رغم تحفظه الشديد على كلام جنبلاط في موضوع الحكومة «تأييد جنبلاط لصيغة 9 ـ 9 ـ 6 بعد تراجعه عن صيغة الـ 8 ـ 8 ـ 8 التي سوق لها»، يقرأ تيار المستقبل نواحي إيجابية في إطلالة جنبلاط التلفزيونية الأخيرة، ويعددها مصدر نيابي بارز في المستقبل في النقاط التالية:
٭ تمسك جنبلاط بالرئيس المكلف تمام سلام وتأكيده أنه سيعيد تسميته في أي استشارات تكليف جديدة. وهذا الموقف يتناغم مع موقف الحريري في دعوته سلام الى عدم الاعتذار والتمسك ببقائه وبأنه لا بديل عنه في هذه المرحلة، كما يشكل نفيا من جنبلاط لما أشيع عن تأييده لتعويم حكومة ميقاتي أو لإعادة تسميته في حال اعتذار سلام.
٭ تأكيد جنبلاط أنه لم يغادر موقعه الوسطي ولم يصبح في 8 آذار، وهذا ما يتعارض مع تأكيد بري الذي تحدث عن أكثرية نيابية لـ 8 آذار مع جنبلاط.
٭ تأكيد جنبلاط أنه لا انتخابات رئاسية ولا رئيس جمهورية جديد من دون «المستقبل».
أوساط مراقبة تلخص موقف جنبلاط المتوازن على هذا النحو:
٭ مع 14 آذار في التكليف ومع 8 آذار في التأليف.
٭ مقابل معادلة لا حكومة من دون حزب الله، معادلة لا رئاسة من دون المستقبل.
٭ مقابل إرضاء إيران في لبنان إرضاء السعودية في سورية.
أما مصادر سياسية في 8 آذار فقد وضعت موقف جنبلاط الأخير في خانتين:
٭ جنبلاط مطلع من خلال صديقه جيفري فيلتمان على فحوى المفاوضات مع إيران وبوجود رغبة أميركية بنجاح هذه المفاوضات وعدم تضييع الفرصة المتاحة، وحتى الوصول الى هذه التفاهمات الكبيرة فإن جنبلاط يتصرف بواقعية وتهدئة الخواطر منعا لأي انزلاق، وبالتالي لن يكون بالتأليف إلا مع حزب لله وصيغة 9 ـ 9 ـ 6 حرصا على الاستقرار مع التمني بأن تقبل دول اقليمية هذه المعادلة في ظل ترحيب أميركي بها.
٭ استدارة جنبلاط المدروسة والمقننة هذه المرة ليس سببها الرئيسي فشل الرهان على انهيار النظام السوري فقط، وإنما انعدام الخيارات «الآمنة» على الساحة اللبنانية.