- المطرب فضل شاكر غنى نشيد المعتصمين ووصف أمين البعث في لبنان بفايز التنكة
انقسمت ساحة الشهداء في بيروت إلى ساحتين للتظاهر، الأولى ضد النظام السوري والثانية معه، الأولى يقودها الشيخ أحمد الأسير إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، المنتمي إلى «أهل الدعوة» والمدعوم من التيارات السلفية وقد تجمع انصاره ومريدوه، في الجانب الشمالي من الساحة قرب مبنى جريدة «النهار».
والثانية دعا إليها الأمين القطري لحزب البعث في لبنان فايز شكر وشاركت فيها الأحزاب المتحالفة مع النظام السوري.
المطر والطقس العاصف عرقلا تجمع المتظاهرين من الطرفين، ولم تنفع الاتصالات لحمل المعنيين على الالغاء او التأجيل، بحيث بدا ان كليهما بات أسير موقفه، فما كان من وزارة الداخلية إلا أن أقامت ساترا من الصفيح وآخر من الاسلاك الشائكة، وسط الساحة الكبرى، واشرف وزير الداخلية مروان شربل على الترتيبات الأمنية، وتفقد البعثيين المعتصمين تحت صورة بشار الأسد، ثم انتقل الى حيث اعتصام السلفيين تحت صورة للأقصى، وأخرى لمدينة حمص، وتحدث إليهم عن الاعتدال وعن حرية الرأي ضمن اطار القوانين وتمنى يوما يعتصم فيه اللبنانيون لهدف واحد وكرمى للبنان.
وبدا واضحا ان الحضور الجماهيري في اعتصام الشيخ الاسير، كان أكثر كثافة، بالمقارنة مع اعتصام البعثيين وقد فاجأ المطرب فضل شاكر الحضور بـ «نشيد القسم»، وتبين ان شاكر ملتزم بالفكر السلفي، وهو مقرب للشيخ الأسير وكبّر الجمهور أكثر من مرة خلال ادائه نشيد «موطني» وقبل أن يغادر المكان حيا شاكر الشعب السوري في دمشق وحمص وحلب ودير الزور ودرعا، وندد بنظام الأسد الجائر، وهاجم حزب البعث واصفا امينه القطري في لبنان فايز شكر بـ «بفايز التنكة».
ثم تحدث الشيخ احمد الاسير الحسيني، كما وصفه عريف الاعتصام، مستهلا بالقول: نحمد الله الذي جمعنا ها هنا في وسط بيروت لنقول كلمة حق في وجه سلطان جائر.
ودعا الامة للتحرك، امام آلاف القتلى في حمص، وتساءل «لماذا لا تتحركون لماذا انتم غافلون، نحن امة مازالت فيها حياة؟»، واضاف «نقول لاهلنا، لاشقائنا في البلاد العربية والاسلامية، يا اهل الحرمين ذبح ابطالنا بالآلاف في سورية فماذا انتم فاعلون؟ يا اهلنا في مصر دمرت مساجدنا بالمئات لماذا لا تتحركون بالملايين، يا اهلنا في الجزائر لقد اعتدوا على الحرائر فمتى تستيقظون؟
يا أهلنا في ليبيا في تونس في لندن في كل البلاد، لقد انتهكوا حرمة المصاحف، استهزؤوا بصلاتنا في بيوت الله.
وقال: لنعلم جيدا ان بشار صدق مرتين، عندما قال ان سورية ليست كغيرها، وهذا يدركه كل عاقل، ان احداث سورية قد اسقطت الاقنعة التي خدعتنا، والمرة الثانية عندما قال انها مؤامرة عالمية على سورية، والا بالله عليكم لماذا كلما ازداد القتل في سورية خرج علينا من رموز المجتمع الدولي من يقول، لا تدخل عسكريا في سورية، كلما اشتدت المجازر طمأنوا بشار الى انه لا حسيب عليه ولا رقيب!
وباستثناء هذه الاوصاف اتسمت كلمة الاسير بالاعتدال او هو اراد الايحاء بذلك، من خلال تشديده على التعايش الاسلامي ـ المسيحي في لبنان والمنطقة وقد وجه رسالة واضحة اليهم، داعيا الى عدم الخوف وعدم طلب الحماية من احد، وعدم الهجرة ورد خوفهم الى سياسة بشار الاسد، ووعدهم قائلا: لا نريد تحرير الاقصى فقط بل كنيسة القيامة والمهد ولو كلف ذلك الدماء.
لكنه وصف النظام السوري بالفاجر وان عدوى الثورة امتدت من حمص الى حماة الى اللاذقية وجبل الزاوية ودير الزور الى دمشق الغالية، وحيا المسجد الاقصى وشكر القوى الامنية التي سهرت على امن الاعتصام، وهتف المعتصمون: «الشعب يريد اسقاط النظام» مقرونا بالدعاء للجيش السوري الحر.
على المقلب الآخر من الساحة تجمع العشرات من عناصر حزب البعث وبعض الاحزاب الاخرى الحليفة لنظام الاسد، وهم يرفعون صور الاخير، وقد تحدث باسمهم عضو القيادة القطرية للحزب ابراهيم عيسى، الذي قال ردا على سؤال عن سبب مجيئهم الى هذه الساحة بالقول: لقد جئنا الى هذه الساحة لنمنع المتطرفين والإرهابيين من جر الفتنة اليها. جئنا لنؤكد اننا مع السلم الأهلي، مع الاستقرار الأمني في لبنان.
وأضاف: نحن نؤكد اننا في لبنان ضد المؤامرة التي تستهدف المنطقة بأكملها تحت عنوان الشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة التي ظهرت بوادرها في العراق وفي ليبيا وفي مصر وفي تونس، وها هم يمدونها الى سورية، وهذا الأمر لن يحصل ولن يتم لأن في سورية شعبا وجيشا وقيادة صامدين في وجه المؤامرة التي ستتكسر على صخرة سورية.
وتابع يقول: نحن هنا في لبنان نعلن ان العلاقة التي تربطنا بسورية علاقة أخوية ومميزة، ولن نقبل أبدا بأن يكون لبنان معبرا أو مقرا او ممرا للعدوان على سورية.
وبعدئذ تفرق المعتصمون كل من اتجاه وتحت رعاية وإشراف الأمن الرسمي من جيش وقوى أمن داخلي.
في غضون ذلك، أكدت مصادر «عين التينة» لقناة «المنار» الناطقة بلسان حزب الله، ان جلسة اليوم الاثنين لمجلس النواب لن تؤجل، وسيكون على رأس جدول أعمالها بند صرف الاعتماد المالي لحكومة ميقاتي.
وردا على احتمال مقاطعة النائب وليد جنبلاط للجلسة، تحت عنوان عدم تكريس الانقسام، قالت مصادر الرئيس نبيه بري ان هذا المنطق هو الذي يزيد الانقسام، لأنه سيكون قرارا بفرط الأكثرية.
ويتمسك الرئيس نبيه بري بالدعوة الى تشكيل لجنة وزارية ـ نيابية لوضع «قطع حساب» الـ 11 مليار دولار وتفنيدها.