بيروت ـ عمر حبنجر
استشعر رئيس مجلس النواب نبيه بري اتجاهات لترحيل تشكيل الحكومة الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، ومن هنا كان تحذيره من تداعيات ذلك، مستبعدا أي مبرر لهذا التأجيل في ضوء ما وصل إليه من مشاورات الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، معطوفة على قناعته بأن نتائج هذه الانتخابات لن تقدم أو تؤخر، بخلاف ما هو معروف عن الرؤية الإيرانية لهذه الانتخابات، والتي يعكسها حزب الله عادة.
ونقل زوار بري عنه أن لبنان أمام مرحلة حاسمة هذا الأسبوع، ربما بسبب الجولة الثانية من مفاوضات ترسيم الحدود التي أرجئت أمس الى الغد، بطلب من الوسيط الأميركي، أو بسبب وصول وفد روسي غدا الأربعاء أيضا، كان يفترض أن يكون وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف على رأسه، قبل أن يحل محله مسؤول آخر.
من جهته، يبدو الرئيس المكلف سعد الحريري مرتاحا لمسار عملية التأليف وتشاوره الدائم مع الرئيس ميشال عون، وقد أشار امام مهنئيه في بيت الوسط الى انه اذا كانت نوايا الأطراف صافية حقا، كما يبدو في العلن، فإنه بالإمكان الانتهاء من تشكيل الحكومة خلال أسبوع.
ونقلت صحيفة «الجمهورية» عن الحريري قوله ان كل شيء يمكن ان يخضع للنقاش والتفاهم، لكن المهم ان تبقى المبادرة الفرنسية المحور والأساس، مشددا على ان عامل الاختصاص لا يكفي عند اختيار الوزراء، بل المطلوب توافر الخبرة أيضا الى جانب الاختصاص، لأن الشهادات وحدها ليست معيارا للكفاءة ما لم تكن مرفقة بالتجربة، والحكومة الأخيرة هي أكبر دليل على ذلك.
الحريري أكد ردا على سؤال ان الاعتذار عن عدم متابعة تأليف الحكومة ليس واردا لديه، وأضاف: من المعروف ان نصفي عراقي، لأن والدتي عراقية الأصل، وبالتالي فأنا عنيد عند الضرورة.
ويعتمد الحريري «المرونة» بالتشدد في عملية تأليف الحكومة من اختصاصيين غير حزبيين، مهمتها انجاز بنود الورقة الإصلاحية الفرنسية.
وتتداول بعض الصحف أرقاما متفاوتة حول حجم الحكومة، بعضها من 18 وزيرا والبعض الآخر من 20، دون إشارة الى مستوى نكهتها السياسية، ولا الى العقد المستجدة، وأبرزها عودة الرئيس ميشال عون الى الإصرار على المداورة الشاملة في الوزارات، ودون استثناء وزارة المال، التي وعد الحريري بإبقائها هذه المرة من حصة الثنائي الشيعي.
وفيما لا يرى قريبون من اجواء حزب الله مبررا لاستعجال تأليف الحكومة قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، تؤكد المصادر المتابعة لـ «الأنباء» ان ثمة ضغوطا أميركية واقليمية معينة تمارس لإنجاز الحكومة في أسرع وقت.
واستبعدت المصادر قيام بعض الجهات الحزبية بعرقلة البيان الوزاري للحكومة حتى ولو تظاهرت بالإصرار على نقاط معينة، لأن الحريري كان واضحا عندما قال ان الورقة الإصلاحية الفرنسية، ستكون «البيان الوزاري لحكومة المهمة» المفترض انجازها في غضون 6 أشهر.
لكن النائب بيار بوعاصي، عضو كتلة «الجمهورية القوية»، يرى انه سيتم تشكيل حكومة «تانغو» سياسية، بمعنى خطوة الى الأمام واثنتان الى الوراء.
في غضون ذلك، توقعت مصادر مطلعة في بيروت حصول توترات أمنية على الحدود الجنوبية عشية الانتخابات الرئاسية الأميركية، كدعم من نتنياهو لترامب في معركته الانتخابية، وان التدريبات العسكرية الاسرائيلية الحاصلة جزأ من هذا التصعيد.
وتستأنف مفاوضات ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل في مقر الأمم المتحدة في الناقورة غدا حال عودة الوسيط الأميركي.
من جهتها، قالت رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز «ان حل مشكلات لبنان المستعصية مرتبط بترسيم الحدود، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وعودتهم».
وأضافت، في حديث لقناة «الجديد»: «بعدئذ أنا لا أمانع بإقامة الدولة اللبنانية السلام مع اسرائيل، لكن بعد الترسيم وضمان الموارد واستعادة مزارع شبعا أيضا»، وقالت كبرى بنات الرئيس ميشال عون «ليس لدينا خلاف عقائدي مع أحد، الخلاف سياسي».