بيروت ـ عمر حبنجر
أكد الرئيس ميشال سليمان في تغريدة له على موقع «تويتر» ان الجيش اللبناني هو المولج حصرا باستعمال عناصر القوة في لبنان. ودعا سليمان الى التوافق على الأطر والآليات المناسبة لاستخدام سلاح المقاومة ولتحديد إمرته ولإقرار وضعه بتصرف الجيش اللبناني.
وقال مقربون من الرئيس سليمان، إنه خلال المفاوضات التي تمت في جلسة الحوار مع الرئيس فؤاد السنيورة ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، أكد رئيس الجمهورية ان وظيفة سلاح حزب الله هي الدفاع عن لبنان وليس عن إيران أو سورية نظاما أو معارضة.
أما عن آلية استدخام هذا السلاح فيمكن دراستها بعد التصور الذي طرحه للاستراتيجية الدفاعية.
كلام سليمان جاء ردا على تساؤلات مكاري في جلسة الحوار عما اذا كانت المقاومة ستبقى كيانا مستقلا يعمل بإمرة الدولة أم سيتم تسليمه الى الدولة، فيما طلب الرئيس فؤاد السنيورة من حزب الله ان يتعهد بأن سلاحه هو لأهداف لبنانية فقط.
ونقل زوار الرئيس سليمان لجريدة «الجمهورية» قوله ان تصوره للاستراتيجية سبق ان أخضع لتعديلات، مواكبة للتطورات الإقليمية والداخلية وهو ليس إنجيلا ولا قرآنا، وسيبقى موضع نقاش، والى أجل غير مسمى.
عون: تصور تقني
العماد ميشال عون وصف تصور الرئيس سليمان بالتقني ماعدا فقرة واحدة تحدد اطار العلاقة بين القوات المسلحة والمقاومة، معتبرا ان هذه الفكرة صحيحة 100% لأن الجيش اللبناني لا يمكن ان يكون له في أي حال من الأحوال القدرة على مواجهة أي فريق في المحيط، ولذلك يجب وجود كامل بين العمل العسكري والمقاومة، معلنا انه متفق مع حزب الله على ان السلاح هو الدفاع عن الأرض اللبنانية، وان هذا الاتفاق مكتوب.
رفض التمديد لرئيس الجمهورية
عون الذي زار أمس قضاء جزّين في الجنوب حيث له مناصرون، مازال واثقا بقدرة النظام السوري على هزيمة المعارضة بمعزل عن سحب سفراء الدول من دمشق، وقد كشف عن رفضه أي طرح يقضي بالتمديد لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في حال تعذر اجراء انتخابات نيابية.
وهنا يبدو رئيس تكتل الاصلاح والتغيير منسجما مع نفسه ومع طموحاته المزمنة للرئاسة اللبنانية.
ويذكر ان حديث التمديد لرئيس الجمهورية لا يجد آذانا صاغية في بعبدا، لكن بدأت تتكون له أصداء قوية منذ التزام الرئيس سليمان مواقف شجاعة تجاه الخروقات السورية للحدود اللبنانية الشمالية والشرقية وتغطية اجراءات الجيش وقوى الأمن الداخلي ازاء القضايا الشائكة.
وردا على سؤال لجريدة «الأخبار» شبه الناطقة بلسان 8 آذار، عما اذا كان التمديد لمجلس النواب واردا حال تعذر اجراء انتخابات، وبالتالي التمديد لرئيس الجمهورية الذي تبقى له أقل من سنتين في القصر الجمهوري قال عون: التمديد للرئيس ليس بالضرورة، لقد مررنا في حقبة السبعينيات والثمانينيات وجرى التمديد للمجلس، ولم يمدد لرئيس الجمهورية.
العماد عون يرفض كذلك التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي، كي يبقى في القيادة الى أن يحين الانتقال الى رئاسة الجمهورية مع انتهاء ولاية الرئيس سليمان، ويقول حتى لقائد الجيش لماذا نمدد؟ ليحصل التمديد يجب ان يكون استثنائيا وليس من امر استثنائي الآن.
اوساط قريبة من 14 آذار توقعت لـ«الأنباء» ان يطرح التمديد جديا للرئيس سليمان في حال لم تسمح الظروف باجراء انتخابات نيابية وحتى انتخابات رئاسية. وثمة اطراف في 14 آذار اكثر حماسة بحيث انها ترى في الرئيس سليمان رجل المرحلة اللبنانية الراهنة بغض النظر عن اجراء الانتخابات التشريعية او التمديد لمجلس النواب.
لكن رئيس الجمهورية مازال يؤكد انه لن يبقى في بعبدا لحظة واحدة بعد انتهاء ولايته في حين يتوقع الواثقون من قدرته وخبرته الا يتردد في الاستجابة لنداء الواجب عند الضرورة.
وفي تقدير هذه الاوساط ان سليمان يحظى بتقدير البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي يكيف مواقفه مع سليمان في كل الظروف والاوقات.
اما القوات اللبنانية فانها تسير بمحاذاة خط الرئيس ميشال سليمان رغم مقاطعتها لجلسات الحوار التي يتبناها الرئيس وقد يكون موقف القوات من رئاسة الجمهورية من المبكر الحديث عنه لكنه يبدو على تناغم مع الموقعين المارونيين الرئيسيين في لبنان وهما رئاسة الجمهورية والبطريركية المارونية اللذين يعيشان حالة انسجام سياسي واضح في المرحلة الراهنة.
في هذا الوقت غادر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى نيويورك قبل ظهر امس لترؤس وفد لبنان الى افتتاح الجمعية العامة يرافقه وزير الخارجية عدنان منصور. وسيثير ميقاتي موضوع النازحين السوريين في لبنان في كلمته امام الجمعية العامة للأمم المتحدة وسيدعو المجتمع الدولي لتحمل التكاليف المترتبة على وجودهم على الأراضي اللبنانية.
وستكون لميقاتي لقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون وعدد من رؤساء الوفود وسيشارك في اللقاء الذي يقيمه الرئيس الاميركي اوباما لرؤساء الوفود.
الى ذلك قال وزير الداخلية مروان شربل: ان ما جرى ويجري في الضاحية وخصوصا في الغبيري حيث اصيب رائد وملازم اول وعسكريان آخران برصاص المطلوب عنتر الكركي ورفاقه المتورطين بخطف رجل الأعمال يوسف بشارة، يقع في اطار الخطة الامنية المستمرة حتى استعادة الأمن بشكل جيد.
واكد شربل: ان الجيش مصمم على تنفيذ هذه الخطة ولن يتراجع عنها بالتنسيق مع القوى الأمنية، مشيرا الى ان الجيش نجح في تصفية الخارجين عن القانون ومطاردة الخاطفين وان كان قد سقط له جريحان من الضباط فهذا أمر يمكن ان يحصل في اي مواجهة.
وقال: ان ما يحصل في الضاحية الجنوبية من مداهمات يحصل مثله في الشمال وفي بقية المناطق ولن نترك البلد رهينة للعصابات.
السلب مستمر
يذكر ان حادث خطف جديدا حصل ليل أمس الأول في الضاحية وكان ضحيته شاب يدعى شربل داغر الذي استقل سيارة سرفيس كان بداخلها فتاة وشاب اضافة الى السائق قاصدا ساحة كفرشيما جنوب بيروت الشرقي وفوجئ شربل بالسائق يحول اتجاه السيارة الى حي السلم، بداعي ان الراكب الاخر ينوي الترجل هناك، فطلب منه شربل التوقف ليأخذ سيارة اجرة اخرى فما كان من الشاب الجالس بقربه الا ان ضربه على رأسه بمسدس بينما شهرت الفتاة مسدسا اخر بوجهه وسلبوه حقيبة بعد ان انهالوا عليه بالضرب ثم رموه على طريق فرعية في حي السلم.
وفي الساعة العاشرة من مساء الجمعة تعرض الفتى جوزف انطوان للسلب بقوة السلاح من قبل سائق وراكبي سيارة اجرة كان يستقلها من ناديه الرياضي في جديدة المتن الى الاشرفية بظروف مماثلة لسلب شربل داغر حيث كان في السيارة فتاة الى جانب السائق وشاب يجلس في المقعد الخلفي وقد سلبوه محفظة نقوده وهاتفه الخليوي ورموه على الطريق!