افتتح د.خالد العناني وزير الآثار، الهرم المنحني للملك سنفرو بمنطقة آثار دهشور وهرم «الكا» العقائدي لزيارة للجمهور، وذلك بعد الانتهاء من أعمال تطويرهما وترميمهما.
حضر الافتتاح محافظ الجيزة أحمد راشد ود.مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار و40 سفيرا من الدول الأجنبية والأفريقية.
وقال العناني امس الاول إنه لأول مرة يتم افتتاح هرم سنفرو المنحني وهرم الكا العقائدي الخاص به للجمهور منذ عام ١٩٦٥، موضحا أن الهرم المنحني وغيره من الأهرامات الموجودة في منطقة دهشور الأثرية مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو كجزء من جبانة منف الاثرية، وأوضح أن الهرم المنحني يمثل مرحلة انتقالية في عملية بناء الأهرامات، بين هرم زوسر المدرج وهرم ميدوم والهرم الأحمر الذي بناه الملك سنفرو في دهشور أيضا بعد اكتشافه أن الهرم المنحني يميل بزاوية.
من جانبه، أشار د.مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار إلى أن أعمال ترميم وتطوير كل من الهرم المنحني وهرم الكا تمت بواسطة قطاع المشروعات بالوزارة، وتضمنت عمل سلالم داخلية وخارجية ومشايات لتسهيل حركة الزوار داخلهما، كما تم عمل شبكة للإضاءة داخل وخارج الهرمين، بالإضافة إلى الانتهاء من كل أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات وترميم غرفة الدفن بالهرم المنحني.
وأضاف أن الهرم المنحني والمعروف أيضا باسم الهرم الجنوبي، يعبر عن مرحلة مهمة من مراحل تطور بناء الأهرامات التي استخدمها المصري القديم كمقابر ملكية، حيث انه أول محاولة لبناء هرم كامل بعد هرم زوسر المدرج، وقد بناه الملك سنفرو مؤسس الأسرة الرابعة 2600 ق.م. في منطقة دهشور الأثرية والتي تعتبر الامتداد الجنوبي لجبانة منف.
ويبلغ ارتفاع الهرم المنحني حوالي 121 مترا، وطول كل ضلع في قاعدته حوالي 188.1م، وللهرم زاويتا ميل الأولى 54 درجة، حتى ارتفاع 49 والثانية 48 درجة حتى ارتفاع 52م، وللهرم مدخلان الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12م، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5، ومنها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني، ثم ممر غير منتظم تؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي للهرم.
اما الجهة اليسري فتؤدي الى غرفة الدفن غير المكتملة السقف والتي توجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان.
وشهد الهرم العديد من أعمال الحفائر كان أولها عام 1839 على يد البريطانيين برنج وفيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، ثم عام 1894 و1895 جاءت بعثة «دى مورجان» وهي أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر في المنطقة.
وفي عام 1945 تمكن م.عبدالسلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو، مكتوبا أكثر من مرة مع العلامات التي كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية للهرم وخاصة تلك الموجودة في أركانه، وفي عام 1951 استطاع عالم الآثار د.أحمد فخري اكتشاف المدخل الغربي للهرم أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له كما قام بتنظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدي إلى معبد الوادي.
وتم اكتشاف هرم «الكا العقائدي» بواسطة د.أحمد فخري عام 1956 ويبعد حوالي 55 مترا من منتصف الضلع الجنوبي للهرم المنحني ومدخله من الناحية الشمالية عبارة عن ممر هابط بطول 25م يؤدي إلى غرفة الدفن ذات السقف الجمالوني، وقد تم غلق هذا الهرم منذ اكتشافه حتى تم فتحه للزائرين، وقام فريق المرممين بوضع سلم خشبي ونظام للإضاءة داخل الهرم.