بشرت منظمة الصحة العالمية بأن هناك فسحة أمل في مواجهة فيروس كورونا المستجد، لكنها دعت الى سرعة التعامل مع تفشي الموجة الثانية منه.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية د.تادروس أدهانوم غيبريسوس «إن هناك أكثر من فسحة من الأمل، وإن الوقت لم يتأخر لقلب الطاولة على الفيروس والسيطرة عليه»، وشدد على ضرورة أن يستمر الضغط عليه حتى يتم وقف انتشاره وقمعه.
ودعا تادروس ـ خلال مؤتمر صحافي في جنيف أمس ـ قادة البلدان إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من انتشار الوباء، وحث المواطنين على تطبيق الإجراءات التي تدعو إليها دولهم من أجل الحد من انتشار الفيروس على المستوى المجتمعي.
وطالب الدول بأن تواصل توخي الحذر فيما يتعلق بإعادة فتح اقتصاداتها ومجتمعاتها، وذلك من خلال الاستمرار المكثف في إجراء الاختبارات للكشف عن الفيروس وعزل الحالات المصابة وتقفي أثر المخالطين وغيرها من الإجراءات اللازمة للسيطرة على الفيروس وكسر سلسلة الانتقال.
كما طالب الدول، سواء في غرب أوروبا أو غيرها ممن تشهد عودة لانتشار الفيروس بعد أن كانت قد تمكنت من الحد من انتشاره، بالوقوف على سرعة الاستجابة المتاحة لديها لمواجهة الفيروس في حال عودة انتشاره في أحد المناطق، وكذلك التعامل على وجه السرعة على اكتشاف الحالات بهذة المناطق وحصار الفيروس والسيطرة عليه بها.
وفي ظل تجاوز عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا حول العالم 20 مليون حالة والوفيات 750 ألف حالة، لفت أدهانوم إلى أن الجميع في العالم يريد إعادة فتح المدارس وعودة الطلاب للعملية التعليمية، داعيا إلى أن تكون تلك العودة بأمان، سواء بالنسبة لالتحاق الطلاب بمدارسهم أو بالنسبة للعاملين بتلك المرافق التعليمية.
وأشار إلى وجود فجوة في التمويل الخاص بمبادرة تسريع وتطوير الوصول إلى الأدوات والعلاجات ولقاحات فيروس كورونا، والتي كانت المنظمة قد أطلقتها قبل ثلاثة أشهر، مبينا أن المبادرة لم تتلق من التمويل الذي جرى التعهد به سوى نسبة 10% فقط حتى الآن، وأنه ستكون هناك حاجة إلى حوالي 100 مليار دولار من أجل اللقاح وضمان توزيعه على الجميع بشكل عادل ومنصف.
من جهته، قال الطبيب مارك راين رئيس برنامج الطوارئ بالمنظمة إن الفيروس الذي يجتاح العالم لم تظهر له أنماط موسمية وسيعود من جديد إذا تخلت السلطات الطبية عن ضغوطها لمقاومته. وأكد أنه يتعين على غرب أوروبا ومناطق أخرى التعامل بسرعة مع موجات التفشي الجديدة.
وفي ظل هذه الارتفاعات والتحذيرات، عادت المزيد من الدول الى تشديد اجراءاتها، وبعد بروكسل ومدريد، بدأت باريس فرض وضع الكمامات إلزاميا اعتبارا من أمس في أحياء مكتظة منها غير أن الالتزام بهذا الإجراء قد يصطدم بموجة القيظ التي تجتاح العاصمة الفرنسية.
ولن يعود من الممكن التسكع بدون كمامات في بعض المناطق السياحية أو الشوارع التجارية الرئيسية في العاصمة الفرنسية مثل ضفاف نهر السين وتلة مونمارتر وشارع موفتار، كما يسري التدبير ذاته في بعض مدن منطقة إيل دو فرانس.
ويهدف الإجراء المقرر لمدة شهر قابلة للتمديد إلى مكافحة الإصابات الجديدة التي تبعث مخاوف من موجة ثانية من الوباء قد تشكل ضربة شديدة للاقتصاد الفرنسي.
ويبدو أن هذه المهمة ستكون صعبة إذ لوحظ خلال الـ 48 ساعة الماضية تجاهل عدد كبير من الأشخاص في دول أوروبية عدة الإجراءات الصحية الموصى بها في ظل درجات حرارة تجاوزت 35 درجة مئوية.
وفي الولايات المتحدة حيث يستمر الجدل حول مسألة وضع الكمامات في إثارة الانقسام بين الأميركيين وداخل الطبقة السياسية على حد سواء قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الرئاسية، يواصل الوباء انتشاره القاتل.
ووفقا لإحصاءات جامعة جونز هوبكنز، فإن أكبر قوة اقتصادية في العالم هي الأكثر تضررا إلى حد بعيد مع أكثر من 163 ألف وفاة في حين تجاوزت عتبة خمسة ملايين و45 الف اصابة.
وفي البرازيل، ثاني أكثر الدول تضررا في العالم، تم تجاوز عتبة مائة ألف وفاة، ما أثار موجة من رسائل التضامن مع العائلات الثكلى والانتقادات الشديدة للحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي مواجهة الانتقادات، اكتفى الرئيس جايير بولسونارو بنشر تغريدة تسلط الضوء على المتعافين وتحتفي بانتصار فريق كرة القدم المفضل لديه.
ويفرض الأردن وضع الكمامات إلزاميا اعتبارا من يوم السبت المقبل في الأماكن العامة المغلقة، وسيواجه غير الملتزمين غرامات مالية تتراوح بين 30 الى حوالي 300 دولار.
ويهدف الإجراء إلى مكافحة الإصابات المحلية الجديدة التي سجلت خلال الأيام القليلة الماضية في محافظتي إربد والمفرق شمال المملكة، والتي تبعث مخاوف من موجة ثانية من الوباء قد تشكل ضربة موجعة للاقتصاد الأردني الذي يعاني من مصاعب ودين خارجي يتجاوز 40 مليار دولار.
ويتجاهل عدد كبير من الأشخاص الإجراءات الصحية الموصى بها من تباعد اجتماعي ووضع الكمامات في الأماكن العامة المغلقة.