أكد د.أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف أن مواريثنا الشرعية تمنعنا من معاداة الأديان ومحاربتها، بل نحن مأمورون باحترام الأنبياء والكتب المقدسة.
وذكر شيخ الأزهر أن هذا الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم لا يعد شيئا إذا ما قورن بالحملة الشرسة لتشويه صورة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم منذ القرن الثالث الهجري إلى الآن، كما أن الإساءات لمقام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم متكررة وليست بجديدة، ولن تكون الأخيرة، وسوف تتجدد وأن القائمين على هذا العداء هم المتطرفون من المسيحيين والعلمانيين أيضا، وهكذا تحالف الغلاة في كل ملة ومذهب.
وقال فضيلته ـ في حديثه لبرنامج «مع الطيب» ـ «إن الغرب مرتبط بالمسيحية التي تأثرت بالفكر الروماني ولم تؤثر هي فيه، وعليه فكل البدع التي حدثت في المسيحية الغربية كانت بتأثير الفكر الوثني».
وأوضح أن الغرب عبر التاريخ لم يتعامل مع الإسلام معاملة الاحترام بل ناصب هذا الدين العداء، واختار طريق الصراع بدلا من التفاهم، والإسلام هو الذي حمى المسيحية الشرقية (العربية) من الاضطهاد والإبادة من طرف المسيحية الغربية، وهذا الفضل ينبغي أن يذكر فيشكر، وفضلاء الأقباط يعترفون بهذا، مشيرا إلى أن الحضارة الغربية حضارة عرجاء فصلت الدين على مزاجها، وأصبحت فسادا وإفسادا لكل ما هو روحاني غير مادي.
كما أكد أن سلسلة الهجوم على الإسلام في الآونة الأخيرة ابتداء بسلمان رشدي ثم في الرسوم الكاريكاتورية في الدنمارك، مرورا بتصريحات البابا بندكت السادس عشر التي تدل على حقد دفين على الإسلام وتراثه، وهذا الفيلم يدخل في هذا السياق، تهدف إلى ضرب المسلمين بالأقباط في مصر، وهؤلاء الحاقدون الموتورون يعملون ليل نهار من أجل تفتيت الدول العربية والإبقاء على دولة الكيان الصهيوني تعربد كما تشاء في الشرق العربي والإسلامي.
وأشار الإمام الأكبر إلى أن هناك مستنقعا من الكراهية والحقد لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم موجود في كتب رجال الفكر والدين والفن ومازال الغرب يحتفظ بكل الصور المشوهة في مخزونه الثقافي والشعبي، وما حدث الآن عودة للاغتراف من هذا المستنقع الآسن الكريه.