بيروت - خلدون قواص
أكد مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان أمام وفد من تكتل «الجمهورية القوية» المرسل من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع موقفه الثابت والحازم في جريمة تفجير مرفأ بيروت، برفع الحصانات عن الجميع دون استثناء وعدم إدخال هذا الملف في الاستنسابية والانتقائية وملاحقة المسؤولين أيا كانت مواقعهم من خلال الآليات الدستورية والقانونية المعتمدة عبر «المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء» المنصوص عليه في الدستور اللبناني.
وأسف المفتي دريان لعدم الاستجابة للنداءات المتكررة والمتعددة من دار الفتوى ورؤساء الحكومات السابقين والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى وغيرهم من المسؤولين لإحالة هذه القضية والمأساة الإنسانية الى التحقيق الدولي للخروج من هذا المأزق وتحقيق العدالة وإنصاف المظلومين.
وبعد اللقاء، قال الوزير السابق غسان حاصباني باسم الوفد: نقلنا باسم د.سمير جعجع التحية والتقدير لحكمة سماحته ودوره الوطني في كل الظروف، خاصة في هذه الظروف الدقيقة التي يمر بها لبنان اليوم.
وتعودنا دائما أن تكون المواقف الصادرة عن سماحته نابعة من منطلق الوحدة الوطنية ومبنية على الحكمة والفضيلة.
وأكدنا أن جريمة المرفأ على حجمها ووقعها والضرر التي ألحقته ببيروت ولبنان طال كل اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية وتوزع الشهداء والمتضررين على كافة الطوائف ولم يوفر الموت أحدا أو يحيده لا بناء على طائفته ولا انتمائه.
كذلك المسؤولية والتواطؤ والتقصير ليست محصورة بفئة، والعدالة لا تخضع للتوزيع الطائفي ومن هو بريء تثبت براءته في القضاء، ومن هو مذنب يحاسب بحجم ذنبه بغض النظر عن طائفته أو انتمائه أو موقعه، فلا أحد فوق العدالة.
وأضاف: اليوم يمر لبنان في أخطر أزماته والحكومة تترنح تحت ضغط التجاذبات والحمايات، والسلطات الدستورية تهتز هيبتها ومصداقيتها، واستقلالية القضاء تجرب مرة أخرى، والعدالة توضع في غرفة الانتظار قبل أن تدخل غرفة العناية الفائقة.
وختم: نحتاج اليوم الى حكمة الحكماء وحضور وموقف رجال الدين والدولة الجامع أكثر من أي وقت مضى لتدارك انهيار السلطة القضائية، إحدى أواخر المؤسسات التي مازالت قائمة دفاعا عن الحق، وللوقوف إلى جانب الحقيقة وتحصين الدستور والالتزام به وبالإجراءات المنصوص عليها في القوانين لتحقيق العدالة، متعالين عن المواقع والأشخاص، ومتنبهين لأهمية الدستور وسلطاته ومؤسساته التي تشكل الدولة الى جانب الشعب والأرض، لأن هذا أقل ما ندين به للشهداء ولأهلهم، وللمتضررين.