خديجة حمودة
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن المرأة المصرية تحركت بقوة في 2013 لحماية وطنها والأجيال القادمة والحفاظ على الهوية المصرية.
وقال الرئيس السيسي ـ خلال جلسة «تعزيز دور المرأة الأفريقية لتحقيق السلام والأمن والتنمية»، امس، ضمن فعاليات اليوم الثاني من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين في أسوان- إنه خلال العشرة أعوام الماضية مرت مصر بأحداث كثيرة جدا، لافتا إلى أن المرأة المصرية تصدت بقوة في 2013 من أجل الحفاظ على الهوية المصرية وتحركت في مواجهة ظروف شديدة القسوة والصعوبة، وقالت لا يمكن أن تستمر الظروف بهذا الشكل ولابد من تغيير الواقع في مصر في ذلك التوقيت.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي - خلال مداخلة بجلسة تعزيز دور المرأة الأفريقية في تحقيق السلم والأمن والتنمية ـ «أحب أن أوجه لكم جميعا كل التقدير والاحترام على المساهمات التي تناولتم بها هذا الموضوع المهم، وأنا لن أتحدث بنفس الأسلوب الذي تحدثتم به.. ولكن سأتحدث عن تجربتي الشخصية.. تجربة إنسان مصري مع عظيمات مصر، وهن جزء من عظيمات أفريقيا والعالم».
وأشار الرئيس السيسي إلى أن حديثه عن تجربته في هذا الشأن لا يعد انحيازا أو حديثا سياسيا، مضيفا: «لكن هذه تجربتي وأنقلها لكم وأريد من الجميع أن يستمع لها سواء في القاعة أو في مصر أو في أفريقيا»، مشددا على أن: «الإرادة السياسية لا يمكن أبدا أن تأتي إلا عن قناعة.. قناعة حقيقية.. تتحول إلى إرادة وهذه الإرادة تترجم إلى أفعال».
وأشاد الرئيس السيسي بدور المصرية خلال العشر سنوات الأخيرة، وتابع قائلا: «قصتنا في مصر عظيمة جدا.. خلال العشر سنوات الماضية، مرت مصر بأحداث كثيرة جدا، منها أن المرأة المصرية تصدت بقوة في 2013 من أجل الحفاظ على الهوية المصرية»، موضحا أن المرأة المصرية لم يتم استدعاؤها للقيام بهذا الدور، قائلا: «بل هي من استدعت نفسها لحماية وطنها وكل الأجيال القادمة».
وقال الرئيس «المرأة المصرية خرجت وتحركت في مواجهة ظروف شديدة القسوة والصعوبة، وقالت (لن نستطيع أن نسمح بالاستمرار بهذا الشكل ولابد من تغيير الواقع الذي تواجهه مصر خلال هذه الفترة)».
وتابع الرئيس قائلا: «رغم إجراء انتخابات ووصول القيادة في ذلك الوقت إلى السلطة عن طريق الانتخابات، ولكن عندما تكشف لهن الأمر بأن هذا التوجه سيؤدي إلى ضياع الدولة المصرية، تقدمت المرأة وخرجت بالملايين في مصر.. شاهدنا خروج المرأة في ذلك الوقت ولكن العالم لم ير ذلك، ثم حدث تغيير في 30 يونيو 2013 وخرج أكثر من 30 مليونا من الشعب المصري».
واضاف: «عندما أتحدث عن دور المرأة في مصر أتحدث عنه بكل تقدير واحترام واعتزاز شديد»، مشيرا إلى أن التغيير قد حدث عندما وجد الجيش أنها إرادة مصرية للتغيير، وليست إرادة أخرى غير إرادة الشعب.
وتساءل الرئيس: «ألم يلحظ أحد أن المرأة استدعت نفسها؟»، ومضى قائلا «يوم 24 يوليو 2013، كانت الأوضاع في مصر مضطربة جدا وبدأ الخروج من جانب بعض العناصر يعطي انطباعا أن الواقع الموجود في مصر الذي حدث في 3 يوليو كان تغييرا بالقوة، طلبت من الشعب المصري النزول إلى الشوارع يوم 24 يوليو لإعطائي تفويضا لمكافحة الإرهاب والعنف المحتمل».
وتابع قائلا: «خرجت المرأة المصرية ومعها أولادها في شهر رمضان، وتجمع أكثر من 35 مليون مصري وأعطوني تفويضا بأن أكمل، لنتصدى معا لمواجهة أي عنف أو إرهاب».
وقال الرئيس «انتبهت إلى مسألة مهمة ربما لم ينتبه إليها الكثيرون، وهي تتعلق بالدور والقدرة والجدية والمسؤولية التي من الممكن أن تقوم بها المرأة في بلدنا وأفريقيا، نحن في أفريقيا ومصر لم نكن بنفس الغنى المتواجد في الدول المتقدمة في أوروبا وأميركا وكندا، فظروفنا أصعب بكثير ولذلك دور المرأة في بلادنا أكثر قسوة وصعوبة بكثير من الدور في هذه الدول لأنها تقوم بدور كبير جدا في حماية الأسرة ورعايتها».
وأضاف الرئيس السيسي: «بعد ذلك ظهر الإرهاب.. ما يعني تقديم شهداء وضحايا ومصابين سواء كان الشهيد زوجا أو أخا أو ابنا للمرأة المصرية، خلال الخمس سنوات الماضية في جميع مناسبات تكريم أسر الشهداء لم تتقدم سيدة واحدة منهن بكلمة تشتكي فيها أو تتألم مما قدمت، بل قالت إنها قدمت ابنها ومستعدة أن تقدم الآخر حماية لمصر.. انتبهت إلى ذلك وقلت لابد أن ننتبه كمصريين لإعطاء سيدات مصر العظيمات المكانة التي يستحقننها والتي أخذنها بجدارة».
وتطرق الرئيس السيسي للحديث عن دور المرأة المصرية في الإصلاح الاقتصادي قائلا: «عند إجراء الإصلاح الاقتصادي في مصر، كان أصعب وأقسى برنامج إصلاح اقتصادي على الإطلاق، انتبهت وناديت على المرأة المصرية وطلبت منها المساعدة وبالفعل ساعدتني وتم تمرير أصعب برنامج إصلاح اقتصادي على الإطلاق في مصر».
وتابع: «السيدة المصرية هي التي نظمت حياتها وواجهت قسوة الظروف الاقتصادية.. وهذه هي تجربتي وقناعاتي عن سيدات مصر».
ووجه الرئيس حديثه لسيدات مصر العظيمات قائلا: «أقول لكن لسنا نحن من نعطيكن مكانتكن.. بل أنتن تتقدمن الصفوف وتأخذن المكان والمكانة التي تستحقننها، وهذا الكلام قد يؤلم أو قد يرفضه بعض الرجال، ولكن لو راعينا الإنصاف في نفوسنا وعقولنا وإحساسنا.. والحقيقة أنه لولا المرأة في العالم ما وجدت الإنسانية.. كل الإنسانية.. وهذه حقيقة أرجو أن نقولها لبعضنا البعض».
وتابع الرئيس: «من خلال تجربتنا في مصر فإنه في كل مرة يتم تعيين مسؤولة في الحكومة أو المحافظة أو أي مهمة، تكون المرأة هي الأكثر مسؤولية والأكثر كفاءة وانتظاما وهي الأقل فسادا.. إن لم تكن غير فاسدة على الإطلاق».
ووجه الرئيس حديثه إلى الحضور قائلا: «أقول هذا الكلام لأنها فرصة لكم لكي تروا تجربة عملية حقيقية عشناها في مصر وأقولها وأقدمها للناس لكي يستفيدوا منها ولا يفقدوا الفرصة، ألا وهي فرصة مشاركة المرأة وتقدمها إلى جانب الرجل.. فرصة وليس أي شيء آخر، أعطوا لبلادكم الفرصة».
واستطرد قائلا: «يتبقى شيء، الدكتورة مايا مرسي رئيسة المجلس القومي للمرأة تحدثت عن الوزراء والنواب والمحافظين، ويوجد أمر أحب أن أقوله، أنا لم أجعل الموضوع مقتصرا على مصر فقط، لأننا نسعى في أفريقيا من خلال أجندة 2063 لكي يكون هذا واقعا داخل أفريقيا لصالح المرأة الأفريقية والتي تستحق كذلك ما أقوله».
وتابع الرئيس: «لكن حاليا في مصر يوجد نقاش، والمرأة المصرية قامت بوقفة لأن هناك نقاشا الآن حول قانون الأحوال الشخصية، وتتم مناقشته في مصر، وهن متحسبات إن الأمر قد لا يحقق التوازن والإنصاف والأمان لهن، أستغل هذه الفرصة وأقول (لن أوقع على قانون لا ينصف المرأة المصرية بالحق).. أعلم أن البرلمان ونوابه حريصون جدا على المناقشة المتوازنة والمعتدلة في هذا القانون الذي نتحدث عنه».
وقال الرئيس موجها حديثه للرجال: «كونوا بحق رجال مروءة وشهامة واعتدال وتوازن.. انحنوا احتراما وتقديرا للمرأة، أنا أقول لكم كلمة التطرف والإرهاب جعل الناس كلها ترى الدين الذي نؤمن به بخوف رغم أن الأديان كلها آتية من مصدر واحد».
وأضاف الرئيس قائلا: «ربنا سبحانه وتعالى، والرسول الكريم يقول قبل وفاته وصيتين واحدة منهما تتعلق بالعبادة والثانية تتعلق بالحياة، التي تتعلق بالحياة قال فيها «استوصوا بالنساء خيرا»، عايزين نشوف هنعمل إيه خير عشان ننفذ هذه الوصية التي هي إكرام المرأة.. احترام المرأة، لما نيجي النهاردة نتكلم أن فيه «دواعش او بوكو حرام» ويجي يسيء للمرأة، مش عايز أقول التعبير الصعب الآخر يسيء للمرأة ويؤذيها، والله ده لا دين ولا رجولة».
واختتم الرئيس كلمته قائلا: «أنا من هنا بقول لكل السيدات في مصر وفي أفريقيا وفي العالم كل الاحترام وكل التقدير وكل الاعتزاز لكن، وتقدمن وخذن مكانكن الذي تستحقننه.. شكرا جزيلا».