بيروت ـ عمر حبنجر
نجحت مساعي الرئيس ميشال سليمان في اعادة المياه الى مجاريها بين رئيس الحكومة السابق سعد الحريري وبين رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط، واجرى الحريري اتصالا هاتفيا توضيحيا بالنائب جنبلاط ليل اول من امس مؤكدا على العلاقة التحالفية بين المختارة وبيت الوسط.
مفوض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس اذاع بيانا باسم الحزب جاء فيه قوله: انه تماشيا مع رغبة الرئيس ميشال سليمان بإبقاء قناة الحوار مفتوحة بين الفرقاء اللبنانيين، اجرى رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري اتصالا هاتفيا برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، واشار البيان الى ان الحديث كان وديا وتناول التطورات السياسية الراهنة، وأكد جنبلاط للحريري ان طلبه الوحيد هو دعم رئيس الجمهورية في جهوده المستمرة لحفظ الاستقرار وحماية السلم الاهلي.
من جهته، رأى الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري ان جمهور الحزب الاشتراكي لم يفاجأ بكلام زعيمه لأنه مدرك لحجم التهديدات التي يتعرض لها والتي يعرفها الجميع، وسببها السلاح غير الشرعي، مشيرا الى ان ما يجمع تيار المستقبل مع التقدمي الاشتراكي كفيل بمعالجة كل الخلافات التي تظهر الى العلن.
وكان الحريري اجرى مداخلة «تويترية» اثناء مقابلة تلفزيونية لجنبلاط كرر فيها رفضه استقالة وزراء حزبه قبل تأمين التفاهم على حكومة بديلة، معتبرا ـ اي الحريري ـ ان جنبلاط موجود في المحور السوري ـ الايراني.
ورأى النائب اكرم شهيب عضو كتلة جنبلاط النيابية ان في قول الحريري «ظلامة» لجنبلاط.
وقال مصدر متابع في بعبدا ان اتهام جنبلاط للنظام السوري بقتل اللواء وسام الحسن كان كافيا وان ما قاله الرئيس الحريري في جنبلاط لم يكن ملائما.
وأوفد جنبلاط عضو كتلته الوزير وائل ابوفاعور الى رئيس مجلس النواب نبيه بري شاكرا له تأجيل الجلسة النيابية العامة، مشددا على حماية لبنان من الاخطار المحيطة، كما قال ابوفاعور.
بالعودة الى الموضوع الحكومي، اكدت مصادر رئاسة الجمهورية ان الرئيس سليمان اكد خلال استقباله البطريرك الكاردينال بشارة الراعي ان ما يهمه هو سلامة الحياة السياسية وسلوك طريق الحوار.
في المقابل، نقل عن الكاردينال الراعي تقديره لدعوة الرئيس للحوار بهدف العبور الى مرحلة سياسية افضل، ملاحظا ان كل تغيير يحتاج الى حوار جدي صريح ومسؤول.
الراعي وجه دعوة للرئيس سليمان للمشاركة في احتفال يقام في حاضرة الفاتيكان بمناسبة ترقيته والكرادلة الجدد في 24 الجاري.
في السياق الحكومي، يبدو ان موجة المطالبة باسقاط الحكومة ستهدأ بعد اتصال الحريري بجنبلاط، ولوحظ ان الرئيس ميقاتي قال نعم لاستقالة الحكومة ثم يتبعها بكلمة ولكن بعد التفاهم على البديل.
هذه «اللازمة» كررها ميقاتي امس امام مساعدة وزيرة الخارجية الاميركية اليزابيث جونز عندما ابلغته حاجة البلد الى حكومة جديدة، واضاف على موقع تويتر امس يقول: لا يجوز في اي صراع سياسي ان نجد انفسنا امام الطائفية السياسية والمذهبية، وقال: انا لا اريد شهادة من احد، لأن لا احد اكثر مني حرصا على الطائفة السنية، ولا احد يمكن ان يلغي احدا في لبنان، النسيج اللبناني المختلط نعمة يجب ان نعمل لاجلها ونحافظ عليها.
ووزعت السفارة الاميركية في بيروت بيانا عن محادثات جونز مع كبار المسؤولين رسميين وحزبيين وآخرهم النائب وليد جنبلاط ود.سمير جعجع والعماد جان قهوجي قائد الجيش، اوضح ان الشعب اللبناني يستحق حكومة تعكس تطلعاته، كما عبرت عن دعمها لجهود رئيس الجمهورية وللجهود المسؤولة التي يبذلها قادة آخرون للتشاور بشأن الانتقال الى حكومة جديدة. واثنت جونز على عمل الامم المتحدة في توفير المساعدة للاجئين السوريين والعراقيين والفلسطينيين في لبنان والمنطقة.
في هذه الاثناء، ادعى النائب العام التمييزي حاتم ماضي على مجهولين بجرم اغتيال اللواء وسام الحسن، وقال مصدر قضائي لـ «الأنباء» ان الكثير مما تنشره بعض الصحف عن هذه الجريمة من نسج الخيال خصوصا ما يتناول منه بعض الشهود والمشاهدات لكن المصدر توقع معطيات جديدة.
وقد احيل الادعاء إلى قاضي التحقيق العدلي نبيل وهبي لاجراء التحقيقات واصدار كل المذكرات التي يتطلبها التحقيق محليا ودوليا.
في هذا الوقت، تحدث النائب نهاد المشنوق (كتلة المستقبل) عن وجود احد عناصر حزب الله في مسرح جريمة اغتيال اللواء وسام الحسن، وانه تم التعرف عليه من خلال صورته.
وقال ان هذا الشخص واحد من ثلاثة كانوا في المكان، ودعا قاضي التحقيق العسكري رياض ابوغيدا الى اتخاذ الاجراءات اللازمة في ملف الوزير السابق ميشال سماحة.
وتساءل النائب المشنوق عما اذا كان اهالي طرابلس يتقبلون رئاسة ابن مدينتهم لحكومة بين اعضائها وزراء من حزب يواجه اربعة من اعضائه قرار اتهام بجرم قتل الرئيس رفيق الحريري؟ هل يتقبلون رئيس حكومة من مدينتهم لا وقت لديه للرد على قوى الامن في محاولة اغتيال النائب بطرس حرب؟
ورد النائب حسن فضل الله (حزب الله) على ما وصفه بالاتهام الذي اطلقه النائب المشنوق تجاه حزب الله، خصوصا ما يتعلق بوجود صورة في مسرح الجريمة لعنصر من حزب الله بالقول ان هذا الاتهام خطير، لكنه مفبرك، كما تعودنا على الاتهامات بما فيها اتهامات المحكمة الدولية.
النائب المشنوق نفى ان يكون مرشحا لرئاسة الحكومة، وقال ردا على سؤال: اعوذ بالله، المطلوب رئيس حكومة حيادي، انا لست حياديا، انا مع 14 آذار.