أطلقت الإمارات ومصر خلال زيارة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى أبوظبي، منصة استثمارية مشتركة بقيمة 20 مليار دولار، وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة على حسابه في تويتر «أطلقت مع أخي الرئيس عبدالفتاح السيسي منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بين الإمارات ومصر بقيمة 20 مليار دولار لتنفيذ مشاريع حيوية في مجالات لها جدواها الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة لبلدينا وشعبينا الشقيقين».
وقالت الإمارات إن المنصة المشتركة مع مصر تهدف إلى تأسيس «مشاريع استثمارية استراتيجية مشتركة أو صناديق متخصصة أو أدوات استثمارية للاستثمار في عدة قطاعات أبرزها الصناعات التحويلية والطاقة التقليدية والمتجددة والتكنولوجيا والأغذية»، كما ستشمل «العقارات والسياحة والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والخدمات المالية والبنية التحتية وغيرها»، وفقا لبيان رسمي.
وقد قام الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمنح الرئيس السيسي «وسام زايد»، الذي يعد أرفع وسام تمنحه دولة الإمارات لملوك ورؤساء وقادة الدول، وذلك تقديرا للعلاقات التاريخية والوطيدة التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتثمينا لدور الرئيس السيسي في دعم وترسيخ تلك العلاقات على جميع الأصعدة.
في السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية السفير بسام راضي أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومصر تؤسسان منصة استثمارية استراتيجية مشتركة بقيمة 20 مليار دولار للاستثمار المشترك في مجموعة متنوعة من القطاعات والمجالات والأصول وذلك عبر شركة أبوظبي التنموية القابضة وصندوق مصر السيادي.
وأوضح راضي أن هذه الشراكة تهدف لتأسيس مشاريع استثمارية استراتيجية مشتركة أو صناديق متخصصة أو أدوات استثمارية للاستثمار في عدة قطاعات أبرزها الصناعات التحويلية والطاقة التقليدية والمتجددة والتكنولوجيا والأغذية والعقارات والسياحة، والرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والخدمات المالية والبنية التحتية وغيرها.
وقال ان الرئيس السيسي وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عقدا جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، حيث أعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد عن ترحيب الإمارات العربية المتحدة قيادة وشعبا بزيارة الرئيس السيسي، مؤكدا ما تتسم به العلاقات المصرية- الإماراتية من تميز وخصوصية، ومشيدا في هذا الإطار بدور مصر المحوري في المنطقة العربية، وأنها لا تدخر وسعا لمساندة ودعم الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص، وستظل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الوطن العربي.
كما أعرب ولي عهد أبوظبي عن تقديره لدعم مصر للإمارات في مختلف القضايا، ولإسهامات أبنائها في العديد من القطاعات ودورهم في تحقيق التنمية بالإمارات، مؤكدا فخامته حرص الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع مصر على جميع المستويات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أعرب عن تقديره لولي عهد أبوظبي على حفاوة الاستقبال، مؤكدا ما يجمع الشعبين المصري والإماراتي من روابط أخوة ومودة وتاريخ مشترك ومصير واحد، معربا عن تطلع مصر لتعزيز علاقات التعاون الثنائي مع الإمارات في جميع المجالات.
كما شدد الرئيس على أهمية مواصلة العمل على وحدة الصف العربي وتضامنه لمواجهة التحديات التي تواجه المنطقة العربية، والتصدي لمحاولات التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، مؤكدا عدم سماح مصر بالمساس بأمن واستقرار أشقائها في دول الخليج، وأن أمن الخليج يعد جزءا لا يتجزأ من أمن مصر.
وذكر المتحدث الرسمي أن المباحثات تطرقت إلى سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على جميع الأصعدة، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت رؤى الجانبين بشأن ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب وأهمية تضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات التي تشهدها بعض دول المنطقة، بما يحافظ على وحدة أراضي تلك الدول ويصون مقدرات شعوبها.