- الاتفاق على دعم مهمة الإبراهيمي ومساعدة النازحين السوريين
بيروت ـ عمر حبنجر داود رمال
الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى لبنان كانت خاطفة في الشكل والتوقيت عميقة الاثر في المضمون السياسي حيث انها كرست التزام فرنسا بوحدة لبنان وباستقراره وبكل ما يسعى إليه الرئيس ميشال سليمان الذي أعاد للرئاسة اللبنانية وهجها وللدولة اللبنانية حضورها.
وأوضح ان حرص الرئيس الفرنسي الاشتراكي على الدخول الى المنطقة العربية من بوابة لبنان ينطوي على تأكيد مطلق من ان هذا البلد المهدد بجيرانه من الجنوب كما من الشرق والشمال ليس متروكا للمصير الذي يريده البعض له، وان زيارة هولاند التي اقتصرت على رئيس الجمهورية ميشال سليمان في غياب رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي كان غادر الى بلغاريا والوزراء عدا نائب رئيسهم سمير مقبل الذي تولى استقبال الضيف الفرنسي ووداعه في المطار، قبل متابعة الرحلة الى المملكة العربية السعودية.
الوفد المرافق لهولاند قال نقلا عنه في الطائرة ان زيارة لبنان لم تكن ضمن البرنامج لكن بعد اغتيال اللواء وسام الحسن، شعر هولاند بأن لبنان مهدد، وان من واجب فرنسا ان تقف الى جانبه، قبل ان يخطر لأحدهم بأن ثمة فرصة سانحة لتسديد حساب ما يعتقد ان له عنده.
وقال هولاند للوفد الإعلامي المرافق: اريد ان اسمع من سليمان كل ما يتعلق بالاوضاع اللبنانية الداخلية وعن الحوار الذي يدعو له، بعدها ننظر بإمكانية القيام بمبادرة فرنسية ما.
ولماذا سليمان وحده؟ تقول الصحافية رندة تقي الدين التي كانت ضمن الوفد الإعلامي على الطائرة نقلا عن الرئيس هولاند لان الرئيس سليمان هو الضامن للمؤسسات الدستورية.
ومن مطار رفيق الحريري الدولي شق الرئيس الفرنسي طريقه إلى القصر الجمهوري عبر طرق رئاسية خلت من السيارات العابرة او المتوقفة ووسط حراسة مكثفة من الجيش والأمن الداخلي.
مهمة الإبراهيمي والنازحين
الرئيس سليمان رحب بضيفه الكبير، وأكد معه على نقطتين، دعم مهمة الأخضر الإبراهيمي، ومساعدة النازحين السوريين في لبنان. الرئيس الفرنسي أشار الى تضامنه مع لبنان في اغتيال اللواء الحسن، مشددا على وجوب ان يكون لبنان قادرا على حماية وحدته واستقراره، مشيرا الى ان فرنسا ستعمل بكل جهودها للحفاظ على استقرار لبنان وستعارض بكل قوتها من يحاول اللعب باستقرار البلد، وأكد هولاند حرص بلاده على تقديم المساعدات للنازحين السوريين من قبل المجتمع الدولي بانتظار التوصل الى حل سياسي في سورية. سليمان قال انه أكد لهولاند حرص لبنان على تجنب تداعيات الأزمة السورية، على امل ان يتمكن السوريون من تحقيق الاصلاح والديموقراطية بعيدا عن اي عنف ومن دون اي تدخل أجنبي. من جهته، الرئيس هولاند قال ان بلاده ستعارض بكل قوة كل من تسول لهم نفسهم العمل على زعزعة استقرار لبنان لأنها تعتبر هذا البلد نموذجا للوحدة الوطنية. وردا على سؤال قال: ليس لي كرئيس فرنسي ان أقول للحكومة يجب ان تكون كذا وكذا وما يجب على الرئيس الفرنسي ان يقوله لكن الذين يمكنهم المساهمة في تحقيق استقرار لبنان والعمل لكي لا ينجح أولئك الذين يريدون زعزعة استقرار لبنان وهم قريبون والجميع يعرفهم، هناك الأزمة السورية القائمة ويجب ايجاد حل لها وأنتم تعرفون موقف فرنسا من هذه المسألة، لكن لبنان حتى لو كان قريبا جدا، يجب الأ يكون ضحية هذه الأزمة، ويجب القيام بكل ما هو ممكن لحماية لبنان.
وسئل هولاند: هل صحيح ان اجهزة الاستخبارات الفرنسية جندت الوزير سماحة لنصب فخ للنظام السوري، وهل هاك علاقة بين اغتيال اللواء الحسن واتهامات ميشال سماحة؟ خاصة ان من بين سياسيي 14 آذار من اتهم النظام السوري وحزب الله بالأمر، فأجاب: لا يمكنني ان أتكلم الا عن فرنسا، ولكن فرنسا منذ ان تسلمت مقاليد الحكم اي منذ مايو الماضي، لم تكن لها اي علاقة مع هذا الشخص الذي ذكرتم اسمه، لا اعرف ما كان الحال في السابق، ولكن منذ ذلك التاريخ لم تكن لي علاقة مع هذا الشخص.
وأضاف: هناك شبهات كبيرة تحوم حول ما كان يحضر، وعلى القضاء اللبناني ان يبت بهذه المسألة ولكن ما يمكنني ان أقوله لكم وأنا ذكرته أمام الرئيس سليمان اننا في تصرف لبنان لنضع جميع المعلومات والتحقيقات التي وصلتنا او قد تصلنا في تصرف القضاء اللبناني والعدالة اللبنانية.
وردا على سؤال قال الرئيس هولاند يمكننا ان نلتقي مع كل القوى الديموقراطية اللبنانية، وانا ألتقي ببعض هذه الشخصيات ولا يسعني الا ان انادي بالحوار والوحدة وبعد ذلك على كل واحد أن يتحمل مسؤولياته في هذه اللحظة المهمة والحرجة.
من جهة ثانية شدد هولاند على أنه لا إفلات من العقاب لقتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري واللواء وسام الحسن كما سائر الشهداء.
وبعد المؤتمر الصحافي كانت هناك خلوة قصيرة بين الرئيسين غادر بعدها هولاند إلى المطار فالمملكة العربية السعودية.
رسالة من الحريري إلى هولاند
وعشية سفره إلى لبنان تسلم الرئيس هولاند رسالة خطية من الرئيس سعد الحريري، تضمن شرح موقفه من مقاطعة 14 آذار لأعمال مجلس النواب والحوار، مادامت الحكومة الحالية موجودة في ظل أزمة وطنية كبيرة وتمسك 14 آذار بحكومة محايدة.
وقال الحريري ان قرار 14 آذار النهائي هو وضع حد لتسليم البلاد للسلاح وأسياده الاقليميين، وان قرار اللبنانيين هو السيادة والتمسك بالديموقراطية والسلم الأهلي، وهو قرار 14 آذار في سلوك طريق السلم الديموقراطي واللاعنف. وكان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع كرر التأكيد قبل وصول هولاند ان مطلب 14 آذار ليس اسقاط الحكومة لمجرد اسقاطها، بل لأن الإجرام متمركز فيها. وقال جعجع: ثمة فريق في لبنان لا يشتغل بالسياسة إلا بالعنف والاغتيالات والقتل السياسي، وهذا ما نقول الآن لا بوجهه. وردا على سؤال حول ما يريده المواطن اللبناني الآن قال: الشعب يريد إسقاط الإجرام. ورد جعجع مطلب اسقاط الحكومة إلى ما وصفه بالإجرام المتمركز في الحكومة وقال: نحن لا نريد ان ندخل الحكومة الآن ولا بعد الآن، وليس لدينا مرشح كي نبدله برئيس الحكومة الحالي.
بدوره رئيس الكتائب أمين الجميل قال ان حكومة ميقاتي سقطت وطنيا قبل ان تسقط دستوريا.