استمرارا للتعنت الإثيوبي، أكد مجلس الأمن الوطني في أديس أبابا، امس، أن الملء الثاني لسد النهضة سيتم في موعده المقرر، في تحد متواصل لكل المساعي الدولية لحل الأزمة المستمرة مع مصر والسودان.
وقال مجلس الأمن الوطني الإثيوبي، في بيان بالأمهرية صادر عن رئاسة الوزراء، «رغم الضغوط التي تمارس علينا سنقوم بعملية الملء الثاني لسد النهضة في الموعد المقرر (خلال شهري يوليو وأغسطس المقبلين) وإجراء الانتخابات».
وأضاف البيان أن الحكومة ستتخذ عدة إجراءات تصحيحية ضد القوى الداخلية الموجودة في كل مكان وداخل الحكومة، مشيرا إلى أن خيار الحكومة هو التصدي ووقف هذه المحاولات التآمرية بتطهير العناصر المناوئة للسلام.
وتعثرت مفاوضات سد النهضة مجددا بعد فشل الاجتماعات التي استضافتها مؤخرا كينشاسا، عاصمة الكونغو الديموقراطية، الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي.
وعزت مصر والسودان سبب انهيار المفاوضات إلى التعنت الإثيوبي، والأسبوع الماضي، أعلنت إثيوبيا فتح البوابات العلوية للسد عند مستوى منسوب 540، وذلك بهدف تخفيض المياه استعدادا لعمليات صب الخرسانة وتعلية السد إلى مستوى قد يصل إلى 595 مترا، تمهيدا للبدء في الملء الثاني لبحيرة السد.
ودخلت أميركا مجددا على خط الأزمة، في محاولة لحلحلة القضية وجاء التدخل هذه المرة عن طريق تعيين جيفري فيلتمان مبعوثا أميركيا خاصا للقرن الأفريقي بأهداف محددة على رأسها حل أزمة سد النهضة عبر مسار تفاوضي جديد يأمل بأن يفتح بابه، بعد تعثر دام 10 سنوات.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن «مبعوث القرن الأفريقي سيعمل على قضايا إقليم تجراي والخلاف بين السودان وإثيوبيا وملف سد النهضة».