- عبدالنور: الأنبا تواضروس تلميذ الأنبا باخوميوس الذي نجح في إدارة المرحلة الانتقالية
القاهرة - وكالات: في أول رد فعل معارض داخل الكنيسة المصرية الأرثوذكسية حول نتيجة القرعة الهيكلية التي جاءت بالأنبا تواضروس البابا الـ 118 للكنيسة الأرثوذكسية بمصر أعلنت جماعة «صوت المعمدان العلمانية» انفصالها عن تبعيتها لقادة الكنيسة اعتراضا على ما سمته مخالفة قوانين الكنيسة لترشيح من هو على رتبة «أسقف» للكرسي البابوي.
وقال بيشوي البسيط، مؤسس الجماعة، في تصريح لـ «العربية.نت» إن «انفصالنا عن تبعية قادة الكنيسة الأرثوذكسية ليس لخلافات شخصية أو لأسباب تتعلق بالأشخاص ولا لخصومة بيننا وبين أحد من الآباء الكهنة، لكن خصومتنا مع كل من يخالف قوانين الكنيسة، نظرا لأن من تولى منصب البطريركية يحمل لقب أسقف، وهو المنصب الذي كان يتولاه الأنبا تواضروس قبل فوزه بمنصب بابا الأقباط.
وأكد بيشوي «أن جماعة صوت المعمدان، والتي يقارب أعضاؤها أكثر من 1500 شخص وتضم آباء وكهنة وعلمانيين، ستعقد اجتماعا لمناقشة كيفية الرد على اختيار البابا الجديد للكنيسة الأرثوذكسية المصرية. وأضاف: «لم نكن لنعترض على أي نتيجة في القرعة الهيكلية لو أن كل من دخلوا بها دخلوا طبقا للقوانين الكنسية وحسب الشروط التي وضعها الآباء المؤسسون للكنيسة الأرثوذكسية، والتي من أهمها عدم جواز ترشح أي أسقف لمنصب البابوية، وأن ما تمت على أساسه الانتخابات الأخيرة للبابا الجديد تم بناء على لائحة 1957 والتي بها أخطاء كثيرة وتخالف قوانين الكنيسة».
وكشف بيشوي البسيط أن هناك تغييرا طرأ منذ عام 2000 بأن هذه الكنيسة أصبحت كنيسة الأساقفة وليست كنيسة المسيح لأنها لو كانت كذلك لالتزم قادتها بتعاليم المسيح.
ووصف بيشوي مراسم إجراء القرعة الهيكلية بأنها خدعة للشعب القبطي وتغييب له، لأن المسيحية وقوانينها الأصيلة ترفض ترشيح الأساقفة.
إلى ذلك، قال وزير السياحة السابق القيادي في حزب «الوفد» منير فخري عبدالنور ان بابا الأرثوذكس الجديد الأنبا تواضروس هو تلميذ الأنبا باخوميوس الذي نجح في إدارة المرحلة الانتقالية بحكمة واقتدار بعد وفاة البابا شنودة الثالث، لافتا إلى ان الكثيرين توقعوا ظهور العديد من المشكلات في الكنيسة المصرية.
وقال عبدالنور ـ في مقابلة خاصة مع قناة «العربية» الإخبارية بثت صباح امس ـ «إن الأنبا باخوميوس استعان بالعديد من المستشارين المدنيين وليس الكنسيين فقط ونجحوا جميعا في إدارة المرحلة بالصورة التي يجب أن يقف عندها الجميع». وأشار إلى أن الكنيسة في المرحلة المقبلة ستدار بصورة مؤسسية، ويجب أن يكون لديها مركز للدراسات وسكرتارية متخصصة ومحترفة وتعمل على إعادة صياغة العلاقة مع الدولة والشباب ومع مؤسسات الكنيسة التي تطورت تطورا كبيرا خلال الـ 40 عاما الماضية وتوسعت بصورة كبيرة، مع ضرورة إعادة تشكيل المجلس الملي. وأشار إلى أن الشباب القبطي تحرك سياسيا وشارك في الثورة التي شهدت استشهاد العديد منهم في التحرير وفي ماسبيرو ومحمد محمود وغيرها من المواقع التي وقع فيها شهداء للثورة.
وشدد عبدالنور على أن الأنبا تواضروس مؤمن بتقوية العلاقات الوطنية ومواجهة التطرف من أجل بناء المجتمع المصري بصورة سليمة، ويجب أن يتم التعامل بحكمة كبيرة مع قضية التطرف.
وأضاف «أن هناك قلقا شديدا من كل المصريين من أجل الحفاظ على الوطن لأن هناك أطرافا يتم التعامل معها لا يؤمنون بالوطن وفكرة المواطنة والمساواة ولا يؤمنون بها وهي القوى السلفية التي أعلنت أنها ستجتمع لتحديد ما إذا كان يجب أن يتم تهنئة البابا الجديد أم لا».
وعن رؤيته تجاه نهج حزب «الحرية والعدالة»، قال عبدالنور: «إن حزب جماعة الإخوان المسلمين وخطابهم منفتح على الآخر وعلى الكنيسة القبطية، وهناك خطاب متطرف من الجماعات السلفية، ويجب فتح الحوار مع الحزب والجماعة من أجل تنسيق أسس المرحلة المقبلة». وتوقع عبدالنور أن يحضر الرئيس مرسي حفل تنصيب البابا الجديد الذي يمثل الكنيسة الوطنية المصرية وهي مناسبة مصرية وليست مسيحية في الأساس.
وأكد أنه ضد نظام «الكوتا» لتوزيع المناصب الوزارية على الأقباط، ولكن المطالبة بها يجب أن تتم بالمساواة بحياد شديد بين الأقباط والمسلمين، وأن يكون هناك اختبار حقيقي لاختيار من يتولى المناصب بصورة حيادية تامة وأن يكون الأكثر كفاءة بغض النظر عن دينه.
وأنهى عبدالنور حديثه بأن اجتماعات الرئيس مرسي مع الأحزاب والقوى الوطنية والمرشحين السابقين كانت من أجل التأسيسية، وما يحدث فيها من أجل خروج الدستور الجديد إلى حيز النور.