سجي في المحكمة العليا الأميركية أمس جثمان القاضية روث بادر غينسبورغ التي شغر بوفاتها مقعد مهم في المحكمة العليا وأصبح نقطة خلاف رئيسية في المعركة الانتخابية بين الرئيس دونالد ترامب الذي وعد بملئه بسرعة متحديا رغبة الديموقراطيين ومرشحهم جو بايدن.
وسيكون الموضوع أحد الملفات الستة التي ستتمحور عليها مناظرة المرشحين الأولى الأسبوع المقبل.
وخلال تجمع انتخابي في مون تاونشيب بولاية بنسلفانيا، قال ترامب إنه سيكشف عن اسم الشخصية التي يرشحها بعد ظهر السبت بتوقيت واشنطن.
ووسط هتافات طالبت بـ«ملء المعقد» أعلن انه سيرشح سيدة، وقال «سنختار امرأة رائعة»، مضيفا «لدينا دعم كبير من الحزب الجمهوري».
وأشار ترامب إلى أنه سينتظر ريثما تنتهي مراسم تأبين غينسبورغ التي سينقل جثمانها غدا لتصبح أول امرأة يسجى جثمانها في مبنى الكابيتول.
ويؤكد قادة الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، إن لديهم الدعم الكافي للتصويت على الترشيح إما قبل الانتخابات أو في أسوأ الأحوال في الجلسة الأخيرة من ولاية الرئيس المعروفة بجلسة «البطة العرجاء» وتأتي بين الانتخابات وتنصيب الرئيس المقبل في يناير. وأعلن زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل «بالتأكيد سنبت الأمر هذه السنة».
ورغم معارضة عضوين جمهوريين في مجلس الشيوخ حتى الآن، إلا أن الغالبية التي يتمتع بها الحزب والبالغة 53 مقابل 47 تكفي للمضي في ذلك. وأعلن السيناتور الجمهوري ميت رومني، الذي يعد من أبرز منتقدي ترامب، أنه لن يعارض التصويت.
ويرى الديموقراطيون أن التصويت يجب إرجاؤه إلى ما بعد اتضاح نتيجة الانتخابات في 3 نوفمبر ومن سيقود البلاد بعدها.
ومع احتدام المعركة، أصبحت سيندي ماكين أرملة السيناتور الجمهوري جون مكين أحدث صوت جمهوري بارز يؤيد بايدن.
وكتبت على تويتر «عاش زوجي جون بمبدأ: البلد أولا». وأضافت «نحن جمهوريون نعم لكننا أميركيون أولا. هناك مرشح واحد فقط في هذا السباق يمثل قيمنا كأمة، إنه جو بايدن».
وعاد بايدن للحملة الانتخابية أمس بأول زيارة له كمرشح ديموقراطي لولاية نورث كارولاينا وهي ولاية رئيسية أخرى.
وأظهر استطلاع أجرته رويترز/إبسوس ونشر أمس الأول تساوي ترامب وبايدن في الولاية التي فاز بها ترامب في انتخابات 2016.
في هذه الأثناء، دفع الملياردير مايكل بلومبرغ والمغني جون ليجند ونجم كرة السلة ليبرون جيمس وواهبون آخرون 20 مليون دولار لتسديد ديون سجناء سابقين في فلوريدا كي يتمكنوا من التصويت في الانتخابات.
وشارك أكثر من 44 ألف شخص في أنحاء الولايات المتحدة في الحملة، بينهم لاعب كرة السلة السابق مايكل جوردان والمغنية الكوبية الأميركية كاميلا كابيو والمخرج ستيفن سبيلبرغ وزوجته كايت كابشو.
وقالت منظمة تحمل اسم «فلوريدا رايتس ريستوريشن كوميشن» (لجنة إعادة الحقوق في فلوريدا) إنها جمعت هذه الأموال لتسديد ديون سجناء سابقين أمضوا محكوميتهم بالسجن في فلوريدا.
حيث يعلق قانون جديد، حق التصويت للمدانين الذين أمضوا عقوبة بالسجن الصادرة في حقهم لكن لايزال يتعين عليهم دفع غرامات أو نفقات قضائية.
ويمكن للقانون الجديد أن يمنع تصويت ما يصل إلى 750 ألف شخص، غالبيتهم من السود أو المتحدرين من أصول أميركية لاتينية وهي شريحة مهمة يعتمد عليها الديموقراطيون.
إلى ذلك، أعلن كريس والاس المذيع في شبكة «فوكس نيوز»، ومدير المناظرة الأولى المقررة في 29 الجاري، أنها ستتمحور حول ستة ملفات من بينها جائحة كوفيد-19 والمحكمة العليا والاقتصاد و«القضايا العرقية والعنف».
وقال إن الملفين الباقيين اللذين ستشتمل عليهما هذه المناظرة ومدتها 90 دقيقة هما «حصيلة أداء كل من ترامب وبايدن» و«نزاهة الانتخابات».
وستجري بمدينة كليفلاند في أوهايو، الولاية المتأرجحة. وستبدأ في الساعة الأولى من فجر الأربعاء المقبل بتوقيت غرينتش، في جامعة «كيس ويسترن ريزيرف» وهي الأولى من بين ثلاث مناظرات مقررة بين ترامب وبايدن.