بحث الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس بمقر إقامته في برلين مع وفد من الاتحاد الفيدرالي الألماني للصناعات الأمنية والدفاعية آفاق تنويع مجالات التعاون العسكري بين الجانبين بما في ذلك تدشين مشروعات تصنيع مشترك في مصر خاصة في ضوء القدرات المتاحة والإمكانات الواعدة في هذا الإطار لكل من وزارة الإنتاج الحربي والهيئة العربية للتصنيع.
وأشاد الرئيس السيسي، خلال اللقاء الذي حضره محمد العصار وزير الإنتاج الحربي والفريق عبدالمنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، بالتطور الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا خلال الأعوام الأخيرة، مؤكدا اهتمام مصر بمزيد من تعميق آفاق التعاون في مختلف المجالات على نحو يواكب الشراكة المتنامية بين الجانبين ولاستثمار الفرص المتاحة لتحقيق المصلحة المشتركة بما في ذلك التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية في ظل ما تتمتع الشركات الألمانية في هذا المجال من خبرات عريقة.
وشدد الرئيس في هذا السياق على ضرورة الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة من جراء انتشار الإرهاب والتنظيمات المسلحة وما تمثله من خطورة حالية ومستقبلية على أمن المنطقة لسعيها للنيل من المؤسسات الوطنية للدول ولنشر العنف والفوضى، الأمر الذي يتطلب بالمقابل أعلى درجات الجاهزية من حيث استخدام أحدث النظم التكنولوجية في مجال التجهيزات الأمنية والدفاعية وما يتطلبه ذلك من تعاون مشترك وتبادل خبرات وبرامج تدريب، وهو نهج استراتيجي تلتزم به مصر للحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها وحدودها ومقدرات شعبها، وهو ما ينعكس على استقرار وأمن المنطقة بأسرها بما فيها حوض المتوسط والشرق الأوسط.
وأوضح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي أن أعضاء الوفد الصناعي الألماني أكدوا أهمية دور مصر في تدعيم أسس الاستقرار والأمن في المنطقة فضلا عن دورها البارز في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب مع الإعراب في هذا الصدد عن الاعتزاز بمسيرة التعاون مع مصر في مجال الصناعات الأمنية والدفاعية، والحرص على استمرار التعاون المشترك والارتقاء به، بهدف تزويد مصر باحتياجاتها اللازمة لتعزيز قدراتها الدفاعية وتحديثها وتطويرها.
إلى ذلك، أكد الرئيس سعي مصر لتطوير نشاطها في مجال صناعة السيارات وما يتضمنه ذلك المجال من آفاق مستقبلية واعدة وذلك في ضوء ما يتمتع به السوق المصري من عوامل لجذب الاستثمارات الأجنبية، بما في ذلك توافر الإطار التشريعي المحفز للاستثمارات والبنية الأساسية الجديدة والمتطورة والعمالة الفنية المدربة ومنخفضة التكاليف.
جاء ذلك خلال استقبال الرئيس السيسي بمقر إقامته ببرلين إيكارت فون كلايدن نائب رئيس شركة «مرسيدس بنز» الألمانية لصناعة السيارات بحضور الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي.. حسبما صرح المتحدث باسم رئاسة الجمهورية السفير بسام راضي.
وأشار السيسي في هذا الصدد إلى انفتاح مصر للتعاون مع شركة «مرسيدس بنز»، خاصة في ظل الخبرة العريضة للشركة الألمانية في هذا المجال فضلا عن أن مصر تعد من أكبر الأسواق في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا مع إمكانية النفاذ لأهم الأسواق الخارجية من خلال الاتفاقيات التجارية التي ترتبط بها مصر مع العديد من الدول والتكتلات الاقتصادية الإقليمية، وهي العوامل التي أدت إلى جذب اهتمام العديد من كبريات الشركات في العالم للعمل في مصر، ولذلك فإن شركة مرسيدس العالمية لها فرصة ضخمة لتنمية مشروعاتها وتعاونها المشترك في مصر.