلفة، وفق الخطة المعتمدة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، حيث شهدت أروقة المشعر الحرام انسيابية دخول وخروج الحجاج، وتأديتهم لصلاتي المغرب والعشاء جمعا وقصرا، اقتداء بهدي المصطفى النبي محمد ژ، في أجواء تملؤها الطمأنينة والسكينة والخشوع، وفق الاشتراطات والإجراءات الوقائية والاحترازية.
وأكد د.عبدالله بن عبدالرحمن الجويبري مساعد مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة عضو لجنة المكتب التنفيذي لأعمال الوزارة في الحج - في تصريح أوردته وكالة «واس» نجاح خطة الوزارة في مشعر مزدلفة، موجها الشكر لكل المسؤولين على المتابعة الدؤوبة والحرص الدائم لتقديم أفضل الخدمات وأجلها، لراحة ضيوف الرحمن، وتسخير قطاعات الدولة كافة للعمل على إنجاح هذه الشعيرة الإسلامية الكبرى.
وأفاد د.الجويبري بأن الوزارة هيأت مساجد المشاعر ومرافقها، وجهزتها بالسجاد الفاخر، كما وفرت أجهزة قياس الحرارة، إلى جانب إسناد تعقيم المواقع إلى شركات متخصصة في التعقيم بتقنية الأوزون قبل وأثناء وصول ضيوف الرحمن إلى المشاعر، حتى مغادرتهم وفق البروتوكولات الصحية المعتمدة بالتنسيق مع الجهات المختصة بالحج.