بيروت ـ زينة طبارة
أكد مصدر قيادي بارز في قوى «14 آذار» أن العنوان العريض لما يحصل داخل القوى المذكورة من خلافات وتجاذبات هو حزب «الكتائب اللبنانية» الذي يتحرك منذ فترة غير قصيرة لتهميش الامانة العامة، ليس بقصد إضعافها أو تحجيم دور منسقها العام د.فارس سعيد، إنما بقصد ممارسة الضغط على القوتين الأساسيتين فيها أي «المستقبل» و«القوات اللبنانية»، وذلك بهدف اجبارهما على اعطاء حزب «الكتائب» دورا أكبر يعتقده ملائما لحجمه على المستويين الشعبي والسياسي، مؤكدا أن واقع الأمور هو غير ما تسربه عمدا بعض الجهات الاعلامية التابعة لـ «حزب الله» وقوى «8 آذار» في محاولة يائسة منها للاصطياد بالماء العكر، مشيرا بالتالي الى أن الامانة العامة لقوى «14 آذار» و سعيد تحديدا لم يكونا سوى واجهة، صب حزب «الكتائب» جام غضبه عليها وجعلها كبش محرقة على قاعدة «إن لم تقو على الجمل، فعليك بالجمّال».
ولفت المصدر القيادي في حديث لـ «الأنباء» الى أن ما تروجه وسائل «حزب الله» بأن قوى «14 آذار» تختزل قرارها بالثلاثية الحزبية أي «المستقبل»، «القوات» و«الكتائب» هو كلام مغرض بامتياز، وذلك لاعتباره أن البيان الاخير لقوى «14 آذار» يمثل كل القوى السياسية داخل القوى المذكورة لاسيما المستقلة منها وفي طليعتها د.فارس سعيد وسمير فرنجية، وان الطريقة التي صيغ بها هي نفسها التي تم اعتمادها منذ نشوء الامانة العامة في العام 2005، الا أن طريقة التعاطي مع هذا الواقع الخلافي أعطت البيان حجما خلافيا أكبر مما هو عليه فعليا، فما بين الفعل وردات الفعل وما بين الصور الفوتوغرافية التي تظهر «المستقبل» و«القوات» و«الكتائب» متصدرين للقاء قوى «14 آذار» الاخير، والتي تداولتها عمدا كل الصحف المحلية، تركت انطباعا خاطئا بأن هناك ثلاثية حزبية تختزل قرار وتوجهات القوى المشار اليها، فيما العقدة الحقيقية تكمن في ممارسات حزب «الكتائب» وطريقة تعاطيه مع رفاقه في ثورة الأرز.
هذا وأكد المصدر القيادي أن عقد قوى «14 آذار» لم ولن ينفرط، وذلك كون الخلاف القائم هو خلاف حول الاطر التنظيمية وليس حول الاطر السياسية وكيفية مواجهة المرحلة، معتبرا أنه وبالرغم من أن حزب «الكتائب» سار مرات عديدة بعكس توجهات قوى «14 آذار»، إلا أن هذا الشذوذ يبقى سطحيا ومحصورا ضمن المعادلة الديموقراطية لجهة تعدد الآراء وتنوعها.
وردا على سؤال، أكد المصدر أن الامانة العامة لقوى «14 آذار» هي تعبير تنظيمي عن مجموعة أحزاب ومستقلين التقوا على خط وطني واحد، وبالتالي فإن قوى «14 آذار» مجتمعة ليست تنظيما أو حزبا، بل هي الشعب والناس والرأي العام الذي وإن أصيب في مكان ما بخيبة أمل، إلا أنه لن يتنازل عن مكون وطني سيادي أسسه في العام 2005 اثر اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ما يعني من وجهة نظر المصدر، ان الانطباع بوجود إحباط لدى جمهور «14 آذار» هو مخالف للواقع، بحيث أكدت الاحصاءات عكس ما يشاع عن تراجع في شعبية القوى المذكورة، بدليل استمرار الهجمات الاعلامية والإرهابية والتصفيات الجسدية ضدها، ومحاولة اختراع قوانين انتخابية لمنعها من الفوز.
هذا وأضاف المصدر أن غياب الرئيس الحريري عن الساحة اللبنانية ترك أثرا سلبيا على معنويات قوى «14 آذار» وتحديدا على تيار «المستقبل» وجمهوره، مشيرا من جهة ثانية الى أن المشهد الجماهيري في العام 2005 مشهد أسطوري لن يتكرر إلا بأعجوبة، إلا أن الاندفاع الشعبي مازال حاضرا وبقوة.