القاهرة ـ خديجة حمودة وأ.ش.أ
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي ضرورة قيادة الأطراف السودانية نفسها لكل جهود إحلال السلام والاستقرار على أراضيها، طبقا لتوافق وطني شامل يستند إلى الأولويات الوطنية للشعب السوداني، مشيدا بالإنجازات الملموسة التي حققتها الحكومة الانتقالية السودانية، وأبرزها التوصل لاتفاق شامل للسلام في أكتوبر الماضي، والذي يتطلب مساندة المجتمع الدولي لتنفيذ استحقاقاته بالكامل.
وشدد الرئيس السيسي، في كلمته خلال مشاركته امس في فعاليات «مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان» المنعقد بالعاصمة الفرنسية باريس، على التزام مصر الراسخ بمواصلة دعم الأشقاء في السودان لتحقيق الاستقرار والتنمية التي يستحقها الشعب السوداني، داعيا جميع شركاء السودان لمواصلة دعم ومساندة الجهود السودانية.
وأكد أن مشاركة مصر في مؤتمر دعم الفترة الانتقالية بالسودان إنما تأتي انطلاقا من اقتناع راسخ لدينا بأن أمن واستقرار السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن واستقرار مصر والمنطقة، كما تعكس التزام مصر وإرادتها السياسية الثابتة بألا تدخر جهدا في دعم استدامة السلام والتنمية والاستقرار في السودان، والحفاظ على وحدة أراضيه، وهو ما يأتي بالتوازي مع ما تشهده العلاقات الثنائية من قفزات متسارعة لتحقيق التكامل الفعلي بين البلدين في عدد من المجالات الحيوية.
من جهة أخرى، أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع الجمهورية الفرنسية، والتي تمثل ركيزة مهمة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معربا عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الفرنسي خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف القضايا الإقليمية، وكذلك ملفات التعاون الثنائي خاصة تلك الأمنية والعسكرية في ضوء التحديات الكبيرة على الصعيد الإقليمي الذي يتسم بالاضطرابات والصراعات.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها الرئيس السيسي امس مع الرئيس الفرنسي بقصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس.
وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي، في تصريح امس، إن اللقاء شهد التباحث حول سبل تدعيم أطر التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين على شتى الأصعدة، لاسيما على المستويين الاقتصادي والتجاري من خلال زيادة حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر، خاصة أن فرنسا تعتبر واحدة من أهم شركاء مصر داخل القارة الأوروبية، فضلا عن الفرصة الكبيرة حاليا للتواجد في السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة وتحسن مناخ أداء الأعمال.
من جانبه، أشاد الرئيس الفرنسي بالخطوات الناجحة لعملية التنمية الشاملة في مصر والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها، مؤكدا حرص فرنسا على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها في جميع المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك. كما شهد اللقاء التباحث حول عدد من الملفات الإقليمية، لاسيما تطورات الأوضاع في كل من شرق المتوسط وليبيا وسورية.
كما استعرض الجانبان مستجدات القضية الفلسطينية وسبل إحياء عملية السلام في ظل التطورات الأخيرة، حيث أكد الرئيسان على الضرورة «المطلقة» لوضع حد للعنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، وأعرب الرئيس الفرنسي عن تقدير بلاده البالغ تجاه الجهود المصرية ذات الصلة، مبديا تطلعه لاستمرار التشاور مع مصر في هذا الخصوص.