بيروت ـ محمد حرفوش
باشرت شخصيات سياسية واعلامية ومثقفون شيعة من خارج ثنائية امل ـ حزب الله لقاءات حوارية بعيدة عن الاضواء لتشكيل اطار مستقل تحت عنوان «التجمع المدني اللبناني».
اللافت ان هذه الاصوات الشيعية المستقلة شاركت في بعض التحركات الداعمة للشعب السوري، داعية الى التوقف عن دعم النظام، وذلك استكمالا للمواقف الداعمة للتحركات العربية ومن اجل التأسيس لعلاقات مستقبلية مع الشعب السوري بغض النظر عن حصول اي تغيير في النظام القائم.
ويعتبر هؤلاء المستقلون انه لا يمكن ان يكون هناك موقفان تجاه الثورات العربية، فمن يدعم الثورة الشعبية في مصر وتونس والبحرين واليمن وليبيا لا يمكن ان يقف مكتوف الايدي امام التحرك الشعبي في سورية الذي يهدف الى اقامة دولة ديموقراطية والحصول على الحريات وانهاء نظام الحزب الواحد، لذا لابد من دعم الشعب السوري وعدم القبول بأي استهداف امني او عسكري له.
ويضيف هؤلاء ان المطلوب عدم ربط الموقف الشيعي بالنظام السوري الحالي برئاسة بشار الاسد رغم الدعم الذي قدمه لقوى المقاومة في لبنان وفلسطين، بل المطلوب العمل لاقامة علاقة مع كل الشعب السوري لأن هذا الشعب سيقف دائما الى جانب المقاومة بغض النظر عن تغير النظام والحكام.
في موازاة ذلك، افادت معلومات اوردها مقربون من حزب الله عن حاله الراهنة بأن الحزب يعيش هذه الازمة ازمة بكل معنى الكلمة هي محصلة العديد من العناوين والملفات المتراكمة: الخيارات السياسية بازاء المرحلة التاريخية الجديدة، قضايا الفساد، مسألة الاختراقات الخارجية والبنية الحزبية بكل مستوياتها وميادينها، ازمة يقول المقربون انها ازمة انشغال الحزب بحاله في هذه الاوقات، ولا شك ان الحدث السوري ـ وفق هؤلاء ـ فرض على حزب الله تحديات سياسية من نوع استراتيجي، خاصة بعد بلوغ نظام الاسد الجدار المسدود، وذلك حول ما العمل، كما فرض تحديا اخلاقيا كبيرا لجهة العلاقة بالشعب السوري.