خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي امس أن افريقيا تحتاج إلى مقاربة شاملة في معالجة التحديات التي تواجه القارة الافريقية والتي بدورها تكون مبنية على التنمية المستدامة في القارة.
وقال الرئيس السيسي، خلال مداخلته في الجلسة الافتتاحية بعنوان «افريقيا التي نريدها.. استدامة الأمن والسلام والأمن والتنمية»، إنه فيما يخص ما تم الحديث عنه.. التحديات التي تواجه افريقيا، أؤكد أنه على الرغم من كل التحديات الموجودة ورغم كل الصعوبات التي تواجه القارة، أرى أن هناك أملا وتفاؤلا بالمستقبل، ولكن أرى أن التحرك الذي تحركته القارة الأفريقية خلال السنوات القليلة الماضية هو تحرك إيجابي جدا ويدعو الى التفاؤل وحجم النمو الذي تحقق في كثير من دول القارة يؤكد هذا المعنى.
وتابع السيسي قائلا: صحيح نحتاج إلى مقاربة شاملة في معالجة التحديات التي تواجه القارة مبنية على التنمية المستدامة في القارة بالكامل سواء أكان على مستوى الاتحاد الأفريقي أو على مستوى الدول.
وأكد أن تحقيق هدف التنمية المستدامة يحقق الاستقرار والأمن ويحقق تطلعات الشعوب الافريقية في مستقبل أفضل، واستطرد قائلا: اسمحوا لي في هذه النقطة أن أتحدث باختصار عن تجربتنا في مصر لأنني أتصور أن ما يحدث أو ما حدث لنا في مصر هو صورة مصغرة للواقع الافريقي الذي نعيشه.. في عام 2013 كانت الدولة المصرية تواجه تحديات كثيرة جدا جدا بما فيها الإرهاب وأحداث تنذر بحدوث حرب أهلية وغيرها وكان أمامنا خيارات هل سنواجه الإرهاب ونتوقف عن التنمية أم نعمل التنمية ونتخلى عن مواجهة الإرهاب، ولكننا تحركنا في المسارين، ولذلك نحن في أفريقيا علينا التحرك في التنمية المستدامة وتعزيز منظومة السلم والأمن الافريقية.
وتابع قائلا: عندما نتحدث عن تحقيق التنمية المستدامة فإن ذلك يتطلب بالضرورة إنشاء بنية أساسية قارية أو على الأقل على مستوى الأقاليم الجغرافية الأفريقية.
وقال الرئيس: نحن ليس لنا مستقبل وأمل بالقارة الافريقية إلا بإقامة بنية أساسية متطورة تربط بين دول القارة سواء بالطرق البرية أو بالسكة الحديد أو بشبكات الربط الكهربائي، مضيفا أنه إذا كان اليوم في آسيا الكيلوواط أقل من نصف الثمن لدينا في القارة، فذلك نتيجة لاستفادتهم من قدرات النقل المتاحة فيما بينهم.
وأضاف الرئيس السيسي: ان مصر لديها أكثر من 20% احتياطي من الطاقة الكهربائية متاح يمكن نقله لاشقائنا في أفريقيا إذا توافرت شبكة ربط كهربائي بيننا في افريقيا، وهو ما كان سيؤدي إلى إمكانية وصول الكهرباء للدول الافريقية بتكلفة أقل.
وتابع: على سبيل المثال لو كانت هناك بنية أساسية مشتركة مباشرة بين مصر وتشاد لكان من السهل أن تحصل مصر على كل المنتجات التشادية وهو ما يحقق الفائدة المشتركة للبلدين، مضيفا أن اتفاقية التجارة الحرة القارية ودخولها حيز النفاذ يعد أمرا جيدا في هذا السياق ولكن إذا أردنا تنمية مستدامة قارية فليس امامنا غير استكمال البنية الأساسية القارية.
وأوضح السيسي: ان مصر كانت نموذجا مصغرا لما يحدث في افريقيا، فقد تحركنا لتطوير وتأهيل البنية الاساسية في مصر بشكل ضخم ما أدى إلي خلق فرص عمل كبيرة لمواطنينا وتكثيف الجهود حتى تصبح الدول المصرية قادرة على الاستفادة الكاملة وتحقيق من مواردها وإمكاناتها قيمة مضافة في مختلف المجالات ونسعى إلى تحقيقه في الدول الافريقية.
وأضاف الرئيس: ان تجربتنا في تعاملنا مع التحديات الموجودة في مصر ويوجد مثيل لها في القارة الافريقية تؤكد أنه ليس لنا مسار غير التنمية المستدامة وتعزيز منظومة السلم والأمن.
ومضى الرئيس السيسي يقول: إذا كانت دول الساحل في افريقيا تتحدث عما يمثله الإرهاب من تحد كبير، فإن هذا التحدي مازال قائما في مصر ولكننا واجهنا الارهاب جنبا إلى جنب، وذلك بالتوازي مع خطة طموحة لصالح التنمية المستدامة في مصر.
واضاف الرئيس أن الارهاب سواء في مصر او دول الساحل والصحراء او اي منطقة أخرى في القارة او خارجها يتطلب منا العمل الجماعي، مؤكدا استعداد مصر للعمل مع الاشقاء والتعاون ما أمكن بالقدرات الاقتصادية المتاحة لدينا لنقدم من التدريب ونقل الخبرات وبعض المعدات والذخائر والاسلحة المتاحة لاشقائنا في دول الساحل والصحراء لمساعدتهم.
وقال الرئيس السيسي: لن نستطيع أن نواجه الإرهاب إلا بعمل جماعي بحيث لا يقتصر الامر على الدولة التي تواجه تحدي الإرهاب بل يجب ان تتم هذه المواجهة من جانب الدول الأفريقية بل والعالم اجمع.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة أن يتم التعامل بحسم مع الدول التي تقوم بدعم ورعاية الإرهاب ولا ننظر للامر بنظرة ضيقة تحقق مصالح هذه الدول بشكل أو بآخر.
وأضاف الرئيس: لابد ان يكون لنا رد جماعي في مواجهة الإرهاب وموقف حاسم مع الدول الداعمة لهذا الإرهاب لانه لم يكن بمقدور الجماعات الإرهابية مواصلة أنشطتها الإرهابية الا إذا كانت تلقى دعما ضخما ماديا وعسكريا ومعنويا.
وأضاف: اننا في القارة الافريقية نتحرك في هذا الإطار لمواجهة الإرهاب للسعي لتحقيق التنمية المستدامة، مشيرا إلى اننا نستفيد في هذا الخصوص مما لدينا من مجلس السلم والأمن الأفريقي والقوة الافريقية الجاهزة ولجنة أركان الحرب وآلية الانذار المبكر والسياسة الإطارية لاعادة الإعمار والتنمية ولدينا صندوق السلام ولدينا لجنة الحكماء «احنا متحركين في هذا الإطار ان احنا بنقول لابد أن نعزز من قدرة القوة الأفريقية الجاهزة حتى على مستوى الأقاليم الجغرافية حتى تستطيع أن تقوم بمساهمات لصالح إقرار السلام والمساعدة في مواجهة التحديات الأمنية التي تجابه القارة.. نحن في مصر خلال هذا الشهر سيتم عقد مؤتمر بواسطة اللجنة الوزارية للأمن والدفاع علشان تنظر في التوجيهات الاسترشادية التي تحكم عمل هذه القوة».
وتابع الرئيس السيسي: اللي أنا عاوز أقوله حتى لا أطيل عليكم.. نحن لدينا القدرات التي نستطيع معا أن نجابه بها تحدياتنا.. أنا عاوز أقول كان عندنا في مصر تحدي كبير.. ومش بقول الكلمة دي معناها اننا نتخلى عن بعضنا البعض.. لكن كنا لوحدنا.. مصر كانت لوحدها.. ومازالت تقاتل بالنيابة عن العالم كله في مكافحة الإرهاب، فالارهاب مش بس في سيناء زي ما الناس كانت متصورة.. ولكن أيضا في حدودنا الغربية على مواجهة ليبيا.. اللي احنا أول ما تضرر من الموقف اللي حدث في ليبيا.. واللي احنا بندعو وبنتحرك علشان سرعة انهاء هذه الأزمة التي تؤثر على أمننا واستقرارنا جميعا.
وقال الرئيس السيسي: ولكن اللي أنا عاوز أقوله في هذا الأمر نستطيع معا مرة تانية ان احنا نواجه هذا التحدي.. تحدي الإرهاب.. واللي هو الحقيقة بيؤثر على قدراتنا الاقتصادية وبالتالي قدرتنا على التنمية وتحقيق آمال شعوبنا بيتأثر بيها.. لكن ليس لدينا خيار غير اننا احنا نتحرك مع بعضنا البعض.. وكل الدول التي لديها هذا التحدي.. انا بقولكم.. وبعلن هنا قدام الجميع ان مصر مستعدة انها تساهم ما أمكن في دعم هذه الدول في مواجهة هذا الإرهاب.. في كلام بيتم دلوقتي وتحدثت فيه مع قادة الدول اللي موجودة معانا النهاردة في هذا الأمر لن نتحدث فيه علانية حتى يتم بلورته بشكل قوي.. ولكن عاوز اقول ان احنا قادرين على مواجهة هذا الأمر وأن ننجح فيه.
وأضاف الرئيس السيسي: المسألة الليبية في القريب ان شاء الله خلال الشهور القليلة القادمة نكون أوجدنا حلا.. حل شامل.. وهذا الحل حل سياسي بالطبع علشان بؤرة الإرهاب اللي بيتم دفع المقاتلين والذخائر والاسلحة من خلالها إلى دول الجوار بما فيهم مصر تنتهي بشكل كبير.