بيروت ـ زينة طبّارة
اتهم رئيس بلدية عرسال علي الحجيري مناصري «حزب الله» بنصب كمين للشاب علي الحجيري في الهرمل وقتله وخطف عاملين كانا برفقته، وذلك على خلفية مقتل أحد أبناء الهرمل في سورية خلال مشاركته في الحرب ضد المعارضة، نافيا أن يكون للضحية ورفيقيه أي صلة بالسياسة أو بأي أحداث أمنية في المنطقة، معتبرا بالتالي أن فريق «8 آذار» مدعوم من «حزب الله» ومروحيات جيش النظام السوري، مصرّ على محاصرة عرسال وتوريطها في معركة عسكرية معه، كونها تنتمي الى خط سياسي مؤيد للثورة السورية وتأوي نازحين سوريين، مشيرا الى أن الفريق المذكور قد بدأ بعمليات الاغتيال العلني والتصفيات الجسدية، ما يوحي أن الايام والاسابيع المقبلة قد تحمل معها المزيد من الاغتيالات لأشخاص أبرياء لا ذنب لهم سوى أنهم من عرسال المعارضة للنظام السوري.
ولفت الحجيري في تصريح لـ «الأنباء» الى أن تاريخ عرسال مشهود له بعدم سكوت عائلاتها على الضيم، إذ تستطيع الدولة وفعاليات المنطقة المونة على عائلات عرسال أيا يكن عنوان النزاع بينها وبين المعتدين عليها باستثناء موضوع الدم، بحيث تسقط المونة عند عتبة أهل القتيل وأقاربه، مؤكدا أن الذين ارتكبوا جريمة قتل الشاب علي الحجيري لم يتنبهوا الى تداعيات فعلتهم بسبب استقوائهم بالخطاب التحريضي ضد عرسال والذي تطلقه بعض الجهات الحزبية وبعض السياسيين المؤتمرين بنظام الاسد أمثال النائب عاصم قانصو الذي هدد باجتياح عرسال في غضون ساعات قليلة، مؤكدا أيضا أن عرسال لن تتجاوز دور الجيش اللبناني والقوى الشرعية في المنطقة، لكنها ستكون مضطرة للدفاع عن عائلاتها وأراضيها فيما لو تخاذلت الدولة في حمايتهم.
وأضاف الحجيري معتبرا أن التطور الاخطر يكمن بقصف مروحيات جيش الاسد لعمق عرسال أثناء تشييع الشهيد علي الحجيري، وهو ما يؤكد أن نظام الاسد أراد توجيه رسالة الى فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان بالدرجة الاولى مفادها أن اعتراض الاخير على انتهاك الحدود اللبنانية غير مرحب به في قصر المهاجرين، والى فعاليات عرسال بالدرجة الثانية للتأكيد على أن البلدة ليست بعيدة عن مرمى النيران السوري وستكون عرضة لسقوط الصواريخ فيما لو استمرت بموقفها المؤيد للثورة والحاضن للنازحين السوريين.
وتعليقا على معادلة «استهداف عرسال بصواريخ المروحيات السورية مقابل استهداف الهرمل بصواريخ الجيش السوري الحر»، أكد الحجيري ان هذه المعادلة غير متساوية في الاسباب، فشتان ما بين العمل الانساني الذي تضطلع به عرسال وبين العمل الإجرامي الذي تعنى به الهرمل، معتبرا أن جل ما تفعله عرسال هو تقديم الخدمات والمساعدات الانسانية للنازحين السوريين وتشكيل بوابة لعبور الجرحى والمصابين منهم، بينما أبناء الهرمل يشاركون ضمن صفوف «حزب الله» في الحرب السورية ضد الجيش السوري الحر ولعبوا دورا رئيسيا في حرب القصير وفي قتل الأطفال والنساء، مستدركا بالقول ان الكلام عن وجود جبهة النصرة والقاعدة في عرسال وعن تهريب السلاح والمسلحين منها الى سورية، ليس سوى ذريعة يائسة لتبرير تعديات نظام الأسد وحلفائه في لبنان على عرسال وأهاليها.ورفض الحجيري سياسة الكيل بمكيالين في البقاع الشمالي بحيث تطوق عرسال ويساق أبناؤها الى التحقيق حال ضبط أحدهم وفي حوزته سكين مطبخ، بينما يشحن «حزب الله» الدبابات والمدفعية والمسلحين الى سورية في وضح النهار وعلى مرأى من العامة بحماية بعض الاجهزة العسكرية، وذلك بسبب محاولات الدولة تفادي أي صدام عسكري معه، مناشدا رئيس الجمهورية التدخل لحماية عرسال قبل تفاقم الأمور وخروجها عن المألوف. وردا على سؤال، أكد الحجيري ان ما من ظالم دخل الى سورية إلا وخرج منها مهزوما، بدءا من غزو الروم لها مرورا بالاحتلال العثماني وصولا الى الاحتلال البريطاني والاستعمار الفرنسي، معتبرا أن لسورية تاريخا مجيدا في مقاومة الغزاة وما على المعتدين اليوم على الشعب السوري سوى قراءة التاريخ علهم يتعظون.