اقتربت انتخابات الرئاسة المصرية وسط جو من المنافسة بين مرشحي الليبرالية وبعض من ينتمون إلى النظام السابق والتيارات الإسلامية، وتلقي «إيلاف» الضوء على أبرز المرشحين وتاريخهم، إضافة إلى برامجهم الانتخابية والنهج الذي سوف يعتمدونه في المستقبل.
عبدالمنعم أبو الفتوح
يأتي مرشحو التيار الإسلامي في المقدمة، ومنهم د.عبدالمنعم أبوالفتوح، الذي يتمتع بشعبية كبيرة، وشغل منصب الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب ونائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، وهو من مواليد 15 أكتوبر 1951م، ومن مواقفه الشهيرة مشادته مع الرئيس الراحل أنور السادات، حيث كان أبوالفتوح رئيسا لاتحاد الطلاب، وتحدث إلى السادات، قائلا له إن من حوله منافقون وفاسدون، الأمر الذي أغضب السادات جدا، وطلب منه الوقوف، ونهره بشدة، لأنه تحدث مع كبير العيلة ورئيس الدولة بأسلوب غير لائق، وتسببت تلك الواقعة في حرمانه من التعيين معيدا بالجامعة. تعرض للاعتقال والسجن عدة مرات، كان أولها فيما عرف بـ «اعتقالات سبتمبر 1981»، وسجن لمدة خمسة أعوام في الفترة من 1996 حتى 2001.
ويعرف في أوساط جماعة الإخوان المسلمين والتيار الإسلامي ككل بأنه من المجددين، رغم أنه ينتمي بالأساس إلى جماعة دينية، إلا أنه يرفض مبدأ الدولة الدينية، ورغم أنه تعرض للفصل من الجماعة في أعقاب الإعلان عن ترشحه للانتخابات إلا أنه مازال يراهن على دعمها له.
حازم أبو إسماعيل
يحظى حازم أبو إسماعيل بتأييد التيار السلفي، رغم أنه نجل الشيخ صلاح أبو اسماعيل من علماء الأزهر الشريف والداعية الإسلامي المعروف الذي توفي في شهر مايو 1990، والذي كان أحد قيادات جماعة الإخوان المسلمين، ويعمل كمحام، وكان أحد أعضاء الدفاع عن المتهمين في قضية المحاكمات العسكرية الشهيرة، التي اتهمت فيها قيادات الإخوان، ويعرف أبو إسماعيل بتشدده، ويتعهد بإقامة ما أسماها «دولة الخط الفاصل بين الحرام والحلال»، ويصر على أنه في حالة انتخابه سوف يحكم بالشريعة الإسلامية، ويحرم السياحة القائمة على الاختلاط أو ارتداء المايوه، وسوف يفصل بين الشباب والفتيات في العمل والتعليم، كما يؤكد أنه سوف يفرض الجزية على الأقباط، ويبرر لذلك بالقول إن «الجزية هي علامة عدل، وهي ثمن عصمة دم المسيحي وعنقه من الاشتراك في الحروب في جيش المسلمين».
سليم العوا
ويمثل د.محمد سليم العوا الضلع الثالث في مثلث الإسلاميين، وهو لا ينتمي إلى تيار فصيل إسلامي بعينه، لكنه يراهن على أصوات الإخوان، الأمين العام السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ورئيس جمعية مصر للثقافة والحوار. أحد أبرز رواد الحوار الوطني المصري، وعضو مؤسس في الفريق العربي للحوار الإسلامي ـ المسيحي يتميز فكره بالاعتدال والتركيز على الحوار وليس الصدام بين العالم الإسلامي والغرب.
لكنه لا يحظى بالقبول لدى الليبراليين واليساريين، والأقباط، بسبب تصريحاته الشهيرة التي اتهم فيها البابا شنودة بالوقوف وراء حوادث الفتنة الطائفية، وأن مشروعه طائفي.
عمرو موسى
ينافس المحسوبون على النظام السابق أو المعروفون شعبيا وإعلاميا بـ «الفلول» الإسلاميين بقوة، ويأتي على رأس تلك الوجوه عمرو موسى وزير الخارجية الاسبق، والأمين العام لجامعة الدول العربية، ويحظى موسى بشعبية في أوساط البسطاء، ساهم المطرب الشعبي شعبان عبدالرحيم بقسط وافر فيها، عندما أطلق أغنيته الشهيرة «أنا بكره إسرائيل، بحب عمرو موسى، هيه هيه هيه هيه»، ويتميز موسى بمشاركته أهالي الأحياء الفقيرة والشعبية، والقرى الريفية، غير أنه بدأ يتعرض لمضايقات مؤخرا، حيث تعرض للطرد والاعتداء من قبل التراس الأهلي عندما توجه لتقديم العزاء في ضحايا مذبحة بورسعيد التي وقعت في 1 فبراير الماضي.
ويرفض موسى الاتهامات بأنه من الفلول أو أنه كان ضد الثورة في بدايتها، لاسيما أنه تعرض للسؤال حول موقفه من الترشح للرئاسة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك فقال «العين لا تعلو على الحاجب».
أحمد شفيق
يعتبر الفريق أحمد شفيق رئيس الوزراء الاسبق من المحسوبين على النظام السابق، فهو تلميذ الرئيس السابق حسني مبارك في القوات الجوية، وفي عهده جرت أحداث موقعة الجمل التي راح ضحيتها العشرات من الشهداء، وكانت معركة فاصلة في تاريخ الثورة، ورفض وقتها الاعتراف بالثورة، ووصفها بأنها «تعبير حاد عن الغضب»، وظهر في ثلاثة برامج حوارية عبر الفضائيات، بـ «بلوفر أزرق غامق»، ومنذ تلك اللحظة عرف بـ «الرجل صاحب البلوفر»، كما تعرض لانتقادات بسبب مقالته أنه طلب من المشير طنطاوي أن يترك المتظاهرين في ميدان التحرير وأن يوزع عليهم «بنبوني»، في وقت كانت الثورة مشتعلة ضد مبارك.
عمر سليمان
رغم أنه لم ينبس ببنت شفاه منذ تلاوته خطاب تنحي مبارك عن الحكم مساء 11 فبراير الماضي، إلا أن بورصة الترشيحات لا تستثنيه أبدا، وكلما ذكرت الانتخابات الرئاسية ورد اسمه ضمن المرشحين، إنه اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية السابق، الرجل الذي ظل غامضا للمصريين لسنوات طويلة، لكنه برز إلى الواجهة مع تأزم القضية الفلسطينية، تولى هذا الملف طوال نحو خمس سنوات، ولم ينطق بكلمة واحدة. ورغم أنه كان أحد أركان النظام أثناء الثورة، ولم يكن بعيدا عن مطبخ صناعة القرار، الذي تسبب بحملة قمع شديدة للمتظاهرين، إلا أن هناك من يروج له رئيسا لمصر.
هشام البسطاويسي
المستشار هشام البسطاويسي، هو قاض، ويشغل منصب نائب رئيس محكمة النقض، وكان من أوائل القضاة المناضلين من أجل استقلال القضاء في عهد النظام السابق، وتعرض للضرب على أيدي ضباط جهاز أمن الدولة المنحل، وسقط مغشيا عليه، وأصيب بأزمة قلبية حادة.