القاهرة - خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، من أن وقف التعديات على الأراضي الزراعية يمثل قضية أمن قومي حيث ان عددا كبيرا من سكان مصر يعملون في قطاع الزراعة «وإما أن نحقق الاكتفاء الذاتي أو نستورد بالدولار مما يمثل عبئا على الاقتصاد القومي».
وقال السيسي خلال افتتاح محطة معالجة مياه مصرف بحر البقر التي تعد الأضخم من نوعها على مستوى العالم، «إن حجم المياه التي تصل إلى مصر ليس بالكثير، أو لن يتغير، وبالتالي فإن علينا تحسين جودة وكفاءة نظم الري»، مؤكدا أن تطوير القطاع الزراعي يمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاستيراد، كما أن الرقعة الزراعية ستزيد بفضل استخدامنا الجيد للمياه.
ودعا الرئيس السيسي كل مسؤول في مصر، سواء كان المحافظ أو مدير الأمن أو غيره، إلى عدم السكوت عن أي خطأ إعلاء لمصلحة الوطن. وتابع الرئيس: «بيني وبين الفساد خصومة».
وتابع الرئيس: «بصراحة، عندما أقول ان تبطين الترع يتكلف أكثر من 50 مليار جنيه، مما يعني أن تكلفة البرنامج الكلية تبلغ حوالي 80 مليار جنيه، لكن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء أبلغني أن التكلفة الإجمالية تبلغ حوالي 140 مليار جنيه».
وتساءل الرئيس: لماذا نقوم بمثل هذه المشروعات؟ مشيرا إلى أن الدولة كانت تمضي على هذا النهج على مدى 30 عاما، متسائلا: لماذا نقوم بصرف هذه المبالغ الضخمة بالرغم من أن تلك الترع موجودة منذ ما يقرب من 200 سنة؟ ولماذا نقوم بالتبطين الآن وأدفع 70 أو 80 مليار جنيه في تبطين حوالي 20 ألف كيلو من الترع؟، مؤكدا على انه يتم الاهتمام بها لأن عددا كبيرا من سكان مصر يعمل في قطاع الزراعة.
وأكد السيسي أنه لن يتم القبول بأي ممارسات سلبية، وإذا كانت مقبولة في السابق أو بعض الناس تغض الطرف عنها فإنه لن يقبل بذلك، مشددا على أنه لا يعرف التغاضي عن أي أخطاء أو سلبيات وإلا كان قد تغاضى عما حدث خلال أعوام 2011، 2012، 2013 وترك البلد للمجهول.
وتابع الرئيس السيسي قائلا: «أنا أردت أن أبدأ حديثي خلال كلمة وزير الزراعة الذي أشار الى حجم ما كان لدينا من أراض زراعية وما زاد عليها وما سيزيد، ولكن ذلك بفضل الاستخدام الجيد للمياه»، مشيرا إلى أن محطة المعالجة التي تم افتتاحها ستوفر حوالي 2 مليار متر مكعب من المياه سنويا كانت تذهب إلى بحيرة المنزلة والبحر المتوسط، موضحا أن هذا البرنامج تم تنفيذه لتدخل هذه المياه في منظومة الري لـ500 ألف فدان، ونفس الوضع حيث سيتم في الدلتا الجديدة توفير7 ملايين متر مكعب من المياه يوميا بإجمالي 2 مليار متر مكعب أخرى من المياه سنويا بما يعني توفير أربعة مليارات متر مكعب من المياه من أجل الأراضي الزراعية.
وأكد الرئيس أنه من غير المقبول التعدي على الجسور أو البناء على الأراضي الزراعية، ويجب ألا ننسى هذا الكلام وألا يظن أحد أنها كانت هوجة من الدولة قامت بها خلال السنوات الأربع الماضية وانتهت.
وتابع الرئيس: «أقول للمحافظين والتنمية المحلية وللحكومة ولنفسي وللمواطن انه بعد كل تلك التكلفة العالية لزراعة 500 ألف فدان لا يجب أن يأتي بعد ذلك من يبني على الأراضي الزراعة، لأنه بهذا السلوك والمسار يهدم بلده وقدرة دولته، ويجب ألا يقوم بذلك أحد تجاه بلده، وألا يتعدى أي شخص على منشآت الري، هذا لن يتم»، مؤكدا أنه خلال ستة شهور ستتم إزالة أي تعديات وستعود الأمور إلى ما كانت عليه قبل 30 عاما، قائلا: «هتتشال كل حاجة غلط فيكي يا مصر طول ما أنا موجود في مكاني».