باسل المصري
سئل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في جلسة مع الإعلام الأجنبي حول التهديدات التي تحاك لأمن الخليج، فكانت إجابته «إننا بجانب أشقائنا في الخليج قلبا وقالبا، وإذا تعرض أمن الخليج للخطر وتهديد مباشر من جانب أي أحد، فإن شعب مصر قبل قيادته لن يقبل بذلك وستتحرك قواته لحماية أشقائه»، إن كان التكامل العربي لم يفعّل في أكثر من مجال حتى اللحظة، إلا أن مصير الشعوب والدول العربية هو واحد إزاء أي تهديدات تستهدف زعزعة أمنه واستقراره، لكن عند تحليل كلمة الرئيس يجب أن نحدد نوعية التهديدات وتأثيرها ومفهومها على أمن الخليج العربي، كونها الخطوة الأولى، والرئيسية، في إطار تحديد الأمن الإقليمي لمنطقتنا العربية، فمن المهم تعريف هذا التهديد ونوعيته وتأثيره واحتمالاته، ليسهل علينا تطبيقه تطبيقا، يتفق مع واقع وطبيعة التهديدات وطبيعتها، في الخليج، بما يصب في النهاية في خانة التكامل العربي- العربي.
فلا شك أن هناك من يسعى لزعزعة أمن الأمة، سواء بالتدخل المباشر أو غيره ليشكل تهديدا صريحا للأمن القومي العربي وهو النحو الذي يستند إلى استمرار تعارض المصالح والغايات القومية، بين الدول، وهناك من يسعى من جهة أخرى الى تغيير معادلة التوازن العسكري في الخليج والمشرق العربي بغية تقسيم بعض الدول الى وحدات سياسية صغيرة تارة، والى فصل الأمن الخليجي عن الأمن العربي تارة ثانية، فتواجه أمتنا العربية وقتها تهديدات وتحديات كثيرة ومشتركة تتطلب ـ من الآن ـ تكاملا عربيا على نحو يدحض أي محاولات تخريبية.
فظاهرة الإرهاب المتفشي حاليا على سبيل المثال والذي عانته سابقا المنطقة العربية عامة، في الثمانينيات وتفاقم خلال النصف الأول من التسعينيات، ومع التقدم التكنولوجي الكبير الآن وشبكاته، قد أثبتت الوقائع الإرهابية، في بعض دول المنطقة، أن للإرهاب هدفين:
٭ الأول: نشر الذعر والاضطراب وعدم الاستقرار.
٭ الثاني: هدف سياسي، في مصلحة دول أخرى.
وعلى الرغم من انتشار هذه الظاهرة، إلا أن الوحدة الوطنية لدول الخليج استطاعت أن تواجهها، من خلال إجراءات اجتماعية واقتصادية وسياسية، فوتت على الإرهاب فرصة التأثير في المجتمع الخليجي.
كما كانت السياسة الأمنية التي اتبعها العديد من الدول العربية، ومنها دول الخليج، خط الدفاع الأول ضد الإرهاب، من خلال رسم إستراتيجية شاملة للتعامل الجماعي معه، في إطار سياسة أمنية غير تقليدية، ومواجهة وطنية شاملة، أمكنها كشف وجهه القبيح.
فمن يتابع تصريحات الرئيس المصري مع أشقائه العرب حتما سيجد التفاهمات حول ضرورة إعادة ترتيبات الأمن الإقليمي على نحو التكامل العسكري بما يحفظ أمن الأمة العربية ويقف ضد تهديد أمن منطقة الخليج لتتكامل كل الترتيبات الأمنية للمنطقة العربية، وتضع في حسبانها كل القوى، المحلية والإقليمية والدولية، المؤثرة في أمن الخليج العربي، فتحد من خلل التوازن العسكري في المنطقة الذي يعد من الأسباب التي تساعد في احتمالات تفجر أي صراعات عسكرية بالمنطقة من خلال:
1- إعادة إحياء فكرة تشكيل القوة العربية المشتركة.
2- تنمية قدرة الردع، لدى دول مجلس التعاون الخليجي.
3- بناء قوة دفاع عسكرية خليجية مشتركة.