بيروت ـ عمر حبنجر
بدأت الانتخابات الرئاسية الاميركية في الولايات المتحدة، وفي لبنان هرع الاميركيون المقيمون الى السفارة في عوكر للمشاركة في اختيار الرئيس، بينما امضى السياسيون اللبنانيون المراهنون على نهائيات السباق الى البيت الابيض نهارهم خلف شاشات التلفزة والمواقع الالكترونية في متابعة حثيثة للسباق بين الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري ميت رومني على مضمار القضايا الاميركية الداخلية التي تحسم الخيارات في النتيجة. وبانتظار ان ينجلي غبار المعركة الرئاسية الاميركية اليوم الاربعاء، تبقى الازمة اللبنانية تراوح مكانها مع بعض ملامح الاهتمام الفرنسي والاميركي المؤشر الى قرب الفرج الذي يراه رئيس مجلس النواب نبيه بري داخليا في ظل نظرة جديدة تؤكد ضرورة ايجاد الحل بأنفسنا.
ويقول الرئيس بري لجريدة «الاخبار» ان التاريخ يجتر نفسه، لكن بالمقلوب، في توصيف للوضع اللبناني الحالي مقارنا بين ما كان عليه الوضع عام 2006 وما هو عليه اليوم، داعيا الى انتاج حل عبر الحوار وبعيدا عن الاحلاف، مشيرا الى ان صيغ الحلف الثنائي والرباعي اهلكت لبنان.
ورأى بري ان زيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الى لبنان لها هدف واحد هو دعم الحوار في ظل توجه دولي جديد لتشجيع اللبنانيين على انتاج حلول لازماتهم بأنفسهم، وقال ان المعترضين على هذا التوجه الدولي لا يملكون الا كظم غيظهم.
وكشف بري انه مع التمديد لقائد الجيش العماد جان قهوجي والمجلس العدلي، ولا مانع لديه ايضا من التمديد للواء اشرف ريفي المدير العام للامن الداخلي.
وفي معلومات «الأنباء» ان خدمة العماد قهوجي واللواء ريفي تنتهي في الربيع المقبل، وثمة شبه اجماع على التمديد لكليهما نحو سنتين، اي الى حين انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، في وقت مازال العماد ميشال عون الذي يملك ثلث مجلس الوزراء يتحفظ على اللواء ريفي خصوصا لحسابات تتصل بارتباطاته مع النظام السوري.
لكن العماد ميشال عون الذي يقوم بجولة في كندا اعلن في تصريح له ان الحكومة الحالية باقية حتى اشعار آخر، وانه من غير المسموح زج البلد في الفراغ، معتبرا ان قوى 14 آذار تجاوزت كل حدود المعقول والمنطق في طروحاتها، وتساءل: هل يحتمل البلد حكومة وحدة وطنية مكبلة تحت شعار الوحدة الوطنية؟ مقترحا حكومة اقطاب مصغرة اذا كان لابد من تشكيل حكومة جديدة. في هذا السياق، بقي وليد جنبلاط رئيس جبهة النضال الوطني المشارك في الحكومة على موقفه الداعم لحكومة ميقاتي، وهذا ما جعل مساعد وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيريز يتصل به هاتفيا امس ويطلب منه المساعدة على تأليف حكومة جديدة في لبنان من دون الوقوع في الفراغ.
وتقول مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي ان جنبلاط كرر عدم ممانعته الاتفاق على قيام حكومة جديدة، موضحا ان ذلك لا يتم الا من خلال دعم الرئيس ميشال سليمان، وجدد جنبلاط رفضه المطلق وقوع الفراغ الحكومي حفاظا على الاستقرار والسلم الاهليين.
وعلمت «الأنباء» ان جنبلاط يصر على محدثيه في موضوع الحكومة ان يعيد نجيب ميقاتي تشكيل الحكومة العتيدة، وهنا جوهر خلافه مع 14 آذار.
وفي المعلومات ايضا ان جنبلاط يدرك ان الغرب والعرب يريدون اخراج حزب الله من الحكومة، فيما يرى هو ذلك من المبكر خوض هذا الغمار.
في هذا الوقت، عاد الرئيس نجيب ميقاتي من هنغاريا مساء امس بعد اجراء مباحثات.
وكان ميقاتي اجرى سلسلة لقاءات رسمية في بلغاريا شملت رئيس الوزراء، رئيسة البرلمان التي سألته عن التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة.
رئيس الحكومة البلغارية وفي مؤتمر صحافي مشترك مع ميقاتي رفض ان تشير بلغاريا بأصبع الاتهام الى احد في تفجير حافلة السياح الاسرائيليين في صوفيا، في اشارة الى اتهام اسرائيل لحزب الله، مشيرا الى حق كل طرف ان يقول ما يريد، رافضا في المقابل زج اسم بلاده في حادث التفجير الذي استهدف اللواء الحسن في الاشرفية كمصدر للمتفجرات المستخدمة.
في غضون ذلك، وصل الى بيروت امس وزير الخارجية المصرية محمد كامل عمرو والتقى الرؤساء سليمان وبري وميقاتي ووزير الخارجية عدنان منصور بحكم كون لبنان الرئيس الدوري للجامعة العربية.
السفير المصري في بيروت أشرف حمزة أوضح في حديث لـ «صوت لبنان» ان هذه الزيارة للوزير المصري وهي الاولى من نوعها تهدف للاطلاع على الاوضاع اللبنانية بعد اغتيال اللواء وسام الحسن والموقف اللبناني من الاوضاع العربية وتحديدا في سورية. أوساط رئاسية قالت ان الرئيس سليمان ينتظر اشارة من باريس حول نتائج المحادثات التي اجراها الرئيس فرانسوا هولاند في المملكة العربية السعودية.