تنطلق اليوم امتحانات الفصل الدراسي الأول لطلاب الصف الأول الثانوي وفق نظام التعليم الجديد الذي طبقته وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني هذا العام والتي تنتهي يوم الخميس الموافق 24 الجاري.
ويتيح هذا النظام الذي تطبقه وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني هذا العام لأول مرة في تاريخها اسـتخدام الكتاب المفتوح (open book)، وفيها يستطيع الطالب دخول الامتحان بالكتاب لأن الامتحان يقيس مستوى الفهم وليس الحفظ وتكون الأسئلة من بنك الأسئلة التي تقوم مجموعة متميزة بوضعها وهي مجموعة مـدربة على أيدي خبراء عالـميين وهو مقتصر فقط على الـمواد الأساسية داخل المجموع.
وتعتبر هذه السنة هي سنة تدريبية ولن يتم احتساب مجموع العام الدراسي (2018 - 2019) للعام الأول الثانوي بالمجموع الكلي للثانوية العامة، كي يتعود الطالب على النظام الجديد طول هذا العام، على أن تحتسب النتيجة النهائية لطالب الصف الأول الثانوي العام في ضوء نتيجة الامتحانين المقرر عقدهما في نهاية الفصل الدراسي الثاني.
ويعقد الامتحان التجريبي الثاني في نهاية مارس 2019 ليتضمن الموضوعات التي درسها الطالب من بداية الفصل الدراسي الثاني حتى موعد عقد الامتحان.
في هذا الإطار، أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني د.طارق شوقي عبر صفحته على الـ«فيسبوك» أن هذا الامتحان ليس امتحانا بالمعنى الكلاسيكي القديم وإنما هو «تدريب حي» في نفس ظروف الامتحان التقليدي، بينما لا نحتسب درجاته في النجاح أو الرسوب ولا يتم احتسابها في المجموع التراكمي المؤهل للالتحاق بالتعليم الجامعي.
وقال: «انه على الرغم من أن هذه أول مرة في التعليم المصري يكون هناك تدريب مثل هذا بلا درجات، وكذلك أول مرة يكون هناك تطبيق لفكرة الكتاب المفتوح إلا أن المشكلة الحقيقية هي حالة المخاض التي نشهدها ونحن ننتقل من الثقافة القديمة التي رسخت في أذهان أولادنا أن الامتحان هو سباق درجات إلى ما نصبو إليه وهو أن الهدف من التعليم هو التعلم وليس الدرجات وحدها».
وأضاف ان درجات هذا النظام تعكس مستوى التعلم الحقيقي وفهم العلوم المختلفة وليس مستوى الحفظ أو القدرة على نقل المعلومة، لذلك فإن الهدف الأساسي من تطبيق هذا النظام، هذا التغيير الثقافي الذي يعتبر لب التغيير الحقيقي وليس التابلت أو المحتوى الرقمي وحدهم»..مشيرا إلى أن كل ما يحتاجه الطالب هو أن يتعرف على طبيعة الأسئلة الجديدة وعلى قدرته الحقيقية على التعامل معها ثم أن يستنتج طريقة المذاكرة المناسبة في المستقبل بناء على هذه التجربة.
وأوضح انه يمكن للطالب الذي لا يدخل الامتحان التجريبي أن يدخل الامتحان النهائي، قائلا: «إنه في حالة عدم دخول الطالب هذا الامتحان والتالي له في شهر مارس المقبل فإن ذلك لن يكون في مصلحته وإنه سيكون الخاسر الوحيد وسيكون مسؤولا عن اختياره (أو تقصيره في هذه الحالة).
وحذر وزير التربية والتعليم والتعليم الطلاب من ترك الورقة بيضاء، مؤكدا أن الامتحان التجريبي سيساعدهم في التعرف على التقييم الجديد والتمكن من تقرير طريقة التحضير المستقبلية استعدادا للسنوات المقبلة.
واعتبر شوقي قرار بعض الطلبة عدم الاستذكار طالما الامتحان بلا درجات، هو المشكلة الحقيقية والمرض الأصلي الذي تحاول الوزارة معالجته وأن هذا التصرف خطأ ولن يساعدهم في النظام الجديد، لذا يجب على كل طالب أن يذاكر كي «يفهم» الموضوع وهو ما سنحاول قياسه في المرحلة القادمة وهذه التدريبات مصممة لإعطاء أكثر من فرصة للطلاب للانتقال إلى «ثقافة الفهم المؤدي إلى الدرجات» وليس الحفظ أو النقش أو الغش.
أما بالنسبة للطلبة الذين قرروا الكتابة داخل الكتب والدخول بها هذا الامتحان، فأكد الوزير أن الفكرة ليست نقل الإجابة من الكتاب إلى الورقة، وانما فكرة الكتاب المفتوح أن الطالب لا يرهق نفسه بحفظ معادلات رياضية صماء أو مسميات متعددة ولكن عليه أن يتأكد من الفهم العميق للموضوعات لأن الأسئلة تركز على قياس الفهم ولن تكون إجابتها في الكتاب مباشرة.
وقال شوقي «ان محاولة كتابة براشيم في الكتاب هي الثقافة القديمة البعيدة عن التعلم والتي تعتبر الامتحان محاولة للحصول على درجة لا تعبر عن الفهم وهو ما نريد تغييره»، داعيا جميع الطلاب إلى ضرورة الاستفادة من التجربة وأن ينتقلوا لتعلم حقيقي يفيد في بناء مستقبل أفضل.
وكانت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني قد نشرت دليلا مبسطا عبر فيديو قصير على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) كدليل لأسلوب امتحانات الصف الأول الثانوي، ويعد الفيديو ضمن جهود الوزارة لطمأنة طلاب وطالبات الصف الأول الثانوي وأولياء أمورهم.