- بوتين: 40٪ حصة مصر من التبادل التجاري بين روسيا وإفريقيا
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي امس أن افريقيا قطعت شوطا طويلا على طريق التكامل والاندماج الإقليمي والقاري بداية من خطة عمل لاجوس للتنمية الاقتصادية عام 1981، مرورا بمعاهدة أبوجا لتأسيس الجامعة الاقتصادية الإفريقية عام 1991 وصولا إلى تدشين اتفاقية التجارة الحرة الافريقية ودخولها حيز النفاذ في 30 مايو 2019.
جاء ذلك في كلمة ألقاها السيسي خلال قمة مصغرة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين ومع رؤساء التجمعات الاقتصادية الافريقية الكبرى بمدينة سوتشي على هامش منتدى (افريقيا - روسيا) الاقتصادي.
وأعرب السيسي عن تقديره للرئيس بوتين ولشعب روسيا الاتحادية الصديق ولسكان مدينة سوتشي على حفاوة الضيافة وحسن التنظيم.. مثمنا الأهمية التي توليها روسيا الاتحادية للتعاون والتفاعل مع التجمعات الاقتصادية الإقليمية الافريقية التي تعد ركائز أساسية لمشروع الاندماج الاقتصادي الهادف إلى إنشاء الجامعة الاقتصادية الافريقية باعتبارها ركيزة محورية لدفع عجلة التنمية والتحديث بقارتنا وفقا لأجندة 2063.
وشدد على أن التجمعات الاقتصادية الإقليمية الثمانية تقوم بدور لا غنى عنه لتغليب أواصر الترابط بين دول القارة مما يجعلها ركائز رئيسية لتعزيز العمل الافريقي المشترك.. قائلا: «إن الجهود المخلصة تتواصل لتنفيذ مشروعات البنية التحتية الافريقية وكذلك مشروعات الربط البري والبحري بين دولنا وترسيخ أواصر التعاون في مختلف المجالات لتحقيق الاستفادة المثلى من الموارد والثروات الكامنة في قارتنا الواعدة تلبية لتطلعات شعوبنا العريقة لغد أفضل».
وقال: «إن النهوض بشبكة البنية التحتية للنقل والانتقال والاتصالات في افريقيا، يعد مسألة حيوية لتحقيق التكامل والنمو المنشودين على المستوى الإقليمي والقاري نظرا لأهمية البنية التحتية في تسيير حركة الأفراد والبضائع والخدمات، فضلا عن تعزيز قنوات التواصل ونقل البيانات والمعلومات، مما سينعكس على خفض تكلفة التجارة والاستثمار، ويوفر بيئة مواتية لتحقيق مستويات أعلى من التكامل الإنتاجي والاقتصادي، ويصب بشكل مباشر في صالح تحقيق أولوياتنا وفي مقدمتها التنمية الاقتصادية والاجتماعية ورفع مستوى معيشة المواطن الأفريقي».
وجدد السيسي تأكيده على ضرورة تكثيف العمل المشترك والتعاون مع شركاء التنمية بهدف حشد الموارد اللازمة لتحقيق أهداف أجندة التنمية الافريقية 2063..موجها الدعوة باسم افريقيا لمؤسسات القطاع الخاص الروسية والعالمية للاستثمار في القارة السمراء.
ودعا مؤسسات التمويل الدولية والإقليمية إلى ضرورة الاضطلاع بدورها في تمويل عمليات التنمية بافريقيا وتوفير السيولة المالية لتعزيز التجارة وزيادة الاستثمارات.. معربا عن تطلعه لأن تتبلور عن المناقشات خلاصات تصب في مصلحة الشعوب الأفريقية وشعب روسيا الصديق وأن تمهد مخرجاتها لتدشين آفاق أرحب من التعاون الروسي الإفريقي.
من جانبه، اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين امس بالتطور الذي تشهده العلاقات الروسية - المصرية، مبينا ان حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 7.7 مليارات دولار العام الماضي.
ونسب موقع الرئاسة الروسية الالكتروني الى بوتين قوله في الاجتماع الذي عقده مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش القمة ان العلاقات الثنائية تتطور باطراد، وان الجانبين بصدد تنفيذ مشاريع ضخمة بما فيها محطة كهروذرية والمنطقة الصناعية في مصر.
وكان بوتين قد ذكر في كلمة القاها امام القمة ان التبادل التجاري بين روسيا والدول الافريقية بلغ العام الماضي 20 مليار دولار وان حصة مصر فيه بلغت 40%، لافتا الى تنامي العلاقات التجارية مع القارة الافريقية.
وذكر ان الصادرات الزراعية الروسية الى افريقيا تجاوزت بحجمها الصادرات العسكرية والاسلحة.
واعرب الرئيس الروسي عن اهتمام بلاده بتطوير التعاون مع الدول الافريقية، لافتا الى وجود آفاق واعدة للاقتصاد الافريقي الذي من المتوقع ان يصل حجمه تسعة تريليونات دولار بحلول عام 2025.
واستذكر في هذا المجال ان بلاده شطبت 20 مليار دولار من الديون المستحقة على الدول الافريقية وانها تعتزم الاستثمار في افريقيا.
من جانبه، قال الرئيس المصري «ان العلاقات المصرية - الروسية تستند الى تاريخ طويل» معربا عن امله أن «تحقق القمة الروسية - الافريقية نتائج محددة لمصلحة الدول المشاركة فيها على اساس المنفعة المشتركة».
وأضاف «ان مصر تنظر الى روسيا بصفتها شريكا اكيدا للقارة الافريقية»، معربا عن امله أن تشارك موسكو في جميع مجالات التعاون مع افريقيا خاصة مشاريع الطاقة.
كما اشاد بالعلاقات الثنائية التي تربط بين البلدين والتي رأى انها تشهد تطورا في مختلف المجالات، مؤكدا ان مصر مهتمة بالإسراع بتنفيذ مشروع المنطقة الصناعية في منطقة قناة السويس.
من جهة اخرى، ابرز الرئيس المصري اهتمام بلاده بتطوير التعاون في المجال العسكري والتكنولوجي، قائلا «ان روسيا تعتبر شريكا تقليديا لمصر في هذا المجال».
ودعا الرئيس المصري الرئيس بوتين لحضور مراسم وضع حجر أساس محطة الضبعة الكهروذرية.