القاهـرة ـ خديجــة حمـودة - ناهد إمـام - مجدي عبدالرحمن - هناء السيد
شيعت مصر أمس المشير محمد حسين طنطاوي، القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، في جنازة عسكرية خرجت من المسجد الذي يحمل اسم الفقيد.
وتقدم الرئيس عبدالفتاح السيسي، الجنازة وشارك في الجنازة كل من رئيس مجلس الوزراء د.مصطفى مدبولي، والفريق أول محمد زكي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ورئيس مجلس النواب حنفي الجبالي، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وحملت عربة تجرها الخيول جثمان الفقيد الملفوف في علم جمهورية مصر العربية، في جنازة مهيبة يتقدمها عسكريون يحملون أكاليل من الزهور وعرض الموسيقى العسكرية، كما أطلقت المدفعية 21 طلقة لحظة تشييع جثمان الفقيد.
عقب ذلك، قدم الرئيس عبدالفتاح السيسي التعازي لذوي المشير الراحل.
وكان الرئيس السيسي، أعلن الحداد الوطني ثلاثة ايام على وفاة المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي الأسبق، الذي وافته المنية صباح امس، وإطلاق اسمه على قاعدة الهايكستب العسكرية، تكريما له.
وقال الرئيس السيسي ـ في كلمة له خلال افتتاح عدد من المشروعات التنموية في سيناء امس، إن المشير طنطاوي قاد مصر بحكمة وإخلاص وتفان شديد في أصعب الظروف خلال فترة حكم المجلس العسكري من 2011 وحتى تسليم السلطة بعد الانتخابات في 2012، حيث كانت الدولة المصرية معرضة للانهيار، لافتا إلى أنه أسهم في عبور الدولة لتلك المرحلة بأقل قدر من الأضرار.
وأكد الرئيس السيسي أن المشير طنطاوي، إن مصر فقدت أحد أبنائها المخلصين، وأضاف أنه قاد تلك المرحلة بإخلاص وحكمة شديدة، حيث كانت الدولة المصرية معرضة للانهيار وللحرب الأهلية، مؤكدا أن المشير طنطاوي بريء من أي دم سواء في أحداث شهدتها مصر في تلك الفترة مثل «محمد محمود» وماسبيرو، وستاد بورسعيد،لافتا إلى أن كل المسؤولين الذين كانوا متواجدين في تلك الفترة بريئين من تلك الأحداث.
واستشهد الرئيس السيسي بكلمة كان يرددها المشير طنطاوي بأنه كان «يمسك جمرة نار في يده لو تركها لكانت ستحرق الدنيا، وانه لا يمكن أن يتركها، لافتا إلى أن هذا الشعور عاش به المشير طنطاوي على الأقل فترة السنة والنصف التي تولى فيها المجلس العسكري المسؤولية، في فترة صعبة، وهي شهادة للتاريخ له وهو في ذمة الله، مشددا على أن ذلك الراجل العظيم كان سببا حقيقيا في حماية مصر من السقوط.
وقدم الرئيس السيسي للشعب المصري وأسرة المشير طنطاوي خالص العزاء، داعيا الله أن يتغمده بالرحمة.
كما نعى مجلس الوزراء ببالغ الحزن وعميق الأسى، المشير طنطاوي، متوجها بخالص التعازي إلى عائلة الراحل العظيم، وأسرة العسكرية المصرية، وجموع الشعب المصري الذي طالما ناضل من أجله، داعيا الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يسكنه فسيح جناته، ويلهم ذويه ومحبيه الصبر والسلوان. وأكد رئيس الوزراء د.مصطفى مدبولي أن الراحل العظيم يكون برحيله قد ترجل كفارس نبيل بعد مسيرة طويلة مشرفة بذل خلالها الكثير في سبيل رفعة وطنه، قائدا في صفوف القوات المسلحة خلال حروب مصر الحاسمة، ووزيرا للدفاع عبر سنوات صعبة، ثم رئيسا للمجلس العسكري الذي أدار دفة البلاد في فترة شديدة الدقة ليعبر بها سنوات الضباب، حيث حمل وأعضاء المجلس العسكري حينها، أمانة ومسؤولية وطن، في فترة من أدق فترات تاريخه، تحملوا خلالها الكثير والكثير من أجل هدف واحد، هو الحفاظ على استقرار الوطن، ووحدة وسلامة أراضيه، وفاء لما أقسموا عليه.
بدوره، نعى وزير الخارجية سامح شكري، ووزارة الخارجية، ببالغ الحزن وعميق الأسى المغفور له بإذن الله المشير طنطاوي، وذكرت الوزارة في بيان صحافي، أن مصر فقدت قامة من قامات العمل الوطني المخلص ورمزا من رموز القوات المسلحة المصرية أفنى حياته دفاعا وتفانيا عن هذا الوطن وقضاياه، فكما كان المشير طنطاوي بطلا من أبطال حرب أكتوبر المجيدة الذين ساهموا بجهدهم المخلص في صنع السلام، ساهم أيضا بقيادته الحكيمة في العبور بالبلاد إلى بر الأمان في مرحلة تاريخية شديدة الدقة شابتها ظروف استثنائية كادت تحدق بالوطن ومقدراته.
وأضافت أنه «وإذ يتقدم وزير الخارجية سامح شكري، بخالص التعازي والمواساة لأسرة الفقيد، وللقيادة العامة للقوات المسلحة المصرية وعلى رأسها الرئيس عبدالفتاح السيسي في هذا المصاب الجلل، فإنه ليدعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم ذويه الصبر والسلوان.
ونعى وزير الطيران المدني الطيار محمد منار، المشير طنطاوي، وتقدم وجميع العاملين بقطاع الطيران المدني بخالص التعازي في وفاة المشير محمد حسين طنطاوي، سائلين المولى عز وجل أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
كما نعى الجيش المصري امس، المشير طنطاوي، ونشر المتحدث باسم الجيش على مواقع التواصل الاجتماعي بيانا جاء فيه «تنعى القيادة العامة للقوات المسلحة ابنا من أبنائها وقائدا من قادة حرب أكتوبر المجيدة، المشير طنطاوي».
بدورها، نعت المخابرات العامة بمزيد من الحزن والأسى المشير طنطاوي في بيان لها، داعية الله سبحانه وتعالى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أسرته الصبر والسلوان
كما أعربت وزارة الداخلية عن خالص عزائها ومواساتها للقوات المسلحة وأسرة الراحل، داعين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.
كما نعى المستشار عمر مروان وزير العدل، المشير طنطاوي، مؤكدا أن الفقيد كان قائدا حكيما وبطلا مخلصا لبلده، وسيظل هو وعطاؤه الممتد رمزا وطنيا نفخر بأنه من أبناء مصر الأوفياء الذين سجلوا في مرحلة فارقة في عمر الوطن فصلا ثريا زاخرا بالإخلاص والتفاني في خدمة الوطن، وأن التاريخ سيتوقف طويلا أمام الدور الكبير الذي أداه لحماية بلده والحفاظ عليها.
ونعى المستشار د.حنفي جبالي رئيس مجلس النواب باسمه وباسم أعضاء مجلس النواب، ببالغ الحزن والأسى إلى الرئيس السيسي وشعب مصر العظيم، وفاة المغفور له بإذن الله المشير طنطاوي، الذي شارك في مسؤولية إدارة البلاد خلال حقبة من الزمن بما حوته من أحداث فارقة في تاريخها هي الأخطر أثرا والقاسية بمسؤولياتها الجسام، حفلت بالأهوال والأنواء، واستطاع بحكمته وبصيرته الصائبة أن يصل بمصر إلى مرفأ الأمن والأمان.
وبعث جبالي ببرقية تعزية الى الرئيس السيسي قال فيها، بقلوب مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره ننعى إلى الرئيس وشعب مصر العظيم وفاة المغفور له بإذن الله ابن مصر البار المشير طنطاوي، الذي خرج من نبت أرض مصر الطيبة، والذي حمل لواء الدفاع عن ترابها المقدس في مسيرة عطاء متواصلة امتدت لعقود.