مرة تلو الأخرى يطلق الرئيس الأميركي دونالد ترامب سلسلة من المواقف المثيرة للجدل متحديا حتى النظريات العلمية والتعليمات الصحية.
وبخلاف رفضه الاعتراف بأنه يمكن أن ينقل عدوى فيروس كورونا المستجد الذي تأكدت اصابته به، يرفض الرئيس الـ 45 للولايات المتحدة الامتثال لقرار منظمي مناظرته الثانية مع منافسه الديموقراطي جو بايدن الذين قالوا انها ستكون عبر الانترنت، على اعتاب الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 نوفمبر.
وقال إنه لن يشارك في مناظرة من هذا النوع. وأضاف في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز «لن أقوم بمناظرة افتراضية» معتبرا أن ذلك «غير مقبول من جانبنا»، معتبرا أن «الجلوس أمام جهاز كمبيوتر أمر سخيف».
وشدد ترامب على أنه لن يضيع وقته في مناظرة افتراضية، قائلا «إنهم يحاولون حماية بايدن».
في حين قال بايدن إنه سيتبع توصيات لجنة المناظرات حول كيفية المضي قدما بعد إعلان منافسه أنه لن يشارك.
وعوضا عن ذلك، أعلنت حملة الرئيس أنها سوف تنظم تجمعا انتخابيا ليلة المناظرة المقررة في 15 اكتوبر الجاري.
وجاء في بيان الحملة «سوف نتجاوز هذا العذر المؤسف لإنقاذ جو بايدن وننظم بدلا من ذلك تجمعا انتخابيا». وقالت الحملة إن الرئيس «سوف يجري اختبارات متعددة تثبت سلبية إصابته بالفيروس قبل إجراء المناظرة».
ولم يتضح كيف تعرف الحملة أن ترامب الذي ثبت إصابته بفيروس كورونا الأسبوع الماضي، سوف يعرف ما سوف تسفر عنه نتائج الاختبارات المستقبلية.
وأضافت الحملة «يمكن تحقيق سلامة جميع المشاركين بسهولة بدون إلغاء فرصة للناخبين لرؤية المرشحين الاثنين وجها لوجه».
وكانت لجنة المناظرات أعلنت أن المناظرة ستكون عبر الإنترنت بسبب مخاوف من تفشي كورونا بعد اصابة الرئيس.
وقالت اللجنة في بيان إن الجمهور، الذي يطرح عادة أسئلة على المرشحين، والمحاور ستيف سكالي سيجتمعان في مكان واحد بفلوريدا، وهو مركز أدريان أرشت لفنون الأداء في ميامي، فيما يفترض أن يشارك المرشحان من مكانين منفصلين.
ورغم أن القيود الصحية التي تفرضها السلطات الصحية تلزم أي شخص في وضعه أن يبقى في الحجر الصحي لمدة 14 يوما، ويمكن أن يظل ناقلا للعدوى، اعتبر ترامب أنه لم يعد ناقلا للفيروس، وذلك بعد أقل من أسبوع من إعلانه إصابته، والذي استتبعه تأكيد اصابة أكثر من 20 شخصا من الدائرة المحيطة به بينهم زوجته ومستشارون ونواب جمهوريون.
وأضاف لشبكة فوكس بزنس «لا أعتقد إنني ناقل للعدوى على الإطلاق»، معربا عن رغبته في العودة للأنشطة الانتخابية فورا.
وقال ترامب «أود حضور اجتماع انتخابي الليلة. وكنت أرغب في حضور احتماع مماثل مساء أمس».
وقد أشاد بعلاج تجريبي طورته شركة ريجينيرون للأدوية، قال انه كان «علاجا شافيا».
وأشار ترامب إلى أن الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا يصبحون بعد ذلك محصنين، على الرغم أن العلم ليس واضحا بالنسبة لهذا الأمر.
وأكد أنه توقف عن تناول معظم الأدوية التي بدأ استخدامها بعد إصابته باستثناء تناوله أحد المنشطات. وقال لشبكة فوكس بيزنس «ليس منشطا قويا»، مضيفا أنه اقترب «تقريبا» من الاستغناء عن العقاقير.
وقبل ذلك اعتبر الرئيس الأميركي أن إصابته بكوفيد-19 كانت «نعمة من الله»، واستأنف العمل في المكتب البيضاوي رغم التحذيرات من أن عودته قد تعرض المحيطين للخطر.
وعمل ترامب جاهدا منذ غادر المستشفى الاثنين الماضي على تصوير مرضه على أنه انتصار شخصي.
وقال في تسجيل مصور أمس الأول لدى تحدثه عن الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 211 ألف شخص في الولايات المتحدة «أعتقد أن إصابتي به نعمة من الله».
لكن خصمه الديموقراطي، الذي يتصدر نتائج الاستطلاعات، هاجم مساعي ترامب للتقليل من خطر الوباء. وقال بايدن للصحافيين «أعتقد أنها مأساة بأن يتعامل الرئيس مع كوفيد وكأنه أمر لا يستدعي القلق في وقت توفي أكثر من 210 آلاف شخص منه» في الولايات المتحدة.
وأشار ترامب إلى أنه تعافى بفضل مزيج من الأجسام المضادة، وهو علاج تجريبي لم يتم بعد إصدار تصريح رسمي باستخدامه حتى للحالات الطارئة.
وقال مرتديا ربطة عنقه الحمراء المعهودة «أريد بأن يتلقى الجميع العلاج ذاته الذي تلقاه رئيسكم لأنني أشعر بأنني بحالة رائعة».
الرئيس يصف هاريس بـ «الوحش» و«الذبابة» تخطف الأضواء في مناظرة «النائبين»
عواصم - وكالات: شنّ الرئيس الأميركي دونالد ترامب هجوما شرسا على كامالا هاريس مرشحة الحزب الديموقراطي لمنصب نائب الرئيس بعد ساعات من مناظرتها مع نائبه مايك بنس.
وشبه ترامب هاريس بـ«الوحش» وكرر ذلك مرتين خلال حوار تلفزيوني مع شبكة فوكس بيزنس. واتهمها بأنها «شيوعية»، منتقدا موقفها بشأن الهجرة.
قال «هي تريد فتح الحدود للسماح بدخول القتلة والمغتصبين لبلادنا».
وأوضح أنه يعتقد أن جو بايدن لن يستمر طويلا في منصب الرئيس في حال تم انتخابه.
وجاء ذلك بعد ساعات من مواجه بنس وهاريس في المناظرة الوحيدة بين المتنافسين على منصب نائب الرئيس.
وبعد ثمانية أيام على أول مناظرة بين الرئيس الجمهوري (74 عاما) وخصمه الديموقراطي (77 عاما) سادتها الفوضى والشتائم المتبادلة ومقاطعة الواحد للآخر مرارا وتكرارا، سمح اللقاء بين المرشحين لمنصب نائب الرئيس بنقاشات حول القضايا أكثر جدية وهدوءا واحتراما.
وفي نهاية المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، بدا أن التعليقات على شبكات التواصل الاجتماعية ركزت على تفصيل صغير هو ذبابة حطت لدقيقتين على الشعر الأبيض لنائب رئيس الولايات المتحدة واصبحت تريند على مواقع التواصل.
وفي تغريدة على تويتر كتب الرئيس على تويتر «مايك بنس فاز بفارق كبير».
أما جو بايدن فقد قال في تغريدة «كامالا هاريس نحن فخورون بك».