بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلتي «نواب زحلة» و«المستقبل» النائب عقاب صقر ان لقاء القمة بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس السوري بشار الاسد، كان ايجابيا وبناء لجهة تفاهمهما على الملفات العربية الاكثر سخونة ومن بينها الملف اللبناني، متمنيا أن يُثمر اللقاء خلال الايام المقبلة مزيدا من التعاون الرسمي بين لبنان وسورية، ويعيد ترتيب الخلل الذي شاب أخيرا العلاقات المؤسساتية بين الدولتين نتيجة تسطير القضاء السوري وبصورة غير قانونية مذكرات توقيف غيابية بحق قضاة ونواب وسياسيين وأمنيين لبنانيين، مشيرا الى ان الملف اللبناني ملف محوري وأساسي في عملية ترتيب الخلافات بين المملكة السعودية وسورية، ولا يقل شأنا وأهمية عن الملفين العراقي والفلسطيني، آملا ان يتوصل الفريقان السعودي والسوري الى حلحلة سريعة على مستوى الملف اللبناني لما فيه خير ومصلحة لبنان وسورية.
ونفى النائب صقر في تصريح لـ «الأنباء» ان يكون الرئيس الحريري قد طلب من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله ورئيس الوزراء التركي عبدالله غول التوسط لدى الرئيس الاسد لإعادة فتح طريق دمشق أمامه، لافتا الى ان نوعية العلاقات اللبنانية ـ السورية تندرج ضمن سلسلة الملفات المطلوب التفاهم عليها بين السعودية وسورية وليس ضمن الوساطات الدولية وفاعليتها كما يحلو للبعض تسويقه، مؤكدا ان طريق دمشق لم تقفل امام الرئيس الحريري انما اللقاءات المباشرة بين الرئيسين الحريري والأسد قد تجمدت أخيرا بفعل حصول بعض التشنجات على مستوى الملفات موضوع لقاء القمة السعودية ـ السورية، مشددا على ان الجمود في اللقاءات سيكون سيد الموقف في حال آلت الامور الى مزيد من التعقيدات بين السعودية وسورية، انما لا عودة الى الوراء في القرار اللبناني بالمضي في بناء أطيب العلاقات مع سورية.
استمرار الدعم للبنان
وأشار النائب صقر الى ان لقاء الرئيس الحريري مع خادم الحرمين الشريفين أكد على دعم المملكة السعودية للبنان وعلى حماية الداخل اللبناني من سلبية النزاعات القائمة حاليا بين الفرقاء اللبنانيين وعلى تمتين جسر التعاون بين المملكة وسورية، متمنيا ان يُترجم الموقف الايراني الذي أطلقه الرئيس نجاد حول حماية السلم الاهلي في لبنان بخطوات عملية واضحة من قبل «حزب الله» وحلفائه، وذلك من خلال اقلاعهم عن اطلاق التهديدات والتهويلات ضد اللبنانيين كي يتسنى للبنانيين الايمان بأن هناك توافقا سعوديا ـ سوريا ـ ايرانيا مدعوما من الجهتين المصرية والتركية على حماية الداخل اللبناني، مطالبا الفريق الآخر ملاقاة قوى 14 آذار في منتصف الطريق للمضي قدما في عملية العبور الى الدولة.
وأكد النائب صقر ان قوى 14 اذار لن ترضى بصدور أي قرار اتهامي مسيس للنيل ليس فقط ضد حزب الله، بل ضد أي فريق لبناني آخر، وان كل قرار لا يأخذ بعين الاعتبار الادلة الدامغة، سترفضه قوى 14 آذار قبل ان يرفضه حزب الله سواء وافقت عليه الولايات المتحدة والامم المتحدة أو لم توافق، متوجها الى السيد نصرالله بالقول ان التسييس في القرار يضر الرئيس الحريري ولي الدم، خصوصا وكل قوى 14 آذار عموما لجهة معرفة حقيقة من اغتال الرئيس الشهيد رفيق الحريري أكثر مما يضر السيد نصرالله شخصيا، وبالتالي يؤكد النائب صقر ان قوى 14 آذار ستكون رأس حربة في الدفاع عن حزب الله فيما لو تبين لها تسييس القرار الظني والتلاعب في حيثياته، وذلك انطلاقا من قناعتها بأن مصلحة لبنان تقتضي عدم المساس بأي مكون من مكوناته السياسية والطائفية ـ المذهبية على حد سواء.
وردا على سؤال حول كلام السفير فيلتمان خلال زيارته الخاطفة الى لبنان بأن الولايات المتحدة لن تسمح بالانقلاب على الدولة على اثر صدور القرار، أعرب النائب صقر عن عدم اعتقاده ان حزب الله قد يُقدم على الانقلاب على الدولة ويقدم بالتالي خدمة مجانية لإسرائيل تجرده من هويته العربية والاسلامية.
وحول مطلب الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد انضمام لبنان الى تحالف من ستة شعوب لمقاومة إسرائيل، ختم النائب صقر مشددا على ان لبنان ملتزم بسقف المبادرة العربية الاسلامية للسلام التي أقرت في بيروت، وبالتالي فإن دعوة الرئيس نجاد في غير مكانها وهي تلزم حلفاءه فقط وليس الدولة اللبنانية العاملة ضمن التوجه العربي العام.