أسامة أبوالسعود
بعد ثلاثة أيام من التصويت على التعديلات الدستورية وسط إقبال كثيف خاصة في فترات المساء، اغلقت صناديق الاقتراع بالسفارة المصرية في البلاد ابوابها مساء امس. وأكد سفير مصر لدى الكويت طارق القوني أن أبناء الجالية المصرية في الكويت كانوا عند حسن ظن الوطن بهم، من خلال حرصهم على أداء واجبهم تجاهه والمشاركة بكثافة منقطعة النظير في الاستفتاء.
وأوضح القوني، عقب انتهاء عملية التصويت في الاستفتاء على التعديلات الدستورية في الكويت، أن اليوم الأول من التصويت شهد اقبالا كبيرا من قبل الناخبين، رغم ارتفاع درجات الحرارة بعض الشيء، فيما شهد اليوم الثاني اقبالا غير مسبوق، خاصة مع النصف الثاني من اليوم مع انخفاض درجات الحرارة، وهو ما دفعه وفقا لقواعد اللجنة الوطنية للانتخابات، إلى مد فترة التصويت نحو 30 دقيقة، حتى تمكن آخر ناخب داخل الحرم الانتخابي للسفارة من الادلاء بصوته.
وأضاف أن اليوم الثالث والأخير من عملية الاستفتاء، شهد اقبالا متوسطا في بداية اليوم، نظرا لأن اليوم الأحد هو يوم عمل رسمي في الكويت، حيث طغى العنصران النسائي والشبابي على طبيعة الناخبين، لكن مع حلول منتصف اليوم، وانتهاء فترات الدوام الرسمي، شهد مقر السفارة اقبالا منقطع النظير من قبل الناخبين، لافتا إلى أنه على الرغم من الحشود التي ملأت الخيمة الملاصقة لسور السفارة، إلا أن عملية تصويت الناخب، لم تكن تستغرق أكثر من ثلاث دقائق.
وأشاد القوني بأبناء الجالية المصرية في الكويت، والذين كانوا عند حسن الظن بهم، وأقبلوا على المشاركة الايجابية في عملية التصويت، ضاربين أروع المثل في الوطنية والانتماء والتواصل مع قضايا الوطن وهمومه، لافتا إلى أن ذلك ليس بجديد عليهم، وإنما استكمال لمشاركاتهم في جميع الاستحقاقات الانتخابية السابقة، والتي تبوأوا خلالها المرتبة الأولى، كأعلى الجاليات تصويتا بالنسبة للمصريين في الخارج.
كما أشاد سفير مصر لدى الكويت بدور المتطوعين في نجاح الاستفتاء والذي لم يقل عن دور البعثة الديبلوماسية والقنصلية، مشيرا إلى أن عشرات المتطوعين خصصوا كل وقتهم وجهودهم، ليس فقط خلال أيام التصويت الثلاثة، بل على مدى أسبوعين كاملين، لخدمة أبناء الجالية ومساعدتهم في الإدلاء بأصواتهم في سهولة ويسر، وذلك بالتنسيق مع السفارة.
وأوضح أن دور المتطوعين الذين تمركز عدد كبير منهم في نقاط التجمع الـ 17 التي أعلنت عنها السفارة بمختلف أنحاء الكويت، لنقل الناخبين إلى منطقة الجزيرة الخضراء المواجهة لحى السفارات، قبل أن يتم نقلهم إلى مقر السفارة للادلاء بأصواتهم، كان له أثرا كبيرا في راحة الناخبين وتشجيعهم على المشاركة في ذلك الاستحقاق الدستوري.
وثمن القوني جهود أعضاء البعثة الديبلوماسية والقنصلية وجميع العاملين في عملية الاستفتاء على التعديلات الدستورية، مؤكدا أن جميعهم لم يدخر جهدا في التيسير على الناخبين، وهو ما انعكس على انسيابية عملية التصويت خلال الأيام الثلاثة.
وأعرب سفير مصر لدى الكويت عن خالص شكره وتقديره إلى المسؤولين الكويتيين للاعداد والتحضير الجيد للاستفتاء، وضمان خروجه بالمظهر اللائق، وهو ما يعكس العلاقات الأخوية والتاريخية الوطيدة بين مصر والكويت، على المستويين الرسمي والشعبي.
كما وجه الشكر إلى وزارتي الخارجية والداخلية الكويتيتين لتعاونهما الكبير مع السفارة في سبيل التيسير على الناخبين، وتأمين عملية الاستفتاء، وكذلك غرفة التجارة والصناعة الكويتية، برئاسة على الغانم، ورجال الأعمال المصريين والكويتيين، لتعاونهم الكامل مع السفارة، من أجل انجاح عملية الاستفتاء.
عن المشاركة بالاستفتاء.. السفيرة هويدا عصام: أصحاب الأعمال فضلوا المصلحة العامة
قالت السفيرة هويدا عصام رئيس البعثة القنصلية لجمهورية مصر العربية في الكويت إن أصحاب الأعمال من المصريين والكويتيين ضربوا أروع الأمثلة في الوطنية والحرص على مشاركة العاملين لديهم في الاستفتاء على التعديلات الدستورية.
وأوضحت السفيرة هويدا عصام بحسب (مصريون في الكويت www.egkw.com) أن كثيرا من أصحاب الشركات والأعمال أوقفوا أعمالهم امس وأمس الاول ومنحوا العاملين لديهم من المصريين الفرصة للمشاركة في الاستفتاء بل انهم وفروا لهم باصات خاصة انطلقت من مقر أعمالهم وبصحبة المديرين صوب مقر لجنة الاستفتاء بالسفارة، مشيرة إلى أن هذه التضحية لها دلالات واضحة ورسائل معينة توضح مكانة مصر لدى هؤلاء من المصريين والكويتيين جعلتهم يفضلون المصلحة العامة على المصلحة الخاصة.
وأشارت إلى أن وقف عجلة الانتاج في هذه الشركات من أجل المشاركة في الاستفتاء لا شك كلف أصحاب الأعمال آلاف الدنانير بل انهم وفروا كل السبل للعاملين لديهم للمشاركة في الاستحقاق الدستوري والذين ربما لم تكن لتتوافر لديهم الفرصة للمشاركة.
وقالت السفيرة هويدا عصام إن مشاركة الاطفال وهم يحملون علم مصر هو المشهد الأجمل في هذا الاستفتاء إضافة إلى أن مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن كانت لها دلالة واضحة في حين أن مشاركة الشباب تعكس وعيهم بأهمية المشاركة من أجل مستقبلهم.
وأوضحت رئيس البعثة القنصلية أن هناك حالات خاصة جدا نقل ذووهم رغبتهم في المشاركة لكن ظروفهم الصحية تمنعهم من المشاركة وهو ما جعل السفارة توفر لهم وسيلة نقل ومرافق لتوصيلهم الى السفارة للمشاركة.
وأفادت السفيرة هويدا عصام بأن المشاركة أمر مهم جدا مهما كانت طبيعتها سواء بـ«نعم» أو «لا» فالمواطن لا بد أن يشارك في صناعة مستقبل وطنه في حين أن السلبية والعزوف عن المشاركة تجعله يتنازل عن حق أصيل لا يجب التفريط فيه.
ناخبون في الكويت: المشاركة الواسعة في الاستفتاء لبنة للبناء وطعنة نافذة للإرهاب الغادر
قال عدد من المشاركين في الاقتراع على التعديلات الدستورية بالسفارة المصرية في الكويت، إن المشاركة الواسعة لأبناء الجالية في الاقتراع، مثلت لبنة من لبنات استكمال مسيرة البناء، وطعنة نافذة للارهاب الغادر.
وقال أحمد السيد محمود، إن مشاركته في الاستفتاء، تؤكد وقوف المصريين في الخارج خلف قيادتهم السياسية، ودعمهم المطلق للرئيس عبدالفتاح السيسي في حربه على الارهاب، ومواصلة مسيرة البناء والتنمية.
ومن جانبها، قالت الحاجة سعاد نور الدين، إن مشاركتها في الاستفتاء على التعديات الدستورية، تأتي ايمانا منها بأهمية تلك التعديلات في استكمال مسيرة الانجازت التي بدأها الرئيس السيسي، وضرورة الحفاظ على كيان الدولة في تلك المرحلة الانتقالية من عمر الوطن.
وبدورها، قالت فاطمة محمد عبدالعزيز، إنها لم تأت للتصويت على التعديلات الدستورية، الا بعدما أيقنت انها في صالح المواطن والوطن في آن واحد، وضرورة مشاركة المصريين في رسم خريطة مستقبلهم.
بينما قالت الحاجة صفاء محمد عبدالغفار: «أنا جيت أدلي بصوتي اليوم، خشية على مستقبل بدلي، لا بد من دعم الدولة ومساندة قيادتها السياسية، خاصة في ظل الظروف التي تمر بها دول المنطقة، والتي أدت إلى انهيار العديد منها بعد 2011».
وكانت السفارة المصرية في الكويت، قد شهدت تزايدا في أعداد الناخبين مساء امس الأحد، وذلك بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية للموظفين والعاملين في الكويت، حيث توافدت أعداد كبيرة من الناخبين على مقر السفارة، للادلاء بأصواتهم، فيما حرص عدد كبير منهم على اصطحاب أطفالهم برفقتهم، للمشاركة في ذلك العرس الديموقراطي.