أحمد سليمان
حازت الحملة الترويجية لتشجيع الجماهير من مختلف الدول لحضور بطولة كأس الأمم الأفريقية التي تستضيفها مصر بدءا من اليوم دعما شعبيا واسعا بفعل السياسات الإصلاحية ذات الصلة بالرياضة التي تبنتها الدولة المصرية منذ فترة تارة وقيمة الحدث على المستوى الدولي تارة أخرى، حيث سيحضر الافتتاح - كما المتوقع - مسؤولون من دول العالم، نظرا لمكانة الـ«كان» كأكبر بطولة في تاريخ القارة، الأمر الذي تتطلب من هيئة تنشيط السياحة المصرية إطلاق حملات دعائية تحمل اسم «اكتشف مصر» لتقوم بدور مهم خلال البطولة ووضع الإعلانات من أجل التعريف بالأماكن السياحية والمناخ الاستثماري والأمني المتوفر أمام المشاركين الذين يتخطون عشرات الآلاف ووسائل الإعلام العالمية، مما ينعكس إيجابيا على صورة مصر الخارجية، وهو ما اتفق على أهميته المختصون على النحو التالي:
1- سياسة الدولة الدعائية التي تبنتها قبل المباريات كانت بمنزلة مقاربة تقليدية لتحليل العلاقة بين سياسة مصر الأفريقية الناجحة خلال الأعوام الأربع الماضية وتوظيف مواردها بغية الاستفادة من الحدث الكروي قدر المستطاع.
2- إبراز قدرات الدولة في تأمين الأحداث الدولية مما يعكس الصورة الحقيقية عن الدولة.
3- أي بلد في العالم ينظم حدثا كبيرا مثل كأس الأمم الأفريقية عليه أن يستغل أخباره الإيجابية في دعم اقتصاده، خاصة في توقيت تتنبأ فيه التقارير الدولية بأن تكون مصر من أسرع الدول نموا بشمال أفريقيا في قطاع السياحة.
وتعتمد الدولة المصرية على إيرادات القطاع السياحي كأحد الروافد الرئيسية للإيرادات العامة بالعملة الأجنبية، لذلك كان تراجع القطاع السياحي في السنوات الماضية أحد أهم الأسباب في أزمة نقص العملة الأجنبية.
ومن أجل أن نقف على حقيقة الاستفادة من تنظيم هذا الحدث المهم في مصر لابد من الإشارة إلى أن السياحة الأفريقية الواردة إلى مصر الآن ضعيفة جدا، حيث تقدر بنحو 165 ألف سائح فقط على مدار عام كامل في الوقت الذي توضح فيه الأرقام أن قطاع السياحة يسهم بنسبة 20% من الناتج الإجمالي المحلي، ويعد من القطاعات الأسرع نموا في الاقتصاد القومي.
وإن كان من الملاحظ أن رؤية مصر 2030 تبنى على تضافر الجهود بين كل الوزارات المعنية، حيث يسوق المتخصصون بعض خطوط التحليل في سياق تطبيق الدولة منظومة التكاملية في عمل الوزرات، فإن استغلال كأس الأمم الإفريقية في الترويج للسياحة والاستثمار يتماشى مع توقعات المنظمات الدولية على المديين المتوسط والبعيد من وجود فرص كبيرة لانتعاشة سياحية واقتصادية لمصر.