بيروت - زينة طبارة
رأى مؤسس حركة الأطباء الثوريين «القمصان البيض» د.جورج غانم، ان ثورة 17 أكتوبر تراجعت نتيجة اليأس والإحباط الذي امتلك قلوب الثوار بسبب القمع الدموي والعنف والتنكيل الذي مارسته بحقهم السلطة الحاكمة، معتبرا في المقابل ان القوى السياسية التي حكمت وتتحكم برقاب اللبنانيين تتخبط فيما بينها بسبب الخلاف على الحصص والمغانم، وعلى ما تبقى من الاحتياط الإلزامي، فما عادت تميز بين موقعها المتسلط ومواقع الشعب المقهور والغاضب منها، فانتقلت الى مواجهة نفسها بنفسها، وذلك عبر مشاركة تيار العهد «الوطني الحر»، في تظاهرة الاتحاد العمالي العام، احتجاجا على ما اقترفه العهد وأعوانه من فساد وإفساد، ومن جرائم اقتصادية ومالية واجتماعية.
ولفت غانم في تصريح لـ «الأنباء»، الى ان الوجه الآخر لمشاركة تيار العهد بالمظاهرات هو محاولة لتثبيت موقف ضد الرئيسين سعد الحريري ونبيه بري، الأمر الذي أرجع اللبنانيين الى زمن الحرب الأهلية التي مقتها ويرفضها الشعب اللبناني الموجوع والجائع، مشيرا الى ان حقوق المسيحيين التي يرفع شعارها جبران باسيل لا تتأمن لا بالتقنيص السياسي على الطائفة السنية الكريمة ولا بحرب البيانات ضد الرئيس بري، المسيحيون في لبنان يرفضون الدفاع عنهم بهذه الغوغائية المقيتة، فحقوقهم مؤمنة ومحمية، وقد سبق للبابا الراحل يوحنا بولس الثاني أن أكد عليها من خلال وصفه لبنان بـ «الرسالة» الفريدة من نوعها في الشرق والغرب على حد سواء.
وأردف: المسيحيون في لبنان ضد ما يسمى بـ «تحالف الأقليات» في المنطقة، الذي هو في حقيقة الأمر «تحالف الديكتاتوريات»، ويشكل فيه حزب الله رأس حربة في مواجهة الاعتدال السني، فالمسيحيون يطمحون الى بناء بلد حضاري منفتح على الشرق والغرب، وقائم فقط على الهوية الوطنية الجامعة لكل الطوائف والمذاهب المتساوية في الحقوق والواجبات، فكفى شعارات رنانة، ومسارات عمياء، وسياسات تدميرية، وكفى استلحاقات عسكرية بالمشروع الإيراني في المنطقة العربية.
وردا على سؤال، أكد غانم أنه أمام مشهدية الانهيار الشامل للدولة أحسن وأفضل وأجمل قرار يتخذه العهد هو تقديم استقالته ورحيله قبل ان يصبح لبنان أرضا محروقة غير قابلة للحياة، وذلك لاعتباره أن المسار الراهن للعهد سيدخل لبنان في فم التنين وبالتالي في نفق من الظلمة، حيث الفوضى العارمة التي لن تتمكن أي مؤسسة عسكرية او امنية من ضبطها ولجم مفاعيلها، لكن للأسف الشديد لا نرى قدرة لدى العهد سوى التمسك الحديدي بالحكم على قاعدة «انا أو لا أحد»، ولبنان لن يكون في ظل الطموحات «الباسيلية» على موعد لا مع الانتخابات النيابية ولا الرئاسية ولا حتى البلدية، فبفضله وهمة سنده الى سيناريو 1988 1990 در.
وختم غانم مؤكدا أن الطبقة السياسية الراهنة غير مؤهلة لاخراج البلد من جهنم، «نفس اللاعبين ما بيربحوا مباراة»، والمطلوب بالتالي حكم وحكومة من خارج منظومة الفساد والنهب والتجويع والتهجير، منظومة الفشل والانهيار الاقتصادي والصحي والتربوي والاجتماعي، مطالبا الأمم المتحدة بوضع يدها على الملف اللبناني، وتحييده عن الصراعات الإقليمية والدولية وفرض انتخابات نيابية ورئاسية حتى وان كان تحت الفصل السابع، ولا يهددنا السيد نصرالله بالحرب الأهلية، لأن الشعب اللبناني، على اختلاف طوائفه ومذاهبه وتوزيعاته المناطقية، ما عاد تنطلي عليه سياسة التهويل والتضليل والتخوين.