هالة عمران:
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي وقرينته مساء أمس احتفالية خاصة بمناسبة رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، والتي تقام على هامش ملتقى الشباب العربي والأفريقي الذي تستضيفه مدينة أسوان على مدار 3 أيام حتى 18 الجاري.
وانطلقت فعاليات الاحتفالية بمشاركة الوزراء وكبار رجال الدولة والشباب العربي والأفريقي، على ضفاف نهر النيل في أسوان بفقرة غنائية من الفلكلور المصري.
وتهدف الاحتفالية إلى إبراز مكانة مصر الأفريقية والعربية كنقطة تلاق بين الحضارتين الأفريقية والعربية وكمحور استراتيجي حيوي للشراكة بينهما.
وقد وصل الرئيس السيسي بصحبة عدد من الشباب الأفريقي والعربي على ظهر يخت، رافعين أعلام بلادهم.
وتدور أجندة الملتقى حول العديد من القضايا والموضوعات التي تخص قضايا وتحديات المنطقة العربية والقارة الأفريقية، خاصة في ظل رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي للعام الحالي 2019، كما تتنوع أشكال الفعاليات خلال الملتقى بين جلسات نقاشية وورش عمل وطاولات مستديرة تضم القادة من الشباب وصناع القرار في حوار مفتوح عن أهم ما يشغل الشباب العالم العربي والأفريقي.
وبمناسبة انعقاد ملتقى الشباب العربي والأفريقي، قال رئيس لجنة الشؤون الأفريقية في مجلس النواب د.طارق رضوان إن العلاقات التعاون المصري مع أفريقيا هي علاقات امن قومي وتنمية، مشيرا الى أن الأولويات المصرية في هذا الصدد تتمثل في مكافحة الإرهاب وبناء جسور تواصل ثقافية واجتماعية وتنمية التجارة البينية، كاشفا عن أن ملف سد النهضة يشهد انفراجة وتقدم بنسب مقبولة.
وأشار رضوان في لقاء خاص مع «الأنباء» إلى أن هذا ملف «النهضة» لا يزال مفتوحا، الا انه يشهد انفراجة كبيرة وتقدما بنسب مقبولة، حيث هناك توافق في الرؤى على مستوى القيادات السياسية والتشريعية في مصر واثيوبيا بأن البلدين شركاء في نهر النيل ولهما حقوق مشتركة.
وأكد رئيس لجنة الشؤون الأفريقية في البرلمان أن عودة مصر القوية إلى القارة السمراء يمثل نقطة انطلاقة جديدة للعلاقات المصرية- الإفريقية من منظور تنموي على جميع المستويات، لافتا إلى ان القاهرة لديها رؤية لإنشاء طريق يربط شمال القارة بجنوبها وهو الذي يطلق عليه طريق «سي.سي» أو «كايرو- كيب تاون»، حيث يصل طوله إلى اكثر من 10 آلاف كليو متر وهو في طور الانتهاء منه قريبا، ومن المنتظر أن يساهم هذا الطريق في بناء مجتمعات عمرانية جديدة وان يكون شريانا تجاريا ما بين شمال وجنوب القارة السمراء، كما أن مصر بصدد مضاعفة تجارتها البينية مع الدول الافريقية وفق استراتيجية واضحة الاهداف والآليات.
وفي السياق ذاته، اقترح رضوان إنشاء مجلس مصري- افريقي لتنمية الأعمال بما يساعد في التقريب بين رجال الأعمال في البلدين لإقامة مشروعات تنموية في القارة، سواء مشروعات صغيرة أو متوسطة، لذلك لجنة الشؤون الافريقية في مجلس النواب تقوم حاليا بإجراء دراسات الجدوي اللازمة لتوضيح الفرص الاستثمارية بالقارة، كما أنها تدرس مقترحا بإنشاء لجنة لتأمين مخاطر الاستثمار في افريقيا.
ونوه إلى أن جهود اللجنة البرلمانية لتطوير العمل المصري في افريقيا، تتضمن كذلك السعي لتوسع نشاط شركة مصر للطيران هناك، حيث لوحظ أنه بالرغم من ان الشركة هي من أقدم شركات الطيران في القارة، إلا أنها لا تحتل المرتبة الأولى بها من حيث الانتشار، لذلك جار تغيير استراتيجيات التحرك لدى «مصر للطيران» تجاه أفريقيا مع تغير محوري في طريقة البيع من خلال عمل منظومي جديد للتجميع للتواجد والانتشار، كالجمع ما بين عواصم دولتين أفريقيتين في رحلة واحدة، لتعظيم الاستفادة مع تخفيض قيمة تذكرة السفر فيما بين هذه الدول.
وحول إعلان وزارة الهجرة عن تشكيل هيئة استشارية لتفعيل دورها في القارة السمراء، أشار رضوان إلى أن لجنة الشؤون الافريقية في البرلمان ناقشت مع الوزارة هذا المقترح، وجار عمل دراسة مقارنة لتوضيح نقاط القوة والضعف وفرص التوجه الافريقي، مشيرا إلى نية وزارة الهجرة إنشاء لجنة مختصة لحصر التواجد المصري في القارة الافريقية وبحث سبل التواصل مع المصريين في دولها مثلما هو الحال مع المصريين في الدول العربية والأوروبية.