عزز تجاوز الإصابات بفيروس كورونا المستجد حاجز الـ 31 مليونا، المخاوف من اتساع رقعة الموجة الثانية التي تعاني منها عدة دول، وعودة إجراءات الإغلاق للمرة الثانية للتصدي للوباء الذي أعلنت ايران انها تشهد الموجة الثالثة منه.
وتكافح الحكومات في معظم البلدان لتحقيق التوازن بين الحاجة إلى قيود أكثر صرامة للحد من انتشار «كوفيد-19» والضرر الذي سيلحق باقتصاداتها المنهكة بالفعل.
ولا تزال الولايات المتحدة البلد الأكثر تضررا حيث فاقت إصاباتها 6.8 ملايين وتجاوزت وفياتها الـ 200 الف، تليها البرازيل بـ أكثر من 136الف وفاة من أصل 961 ألفا على مستوى العالم.
وتشهد بريطانيا ارتفاعا في معدلات الإصابات الجديدة إلى أكثر من ستة آلاف حالة يوميا منذ أسبوع وتتضاعف أعداد الذين يخضعون للعلاج في المستشفيات إلى المثلين كل ثمانية أيام.
وحذر كريس ويتي، كبير مسؤولي الصحة في الحكومة وباتريك فالانس كبير المستشارين العلميين لديها من أن ترك الجائحة تتفشى دون قيود سيؤدي إلى ارتفاع الاصابات اليومية وتسارع الوفيات في غضون أسابيع ما لم تتحرك حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون بشكل عاجل لوقف الانتشار السريع لموجة التفشي الثانية.
وقال ويتي «إذا استمر الوضع على هذا المسار فسيواصل عدد الوفيات الناجمة مباشرة عن كوفيد في الارتفاع، ربما بوتيرة متسارعة، ويعني هذا ارتفاع العدد إلى أضعاف مضاعفة بحيث قد ننتقل سريعا من أعداد صغيرة حقا إلى أعداد كبيرة جدا فعلا».
وذكر فالانس في كلمة بثها التلفزيون «نعتقد أن (نطاق) الوباء يتضاعف في الوقت الحالي كل سبعة أيام تقريبا».
وأضاف «إذا استمر هذا دون هوادة فسنشهد في نهاية المطاف تسجيل 50 ألف حالة مثلا بحلول منتصف أكتوبر، يوميا». وأفاد بأن هذا سيؤدي بدوره، بعد شهر، إلى تسجيل أكثر من 200 وفاة يوميا.
بدوره، قال وزير الصحة مات هانكوك إن القيود ستكون مختلفة عن آخر مرة. وترغب الحكومة في تقييد الأنشطة الاجتماعية مع إبقاء المدارس والكثير من أماكن العمل مفتوحة.
وأضاف «ليست المدارس ما يحدث فيها انتقال كبير للعدوى وإنما اللقاءات الاجتماعية بين الناس».
وفي اسبانيا، طلب من نحو مليون من سكان منطقة العاصمة مدريد أمس، «البقاء في بيوتهم غالبية الوقت» لأمدة أسبوعين بهدف احتواء تفش جديد لـ «كوفيد-19».
وقال غوستافو أوخيدا (56 عاما) «أعتقد أنه يجب فعل شيء ما» في مواجهة ارتفاع عدد إصابات الفيروس، وذلك فيما كان عائدا من عمله في منطقة صناعية قرب مدريد إلى حي بوينتي دي فاليكاس أحد الأحياء الفقيرة في جنوب العاصمة والمشمول بالتدابير الجديدة.
وبموجب التدابير الجديدة، يمنع على نحو 850 ألف شخص (من أصل 6.6 ملايين شخص يقطنون مدريد ومحطيها)، الخروج من أحيائهم إلا لأسباب محددة، كالذهاب إلى العمل أو الدراسة، زيارة الطبيب، وتلبية استدعاء قانوني، أو تقديم العون لأشخاص يحتاجون للمساعدة.
وسجلت أحياء العاصمة والضواحي المجاورة لها الخاضعة للتدابير، معدل إصابات يفوق ألف حالة بين كل مائة ألف نسمة خلال الأسبوعين الأخيرين.
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الصحة الإيرانية إن عدد الإصابات زاد بواقع 3341، وهو أعلى معدل إصابات يومي منذ أوائل يونيو ليرتفع بذلك إجمالي الإصابات في البلاد إلى 425481 إصابة.
وأضافت سيما سادات لاري إن 177 توفوا، ليرتفع بذلك إجمالي عدد الوفيات الرسمي إلى 24478 في إيران، التي تعتبر من أكثر بلدان الشرق الأوسط تضررا من الجائحة.
وكان نائب وزير الصحة الإيراني إيراج حريرجي قد قال الأسبوع الماضي إن البلاد بأكملها في حالة تأهب قصوى بسبب ارتفاع حالات الإصابات والوفيات اليومية بمعدلات تنذر بالخطر.
وحذر مسؤولو الصحة الإيرانيون من حدوث موجة تفش ثالثة للوباء، في حين عزت الحكومة ارتفاع عدد الإصابات جزئيا إلى انخفاض الالتزام بالبروتوكولات الصحية.
وأظهرت بيانات صادرة عن السلطات الصحية أن عدد حالات الإصابة اليومية في هولندا تجاوز ألفي حالة للمرة الأولى أمس.
وقفزت الإصابات بفيروس كورونا بواقع 2215 لتصل إلى ما يقرب من 96 ألفا مسجلة خامس معدل قياسي في أسبوع.
ولاحتواء جائحة كورونا، تعتزم مدينة ميونيخ الألمانية فرض ارتداء الكمامات في بعض الأماكن العامة وشوارع وسط المدينة.
واجتمع فريق إدارة الأزمة بالمدينة بسبب استمرار ارتفاع عدد الإصابات.
ومن المقرر تطبيق الإلزام اعتبارا من يوم الخميس المقبل إذا ظلت أعداد الإصابات أعلى من الحد الحرج، الذي وضعه عمدة المدينة ديتر رايتر، وذلك إلى جانب فرض قيود جديدة على الحياة العامة والخاصة.
وأوضح رايتر أنه من المرجح اعتبارا من يوم الخميس المقبل قصر التجمعات بين خمسة أفراد أو أسرتين، مشيرا إلى أن ذلك سينطبق سواء على الأماكن الخاصة والعامة أو المطاعم.
ووصلت أعداد الإصابات بكورونا في ميونيخ حتى أمس الأول إلى 55.6 حالة جديدة لكل 100 ألف نسمة في غضون أسبوع واحد.
وهذا يعني أنه تم تجاوز حد أقصى مهم لإصابات كورونا الجديدة المسجلة.
في إيرلندا، فتحت كل الحانات أبوابها بعد ستة أشهر من الإغلاق، باستثناء تلك التي تقدم الكحول فقط في العاصمة دبلن التي باتت بؤرة لإصابات جديدة.
ويبدو الوضع مقلقا بشكل خاص في بلجيكا حيث تجاوز عدد الإصابات 100 ألف أمس الأول، وفي فرنسا حيث سجلت أكثر من 10 آلاف إصابة جديدة في غضون 24 ساعة.