خديجة حمودة وأ.ش.أ
دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى «G7» إلى ضرورة العمل معا لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه أفريقيا، والحفاظ على الأمن والاستقرار فيها، والنهوض بالقارة ومكافحة الإرهاب.
ودعا الرئيس السيسي خلال كلمته أمام جلسة الشراكة مع أفريقيا في إطار مجموعة السبع في مدينة «بيارتيس» الفرنسية امس إلى الخروج بنتائج ملموسة، تعكس الرؤية المتوافق عليها للشراكة المتجددة بين مجموعة الدول السبع وأفريقيا، وذلك عن طريق اتخاذ خطوات جادة متسقة مع الخطط الوطنية، وأجندة 2063 التي تحمل رؤية القارة لتحقيق تنميتها المستدامة، وعلى نحو يترابط مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، ويبتعد عن أي أطروحات ترتب أعباء إضافية لا طاقة لنا بها، أو تفرض شروطا سياسية.
وأوضح قائلا: «إننا نعلم جميعا جسامة التحديات التي تواجه الدول النامية، ومن ضمنها الدول الأفريقية، في إطار سعيها للارتقاء بمستوى معيشة شعوبها، وتحقيق التنمية المستدامة، وكذلك المعوقات أمام تحقيق تلك الأهداف، والتي تتمثل في الأزمات الدولية والإقليمية القائمة، وتسارع أحداثها وتشابكها، فلا بديل عن تحاورنا المتواصل حولها، وإشراكنا بشكل أكثر في معالجتها، بما يتمشى مع المصالح المشتركة والمتبادلة، وكذا مع قواعد الديموقراطية التي يجب أن تسود وتترسخ في العلاقات الدولية».
وأضاف: «إن الحديث عن النهوض بإفريقيا ينبغي أن يؤسس على إرادة جماعية، تستهدف تسوية أزمات القارة، فضلا عن مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله، لتأثيراته المدمرة على جميع الأصعدة، لاسيما على جهود التنمية، وهو ما يجب أن تتبعه مساءلة حقيقية لداعميه ومموليه، جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وكل ذلك من شأنه أن يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار، وينأى بالشباب عن التطرف والهجرة غير الشرعية، ليتسنى التركيز على وضع آليات فعالة، للقضاء على الفقر وخفض البطالة، ومكافحة الأمراض المتوطنة، والتصدي لظاهرة تغير المناخ».
وأردف بأنه «إذا كانت تلك التحديات تفرض علينا مسئولية التعاون لمواجهتها، فإن دولنا الأفريقية تمتلك، بنفس القدر، فرصا واعدة وإمكانات متنوعة، تؤهلها لتكون شريكا موثوقا للمجتمع الدولي، فلدينا سوقا كبيرا وموارد بشرية غنية، وغيرها من العناصر الجاذبة، لعل أهمها جهود تطوير البنية التحتية الأفريقية، من خلال تنفيذ المشروعات القارية ومشرعات الطاقة بكافة صورها، بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاندماج القاري، وتتلاقى معها مساعي تحرير التجارة البينية، عبر تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، وخطوات تعزيز الدور الاقتصادي للقطاع الخاص».
وأشار الرئيس السيسي إلى إنه في سياق تكامل مقومات التنمية المستدامة، فإن هناك أهمية لمكافحة ظاهرة الفساد على الصعيد الدولي، لما تسببه من استنزاف الموارد وهدر الجهود التنموية، وتأثيرها سلبا على الكفاءة الاقتصادية وبيئة الاستثمار بشكل عام، وهو ما دفع قادة القارة لبذل جهود مكثفة لمواجهة تلك الآفة.