تحول اللقاح الروسي «سبوتنيك في»، الذي أعلن الرئيس فلاديمير بوتين التوصل إليه في المعركة ضد فيروس كورونا المستجد، إلى مادة سجالية بين موسكو والغرب، في وقت تتعرض الحكومات لضغوط هائلة للتوصل إلى لقاح ضد فيروس الذي أودى بحياة أكثر من 743 ألف شخص من بين أكثر من 20 مليون ونحو 400 ألف إصابة في جميع أنحاء العالم.
فقد عبر وزير الصحة الأميركي أليكس عازار، عن شكوك إزاء إعلان تطوير روسيا لأول لقاح في العالم، مشيرا إلى نقص المعطيات بشأن تجاربه الأولى.
وقال للصحافيين في مؤتمر بالهاتف في ختام زيارته تايوان «من المهم أن نوفر لقاحات آمنة وفاعلة وأن تكون المعطيات شفافة (...) هذا ليس سباقا على المركز الأول».
وتابع: «لم يتم الكشف عن معطيات التجارب الأولى في روسيا، إنها غير شفافة».
من جهته، وصف بيتر بيتس، المفوض السابق في إدارة الغذاء والدواء الأميركية «FDA»، اللقاح بأنه «كوكتيل مولوتوف» في إشارة إلى أنه خليط غير مأمون العواقب، وقال لشبكة «يورو نيوز» إنه لا توجد أي بيانات تدعم ما تدعيه روسيا حول لقاحها المزعوم، مشيرا إلى أن موسكو لديها تاريخ حافل من الموافقات على أدوية ولقاحات بالقليل من الاختبارات، وحتى بدونها في بعض الأحيان.
عالمة الفيروسات الفرنسية، ماري بول كيني، النائبة السابقة للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية قالت لوكالة فرانس برس، إن «هذا الإعلان سابق لأوانه لأننا لا نعرف بعد ما إذا كان هذا اللقاح أو أي لقاح آخر سيقي من كوفيد-19».
من جهتها، قالت شركة مودرنا للتكنولوجيا الحيوية والبيت الأبيض إن الولايات المتحدة أبرمت اتفاقا مع الشركة لشراء 100 مليون جرعة من لقاحها المحتمل لـ «كوفيد ـ 19» مقابل 1.5 مليار دولار.
في المقابل، دافع وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو عن اللقاح، مؤكدا أنه يعتمد على أرضية علمية ملموسة وموثوق بها.
وقال وزير الصحة ـ حسبما أفادت قناة «روسيا اليوم» ـ إن اللقاح أثبت فاعليته في الاختبارات السريرية، مبديا قناعته بأن المواقف الأجنبية التي أعربت عن الشكوك بشأن فاعلية اللقاح الروسي ليست حيادية، وأن المنافسة في إنتاج اللقاح ضد كورونا وراء هذه المواقف. وأضاف الوزير أن اللقاح الذي نجحت روسيا في تطويره ضد فيروس كورونا المستجد أثبت فاعليته، وسيبدأ إنتاجه واستخدامه في معالجة المصابين بالوباء قريبا.
كما أوضح موراشكو أن إنتاج أولى دفعات اللقاح الروسي الجديد سيبدأ في غضون الأسبوعين القادمين، على أن يبدأ استخدامه فورا، مشيرا إلى أن منتجي اللقاح سيركزون على تلبية احتياجات السوق الداخلية الروسي.
من جهته، أعلن الرئيس الفلبيني رودريغو دوتيرتي موافقته على أن يخضع لاختبار اللقاح الروسي الجديد.
وقالت السلطات الصحية في الفلبين انها التقت مسؤولين من مركز غاماليا الطبي الروسي الذي طور اللقاح.
وعبر الرئيس الفلبيني عن «ثقته الكبيرة» بالجهود التي تبذلها روسيا لوضع حد للوباء، وقال دوتيريتي «أعتقد أن اللقاح الذي أنتجتموه جيد فعلا للإنسانية»، مشيدا بالرئيس الروسي بوتين.
وقال هاري روكي المتحدث باسم دوتيرتي إن الرئيس المعروف.