- أميركا في «مرحلة مختلفة» ووفاة إيراني كل 7 دقائق
مع تجاوز عدد حالات الاصابة بفيروس كورونا المستجد عتبة الـ 18 مليونا، رسمت منظمة الصحة العالمية صورة قاتمة لمعركة العالم مع الوباء، رغم السباق الدولي المحموم والآمال الكبيرة بتطوير لقاح فاعل للفيروس.
اذ حذر مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس من انه «لا يوجد حل سحري حاليا وقد لا يكون هناك (حل) إطلاقا».
وقال في مؤتمر صحافي عقد عبر الإنترنت من جنيف، إن النهج الشامل لمواجهة انتشار فيروس «كوفيد ـ 19»، مازال هو الحل للحكومات بالتضامن مع المجتمعات، مشيرا إلى أن احترام الجميع للنهج الشامل متمثلا في الكشف عن الحالات وتتبع أثر المخالطين والعزل إضافة إلى احترام التباعد الاجتماعي واستخدام كل الأدوات المتاحة، فإن الدول يمكنها أن تقلب الأوضاع رأسا على عقب وتتمكن من السيطرة على الفيروس.
وقال ادهانوم ـ في مؤتمر صحافي بجنيف ـ «إن هناك دولا تجاوزت بالفعل مرحلة الخطورة وأخرى عاد الفيروس للانتشار فيها مرة أخرى.. محذرا من أن رفع القيود فجأة قد يؤدي إلى عودة تفشى الفيروس».
وأوضح أن فيروس كورونا تجاوز كل ما تعاملت معه المنظمة من أوبئة، و«هناك عدد من اللقاحات في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية، ولكن لا يوجد حل واحد للجميع، وقد لا يوجد حل على الإطلاق».
بدوره، دعا رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستكس، مواطنيه ودوائر الدولة إلى «عدم التراخي» إزاء موجة ثانية من الجائحة لتجنب فرض «الاغلاق العام من جديد».
وأدلى بتصريحه من مدينة ليل (شمال فرنسا) حيث أصبح وضع الكمامة إلزاميا في بعض «الأماكن العامة المفتوحة» كما هي الحال في أي مكان آخر في البلاد. وأشار إلى أن «الفيروس ليس في إجازة، ونحن كذلك».
وأوضح «يجب أن نحمي أنفسنا من هذا الفيروس، من دون تعليق الحياة الاقتصادية والاجتماعية، أي تجنب احتمال إعادة الإغلاق العام».
بدورها، حذرت مستشارة البيت الابيض ديبورا بيركس من أن الولايات المتحدة دخلت «مرحلة جديدة»، حيث باتت المناطق الريفية مهددة كما المدن الكبرى.
وقالت بيركس التي تترأس خلية الأزمة المعنية بمكافحة الفيروس في البيت الأبيض لبرنامج «حالة الاتحاد» على شبكة «سي.ان.ان» إن الإجراءات المحلية للحد من انتشار الفيروس بدأت تؤتي ثمارها، لكنها أضافت أن «ما نراه اليوم يختلف عما رأيناه في شهري مارس وأبريل»، وتابعت «لكل من يعيشون في المناطق الريفية، لستم في مأمن من هذا الفيروس»، مؤكدة «نحن في مرحلة جديدة».
في هذه الاثناء، أكدت المراصد الاحصائية والتقارير العالمية أن الفيروس، أصاب أكثر من 18 مليون شخص على مستوى العالم.
وبحسب تعداد لجامعة جونز هوبكنز فإن عدد الاصابات تجاوز 18 مليون و110 آلاف إصابة، كما سجلت الجامعة أكثر من 690 الف حالة وفاة.
وذكر التلفزيون الإيراني الرسمي أمس أن البلاد تشهد حالة وفاة كل سبع دقائق، إذ أعلنت وزارة الصحة عن 215 حالة وفاة جديدة بالمرض الناتج عن «كوفيد ـ 19» وأطلقت وسائل الإعلام تحذيرات من عدم الحفاظ على قواعد التباعد الاجتماعي السليمة.
ونقل التلفزيون عن سيما سادات لاري المتحدث باسم وزارة الصحة قوله ان 215 شخصا توفوا خلال 24 ساعة ليبلغ إجمالي عدد الوفيات في البلاد 17405 حالات، وارتفع عدد الإصابات المؤكدة 2598 حالة إلى 312035 حالة.
ودفع تجدد الإصابات في عدة دول الى فرض قيود جديدة كما حصل في استراليا والفلبين وعدة دول اوروبية.
وقررت ملبورن، ثاني مدن استراليا أمس إغلاق كل المتاجر غير الأساسية اعتبارا من بعد غد في محاولة لوقف التفشي الجديد بعدما دخل حظر تجول ليلي حيز التنفيذ، وحظرت حفلات الزواج وحتى الاحتفالات الدينية فيما يواصل الطلاب التعلم عن بُعد.
وهذه الموجة الجديدة ناجمة عن عدم الالتزام بالاجراءات الصحية وخصوصا في الفنادق التي ينزل فيها المسافرون العائدون من الخارج لقضاء فترة الحجر الصحي.
في المقابل، أعادت سلطات الفلبين فرض حجر صحي على أكثر من 27 مليون نسمة أي نحو ربع عدد السكان، اعتبارا من اليوم بعد تحذيرات صدرت عن جمعيات طبية بأن البلاد على وشك خسارة معركتها ضد الوباء.
وباتت أميركا اللاتينية والكاريبي الآن ثاني المناطق الأكثر تضررا في العالم من حيث عدد الوفيات مع 201 ألف وفاة بعد أوروبا التي تعد أكثر من 210 آلاف.
وأعلنت الارجنتين عن تجاوز عدد الإصابات 200 ألف، وان المناسبات الاجتماعية ستحظر في كل انحاء البلاد اعتبارا من أمس. وقررت بوليفيا إنهاء السنة الدراسية فورا بعدما كان يفترض ان تنتهي في ديسمبر بسبب الوباء.
وفي فنزويلا، أمر الرئيس نيكولاس مادورو بفرض حجر مشدد في كل انحاء البلاد حيث بلغ عدد الاصابات 20 ألفا.