- الخطف على الهوية المالية.. يشغل اللبنانيين
بيروت - عمر حبنجر وداود رمال
انعقدت هيئة الحوار الوطني في القصر الجمهوري في بعبدا امس برئاسة الرئيس ميشال سليمان، وبغياب اربعة من اركانها هم: الرئيس سعد الحريري لوجوده خارج لبنان ود.سمير جعجع لمقاطعته الجلسات والنائبان سليمان فرنجية بداعي السفر وطلال ارسلان لاسباب خاصة.
البند الوحيد على جدول الاعمال محصور بالاستراتيجية الدفاعية وفق تصور رئيس الجمهورية المستوحى من كل المذكرات والمقترحات التي قدمها المشاركون الى الهيئة وتلك التي وردت من خارجها، عبر خبراء استعان بهم الرئيس سليمان.
الرئيس فؤاد السنيورة العائد من انقرة كان مستمعا لما طرحه الرئيس سليمان، وقد ركزت كلمات 14 آذار على تصريحات قائد الحرس الايراني حول المستشارين الايرانيين ودور سلاح حزب الله في مواجهة اسرائيل في حال شنت الاخيرة حربا على ايران، كما سيتم التركيز على ظاهرة الخطف طلبا للفدية في لبنان.
جنبلاط: تثبيت حياد لبنان
وبعد الجلسة، تحدث النائب وليد جنبلاط للصحافيين فقال: لقد تم الاتفاق على تثبيت حياد لبنان لابعاده عن المخاطر الاقليمية، وقد قدم كل طرف رؤيته للاستراتيجية الدفاعية مستبعدا اي معجزات.
وكانت هذه المرة الاولى التي يتحدث بها جنبلاط بعد جلسة حوار، كما قال، واضاف: كنت اول من دعا الى الحوار مع الرئيس نبيه بري، واليوم كانت جلسة ممتازة سادها هدوء ولم يسجل اي توتر، بل بالعكس فقد اتفقنا على مواضيع حساسة منها المعالجة المشتركة للوضع الاقتصادي، اي سلسلة الرتب والرواتب، بعيدا عن انقسام 14 و8 آذار من اجل الحفاظ على استقرار النقد الوطني، وبغض النظر عن موقف كل طرف من احداث سورية، واكدنا على الحياد اللبناني الرسمي وتحية للجيش اللبناني الذي قام بخطوات جبارة في طرابلس من اجل منع الفتنة ومعالجة اعمال الخطف.
الحل بحوار بطيء وبناء
وفيما يتعلق بتصور الرئيس سليمان للاستراتيجية الدفاعية، فإنه مهم جدا وقابل للنقاش، وهو ليس نهائيا، لكن اخيرا بدأنا نعبر الى الامور الاساسية، ولا يحل الامر الا بالحوار البطيء وليس هناك من معجزات، وذكر بمثال ايرلندا عندما حلت قضية السلاح، حيث لم يكن هناك لا فلسطين ولا غير فلسطين، واستغرق الامر 15 عاما، اما عندنا فكل يوم اعتداء اسرائيلي وتهديد اسرائيلي، وقد شجبنا بالمناسبة اي اعتداء من قبل اسرائيل على ايران، نرفض هذا الامر لأنه سيخلق حالة من الفوضى في المنطقة.
وسئل جنبلاط من جانب مندوبة اعلامية من خط 8 آذار «هل يعدكم مع المقاومة؟»، فأجابها بقوله: نحن مع السؤال المركزي الذي طرحه الرئيس عندما دعانا للحوار «كيفية الاستفادة من سلاح المقاومة في الدفاع عن لبنان».
وكان الرئيس سليمان افتتح الجلسة باستعراض ابرز التطورات التي حصلت على الساحتين الداخلية والاقليمية منذ الجلسة الاخيرة، مشيدا بمدى نجاح زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر الى لبنان، لاسيما من حيث التنظيم والمضمون وسماحها باعادة تسليط الضوء على موقع لبنان ودوره كرسالة حرية وعيش مشترك.
كما كرر ادانته للفيلم والرسومات المسيئة للاسلام وللرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم الذي صدر بصورة مشبوهة بالتزامن مع زيارة البابا للبنان.
وذكر بضرورة الالتزام بجميع مندرجات «اعلان بعبدا» لاسيما البندين 12 و13 حفاظا على استقرار لبنان وسلامة اراضيه.
واكد على ضرورة التشدد لوقف ظاهرة الخطف والسطو، مشيرا الى ما تم اتخاذه من قرارات وتدابير فعالة من قبل القوى العسكرية والامنية، وفي طليعتها الجيش لضبط الامن وملاحقة المخلين واحالتهم الى السلطات القضائية المختصة.
كما تم التطرق بشكل مستفيض الى الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والسبل الفضلى لمعالجتها.
التصور الرئاسي
وطرح سليمان تصوره لاستراتيجية وطنية دفاعية متكاملة، وبنتيجة المداولات توافق المتحاورون على: اعتبار التصور الذي قدمه سليمان منطلقا للمناقشة سعيا للتوافق على استراتيجية دفاعية وطنية، ومن ضمنها موضوع السلاح، والتأكيد على ضرورة المحافظة على دينامية الحوار، والبناء على ما كرسته زيارة البابا من اجواء استقرار وتضامن بين مختلف فئات ومكونات الشعب اللبناني من اجل ترسيخ نهج دائم من الحوار والتوافق في مقاربة المسائل الوطنية.
واتفقوا ايضا على اعتبار الفيلم والرسومات المسيئة للاسلام عملا استفزازيا مدانا يهدف لزرع الفتنة والتفرقة والصراع بين الحضارات والديانات والثقافات، وبالتالي دعم الحكومة اللبنانية في موقفها الداعي للمبادرة بالعمل على اعداد واصدار تشريع دولي يحرم ويجرم الاساءة الى الديانات السماوية.
وختاما، حدد المجتمعون الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الاثنين الموافق 12 نوفمبر المقبل موعدا للجلسة المقبلة لهيئة الحوار الوطني.
الخطف على الهوية المالية
الى ذلك، شغلت اعمال الخطف على الهوية المالية اللبنانيين شعبا ومسؤولين، وقد طلب الرئيس ميشال سليمان من اجهزة الجيش والامن بذل اقصى الجهد لمواجهة هذه الظاهرة.
وقال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ان ثمة معلومات ومؤشرات لدى رؤساء الاجهزة الامنية تشجع على التفاؤل بتحقيق نتائج نوعية على الارض قريبا، واضاف: لا يمكن التهاون بأعمال الخطف المتصلة بأمن المواطن وهيبة الدولة.
شربل يمهل الخاطفين أسبوعاً
من جهته، اكد وزير الداخلية مروان شربل انه لا خطف في لبنان بعد سبعة ايام، وكشف عن لائحة بأسماء عصابات الخطف وان الاجهزة تعمل على تعقبهم مثل عصابة سرقة المصارف التي تم توقيف ستة من افرادها وقتل سابع وثمة ثامن ملاحق.