- عون يحذّر جنبلاط من «اللعب».. وجعجع يطالب الحريري بـ«البقاء حيث هو»
بيروت ـ عمر حبنجر وأحمد عزالدين
انصرف اهتمام السياسيين في لبنان امس، الى استقراء وتحليل زيارة وزير الخارجية التركي احمد اوغلو الى دمشق ولقائه الرئيس الأسد وما تمخضت عنه الزيارة التي وصفت بـ «الانذارية».
العماد ميشال عون اعتبر في خطاب له بذكرى السابع من مايو 2001، حيث تعرض أنصاره للقمع من قبل النظام الأمني المشترك، ان كل سورية هادئة، لافتا الى ان ما يجري من أحداث هو من قبيل الضغط على دمشق.
ودعا عون السوريين للعودة الى صناديق الاقتراع لا الى صناديق الخرطوش.
وفي الموضوع اللبناني رأى عون ان الوضع الدولي يخيف أصحابه، وكل الامبراطوريات في العالم تكون لها بداية ونهاية و13 أكتوبر لن يعود (يوم أخرجه الجيش السوري من القصر الجمهوري في بعبدا).
وأشار عون إلى آفة دعارة تفتك بالمجتمع اللبناني، الدعارة الجسدية، ودعارة القلم والدعارة الانتخابية المتمثلة برشوة الناس.
وأضاف: لغاية اليوم يعتقدون ان العالم مازال ألعوبة بيد القوى التي افتعلت (13 أكتوبر)، وتابع: كلا، الوضع تغير، والقدرات تغيرت، وتذكروا دائما المثل القائل «بتحبل وين ما كان وبتولد في لبنان»، هذه المرة «حبلت في لبنان وولدت وين ما كان».
وردا على سؤال عن امكانية قلب موقف جنبلاط وانتقاله الى الأكثرية قال عون: «من يمكنه ان يلعب اللعبة فليلعبها ولنر ماذا سيجري»!
من جهته، د.سمير جعجع شدد على اهمية دعم الشعب السوري في مسيرته نحو الحرية، معتبرا ان الأمور في سورية منتهية، وان الجميع إلى موعد مع مرحلة جديدة.
وقال لصحيفة «الأخبار» انه على تواصل مستمر مع الرئيس سعد الحريري، معربا عن تفهمه لوجود الحريري خارج البلاد، وقال: مليح انه غير موجود اليوم، وأضاف: كصديق لسعد الحريري أقول له ابق حيث أنت، معتبرا انه لو كان سعد الحريري اليوم هنا لكان الفريق الآخر استغل وجوده كأداة للضغط علينا.
وردا على سؤال قال جعجع ان العماد ميشال عون لم يحترم أدبيات بكركي، وعن الحكومة قال: لا أحد يعلم متى الضربة القاضية التي تسقطها.
في غضون ذلك، تحولت الجلسة النيابية التي انعقدت امس لاستكمال جدول اعمال الاسبوع الماضي الى مواجهات ساخنة بين النواب الى حد «التفلت» لاستخدام الأيدي، مما حدا ببعض النواب على الطلب من رئيس المجلس شطب الأوراق الواردة من الجلسات التشريعية وحصر النقاش السياسي في جلسات محاسبة الحكومة.
ففي مستهل الجلسة طلب وزير الداخلية مروان شربل الكلام وأثار موضوع السجون واعتبر انه اكثر المشاكل خطورة وان وضع المساجين غير مقبول، واقترح اما تعديل قانون العقوبات وإما استحداث سجون حديثة، وتمنى على النواب زيارة سجن طرابلس الذي تصل فيه درجة الحرارة الى ما فوق الـ40 درجة في غرفة يتكدس فيها 40 سجينا.
وحذر من ان عدم معالجة هذه المشكلة سيضطره الى قذف كرة النار بمواجهة النواب الـ 128 مبررا لجوء المساجين الى استخدام الحبوب المخدرة لكي ينسوا واقعهم.
وطالب النائب غازي زعيتر بكشف حقيقة موت السجين زعيتر الذي توفي في السجن وكانت ردود عنيفة من قبل النواب الذين اعتبروا ان هذا الموضوع من مسؤولية الوزير وليس النواب، وان المجلس هو من يحاسب الوزراء وليس العكس.
وتدخل الرئيس بري لانهاء السجال وقال وزير الداخلية طرح صرخة من القلب، مشيرا الى ان لجنة الادارة تتابع الموضوع وتضع صيغة جديدة لمشروع القانون المتعلق بالسجون.
ثم بدأت مداخلات النواب فتحدث نائب حزب الله علي فياض واتهم المعارضة بتخريب الاستقرار من خلال الهجوم على الحكومة ما قد يؤدي الى منزلقات خطيرة وطالب الحكومة بوضع يدها على موضوع تهريب السلاح عبر الحدود.
وحصلت مناقشة بين النائب احمد فتفت والنائب حسن فضل الله حول الانقلاب على الحكومة السابقة وعدم تنفيذ مذكرات التوقيف الدولية بحق المتهمين بقضية اغتيال الحريري ورفاقه.
وخلال كلمة النائب هادي حبيش الذي اثار فيها تهجم النائب نبيل نقولا على القضاء خلال محاكمة العميد فايز كرم من تكتل الاصلاح والتغيير بتهمة العمالة لاسرائيل وسأل كيف يتهجم نائب على القضاء ووزير العدل من تكتله.
وسأله الرئيس بري لماذا تقرأ كلمتك مكتوبة فرد حبيش هل ذلك ممنوع.
فعلق النائب نقولا «كتبت له». فرد حبيش بعنف انت «بيكتبولك» وتابع اخرون «هذا منطق ميليشياوي».
فانفعل نقولا وحاول مغادرة مقعده والهجوم على النائب رياض رحال الذي تصدى له وتدخل نواب للتهدئة.
وطلب بري شطب الكلام النافر من المحضر وانهى السجال، وعندما تحدث النائب فضل الله قرأ كلاما مكتوبا فسأل حبيش بري انه يقرأ كلاما ولم تعلق، فرد بري مازحا انه يقلدك.
وتحدث النائب نديم الجميل فقال كلمتي تشبه كلمة احمد فتفت.
فرد بري اذن استغني عنها.
نائب القوات انطوان زهرا قال لن اتناول الحكومة.. فرد بري «الحمد لله».
لكن زهرا عقب بالقول: لان الضرب بالميت حرام.