صب الرئيس الأميركي دونالد ترامب المزيد من النار على المعركة الانتخابية المحتدمة مع خصومه الديموقراطيين ومرشحهم للرئاسة جو بايدن، حيث أكدت مصادر أنه اختار القاضية إيمي كوني باريت لتحل مكان روث بادر غينسبرغ كبيرة قضاة المحكمة العليا التي رحلت الأسبوع الماضي، على ما ذكرت وسائل إعلام أميركية رئيسية نقلا عن مصادر جمهورية مطلعة.
وباريت مرشحة مفضلة لدى المحافظين المتدينين، وهم فئة رئيسية من أنصار ترامب، فيما تنظر الجماعات المناصرة للتيار الليبرالي لاختيارها بعين القلق.
وعبرت الجماعات المؤيدة لحق الإجهاض عن قلقها من أن تساعد باريت في حال تعيينها بالمحكمة العليا على إلغاء قرار صدر عام 1973 لتشريع الإجهاض في أنحاء البلاد.
وستحل باريت المعروفة بقناعاتها الدينية التقليدية، مكان القاضية التقدمية غيسنبرغ رمز الدفاع عن حقوق المرأة التي توفيت الأسبوع الماضي جراء إصابتها بمرض السرطان.
وباشر ترامب سريعا إجراءات شغل المنصب الشاغر لكي يرسخ سيطرة اليمين المحافظ على المحكمة العليا لعدة سنوات مقبلة، إذ إن القضاة فيها يعينون مدى الحياة، ومطلقا معركة ساخنة في مجلس الشيوخ مع الديموقراطيين للتصديق على تعيينها قبل خمسة أسابيع ونصف على الانتخابات الأميركية.
ويعارض الديموقراطيون ذلك مشددين على ضرورة أن يختار الرئيس الجديد العضو الجديد في المحكمة التي تبت في مسائل رئيسية تهم المجتمع مثل الاجهاض وحق حيازة أسلحة.
وفي حال ثبت خيار ترامب في مجلس الشيوخ ذي الغالبية الجمهورية، سيقتصر وجود الليبراليين في هذه المؤسسة على ثلاثة قضاة من أصل تسعة.
وقد يؤمن خيار كوني باريت الكاثوليكية المتدينة البالغة 48 عاما والأم لسبعة أطفال والمعارضة للإجهاض أصوات ناخبين محافظين متدينين استند إليهم ترامب كثيرا في انتخابه قبل أربع سنوات.
وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن ترامب «لم يجر بحسب المعلومات المتوافرة محادثات مع أي مرشحات أخريات».
ورغم المعارضة الديموقراطية القوية، يعتزم مجلس الشيوخ التصويت على هذا التعيين قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من نوفمبر المقبل.
وبالعودة الى السباق الانتخابي، أضاف الرئيس تصريحا استفزازيا آخر، لرفضه التعهد بنقل سلمي للسلطة وربط خسارته بإقدام الديموقراطيين على تزوير نتائج التصويت عبر البريد.
وفي كلمة ألقاها مخاطبا تجمعا من أنصاره في ولاية فيرجينيا، قال ترامب: «لن نخسر الانتخابات إلا إذا أقدموا على الغش.
ولا يمكننا أن نسمح لهم بذلك، فالحديث يدور عن مصير بلادنا، لأن هؤلاء الناس سيدمرون بلادنا.. إنه الغش وهم يعلمون ذلك، ووسائل الإعلام تعلم تمام العلم ماذا سيحدث. والديموقراطيون يعلمون ذلك أحسن من غيرهم. لكن لا يمكننا أن نسمح لهم بذلك. فإذا لاحظتم شيئا من هذا القبيل فعليكم أن تبلغوا بذلك على الفور».
وتابع: «نريد جدا أن يكون الانتقال وديا، لا نريد أن يخدعونا، ولا نريد لأن نكون حمقى ونقول: دعونا نسلم لهم الحكم، ونحن نعلم أنهم زوروا ألوفا مؤلفة من بطاقات الاقتراع. هذا ما لن نتسامح معه أبدا».
وحذر من أن الأميركيين قد لا يعرفون الفائز قبل عدة أشهر بسبب الخلافات حول بطاقات الاقتراع بالبريد. وقال خبراء الانتخابات إن الأمر قد يستغرق عدة أيام بعد انتخابات الثالث من نوفمبر قبل معرفة الفائز لأن المسؤولين سيحتاجون إلى وقت لفرز بطاقات الاقتراع التي تصل بعد يوم الانتخابات.
وأكد ترامب أنه يفضل معرفة النتيجة بسرعة، بدلا من انتظار بطاقات الاقتراع البريدية. وقال «أحب مشاهدة التلفزيون ومعرفة الفائز.. قد لا تسمعون ذلك قبل شهور، لأن هذه فوضى».
من جهته، اتهم مرشح الرئاسة الأميركية الديموقراطي جو بايدن خصمه بعدم التحدث صراحة عن قمع الاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في روسيا البيضاء وهي بلد قال إنه يحكمه «ديكتاتور».
وأبدى بايدن في بيان أرسل عبر البريد الإلكتروني لرويتر دعمه «لتعبير المتظاهرين السلمي عن الحرية» والمطالبة بإجراء انتخابات جديدة.
وأصر بايدن على الإفراج عن العديد من زعماء المعارضة الذين وصفهم بأنهم «سجناء سياسيون». وقال «مع ذلك، يرفض الرئيس ترامب التحدث صراحة ضد تصرفات لوكاشينكو أو تقديم دعمه الشخصي للحركة المؤيدة للديموقراطية».