بيروت ـ عمر حبنجر
التشنجات الجنوبية بين «اليونفيل» والاهالي في منطقة جنوب الليطاني، امتدت الى بيروت، دون أن تهدأ على أرض المنشأ، ما بدأ يطرح التساؤلات عن مصير القوات الدولية في الجنوب، وجودا ودورا ومهمات في ظل غياب امكانية التفاهم بين قوات دولية ترى أن لتنفيذ مهمتها بتطبيق القرار 1701 يتعين منحها حرية الحركة في منطقة انتشارها، وبين قوى لبنانية تتمثل في المقاومة، تعتبر أن ما يطلبه الدوليون يصب في الخانة الإسرائيلية.
وتقول مصادر ديبلوماسية غربية ان الفرنسيين الذين يقودون الحراك الدولي في جنوب لبنان باتوا اقرب إلى حال المواجهة مع حزب الله وبالتالي مع قوى الممانعة الممثلة في سورية وايران، وهو في حال تواصله لن يكون لمصلحة الاستقرار الداخلي والاقليمي، لأن الدول التي تنتمي إليها هذه القوات، لن تسمح بترك جنودها تحت رحمة التطورات المتدهورة. رغم تطمينات الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى الذي غادر بيروت عائدا الى القاهرة امس مكررا استبعاده شن اسرائيل الحرب على لبنان.
وقال موسى: في لبنان شعور عام بالخطر، ويقيني انه ليس هناك من خطر آني.
بيد أن تداعيات ما حصل ويحصل في منطقة جنوب الليطاني عشية البحث في تمديد عمل القوات الدولية، امتدت الى بيروت، بطريق فرعي يتمثل في السجال الدائر حول خطورة «جاسوس الخليوي» ومحاولة توظيف الاعترافات المزعومة له والتي نفاها وزير الدفاع في التشكيك بمستندات ووثائق التحقيق بجريمة اغتيال الرئيس الحريري.
ويقول النائب نواف الموسوي عضو كتلة حزب الله ان ثمة ارادة لدى بعض القوى بطمس حقيقة «جاسوس الخليوي» من زاوية ان ما حصل امر مبالغ فيه وانه اكبر من الواقع، وان ثمة محاولة كانت تجري من اجل اعطاء صك براءة لهذا العميل من خلال تضليل التحقيق كما جرى في قضايا حصلت من قبل في مجالات غير العمالة.
نوايا مبيتة لتبرئة العميل
ولفت الموسوي في حديث لاذاعة النور الى ان الاستفزاز الذي يمارسه البعض في لبنان حيال إعلان بعض وسائل الإعلام عن تفاصيل عمالة العميل التي جرى اكتشافها، تكشف عن وجود نوايا مبيتة من اجل اخراج هذا العميل ومنع محاكمته وتزوير القضية التي اعتقل من اجلها، مؤكدا عدم السماح بوضع عوائق امام الاجهزة الامنية لملاحقة العملاء الذين يهددون الأمن الوطني برمته.
وسارع النائب عقاب صقر (المستقبل) الى الرد على النائب الموسوي من دون ان يسميه بالقول ان تفتق عبقرية احد المتوترين التاريخيين عن نظرية تخوينية على جري عادته يصعب استيعابها من ذي عقل سليم او من مطلع على الفبائيات القانون، ورأى صقر «ان في كلام هذا المدافع وربما المستفيد من التحريف والتزوير من السذاجة ما يجعلنا نسأل الله ان يعيد الادمغة اللبنانية في المهجر وتلك المهاجرة من جماجم اصحابها في لبنان».
النائب خالد زهرمان (المستقبل) رأى ان ما يحكى عن العميل في شركة الفا وربطه بموضوع المحكمة الدولية استباق لامور التحقيق معتبرا ان لبنان ليس في مرحلة الخطر.
النائب خالد ضاهر رأى ان هناك من يريد ان يحرج القوات الدولية ليخرجها، وليصبح لبنان بعد ذلك ساحة للصراعات والحرب، مشددا على ضرب دورها والاساءة اليها ليس في مصلحة لبنان.
النائب نضال طعمة (المستقبل) اسف لطريقة التعاطي مع قضية الجواسيس وقال: بدلا من ان نعطي الانجازت المهمة للقوى الامنية نسمع مزايدات وربط لهذه المواضيع بالمحكمة الدولية، مؤكدا الالتزام مع الرئيس سعد الحريري بما يصدر عن هذه المحكمة.
«البعث» يحمل على جعجع
لكن الامين القطري لحزب البعث فايز شكر يرى ان القوات الدولية تحاول تجاوز صلاحياتها وقد حذرها من ذلك، والا اصبحت جزءا من العدوان الاسرائيلي، محذرين النافخين بأبواق الفتنة ومن وصفهم باصحاب الفكر الميليشاوي من امرين خطيرين، اولا: تبني منطق العمالة والخيانة والدفاع عنه، وهذا تأسيس لبيئة العمالة وهذه اخطر من العمالة نفسها.
وثانيا: التشكيك بدور واداء المؤسسة العسكرية واجهزتها الامنية.