بيروت - عمر حبنجر
تركز الاهتمام السياسي في بيروت امس، على توقيع سورية بروتوكول المراقبين العرب، مسجلة بذلك أول اعتراف رسمي علني بحالة التأزم التي يعيشها نظام الأسد.
الاهتمام تناول ما بعد التوقيع الذي تولاه نائب وزير الخارجية فيصل المقداد، ومدى الالتزام بالتنفيذ في ضوء الإمكانيات الممكنة، من خلال فحص اسماء المراقبين وجنسياتهم ومهماتهم.
وتقول مصادر ديبلوماسية في بيروت لـ «الأنباء» ان موسكو لعبت دورا في دفع الأسد الى القبول بالمبادرة العربية، تجنبا لرفع الجامعة العربية الأمر الى مجلس الأمن الدولي، وفق التحذير الرسمي الذي أطلقه رئيس اللجنة الوزارية العربية الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها.
وأضافت المصادر ان الأسد وضع أمام 3 خيارات وبعد تردد وممانعة اختيار الأسلم له:
1- القبول بالمبادرة العربية بجميع مندرجاتها.
2- او مواجهة إقامة منطقة عازلة على الحدود التركية، رغم ان هذا الأمر يحمل بنظر الأوروبيين مخاطر الحرب الأهلية التي يبحث عنها النظام لكونها تمد في عمره.
3- دعم التحركات داخل الجيش، مع الحفاظ على تماسك مؤسسات الدولة، وتشجيع ملاحقة أركان النظام امام المحكمة الجنائية وهو ما شرعت المحكمة به.
وبانتظار النتائج السياسية والميدانية لعملية توقيع البروتوكول، جمدت المحافل السياسية اللبنانية تجاذباتها الداخلية مؤقتا، وربما الى ما بعد عطلة عيدي الميلاد ورأس السنة، مكتفية بالتداول في الأمور المطروحة، الى جانب المستجدات الطارئة كالعثور على قاعدة صواريخ مع 4 قذائف جاهزة للإطلاق في أراضي بلدة «المجيدية» الحدودية في قطاع حاصبيا.
وضمن المداولات جديد المعلومات عن اللقاء الذي جمع الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون، ان لقاءهما في بعبدا السبت شكل فرصة كي يجدد كل منهما نظرته الى الآخر وإلى موقعه، مشيرة الى ان الأولوية الآن هي لتحديد الحقوق والواجبات، ريثما يصبح واضحا دور الرئيس سليمان كرئيس للجمهورية ودور العماد عون كرئيس لأكبر كتلة نيابية مسيحية.
وتقول المصادر ان الرئيس والجنرال اتفقا على مواصلة التشاور، وتحدثا عن خطوات لاحقة.
وقد زار النائب ابراهيم كنعان عضو كتلة التغيير والاصلاح رئيس مجلس النواب نبيه بري واطلعه على اجواء اجتماع سليمان وعون، خصوصا ما يتناول مشروع الانتخابات وملف التعيينات.
وفي أول تعليق للرئيس بري على بيان اللقاء الماروني في بكركي حول المشروع الارثوذكسي للانتخابات برز اتجاه للتعامل مع المشروع بروية، وقال بري امام زواره ان هذا الطرح يجب النظر إليه باعتباره نتيجة لمناخ سياسي في الداخل وفي المنطقة، دفع اصحابه الى طرحه بسبب وجود جملة هواجس متراكمة فضلا عن التجارب الانتخابية السابقة وغير المشجعة والمطلوب معالجة هذه الهواجس وإيجاد الدواء الشافي لها بغية انتظام الحياة السياسية في البلد.
واعترف بري بوجود مشكلة حقيقية وفعلية في البلد تتطلب المعالجة السليمة من خلال اقتراح حل متكامل يساهم في ضمان المسيحيين ويؤمن الحقوق لجميع اللبنانيين.
النائب سمير الجسر اعرب لإذاعة صوت لبنان عن خشيته من ان يصدر النظام السوري ازمته الى الخارج، علما انه حتى هذه اللحظة ليس هناك من مؤشرات على الاطلاق، واعتقد ان الامور عندنا خصوصا في الشمال مضبوطة والناس يتصرفون بحكمة.
اما في الجنوب، وخصوصا في مخيم عين الحلوة، فتحدث عن عناصر مرتبطة بالخارج.
وحول مشروع الانتخاب الارثوذكسي الذي طرحه د.سمير جعجع في لقاء بكركي الماروني قال: نحن ميالون دائما الى الثوابت والثوابت هي في اتفاق الطائف.
هذا الاتفاق هو سلة كاملة، وهو تكلم عن الدائرة الكبرى والدائرة المختلطة، وليس ان تنتخب كل طائفة نوابها، لأن هذا يأتي بالأكثر تطرفا في كل طائفة. وزير الداخلية مروان شربل اعلن من جهته، عدم تأييده لمشروع اللقاء الارثوذكسي لأنه لا يتلاءم مع الموزاييك اللبناني ويبعد عن الآخر في الوطن.